بيان حول انتهاكات قوات الدعم السريع لأرواح السودانيين وكرامتهم

تجمع الأطباء السودانيين في الولايات المتحدة – سابا

إن حياة الناس، ومن قبل ذلك، كرامتهم، هي ليست نتوءات رخيصة على جدران وطن مستباح. وليست بطاقات مطروحة للمساومة عليها. ولا أرقام أو تفاصيل يمكن تجاهلها.

نحن في تجمع الأطباء السودانيين في الولايات المتحدة، نرى أن ما جرى للشهيد بهاء الدين نوري، من اعتقال خارج إطار القانون ثم الاستشهاد اثناء التحقيق داخل احدى مقار قوات الدعم السريع، يمثل تجاوزا بائنا، محزنا، ومثيرا لكل مشاعر الحنق والقهر. تجاوزا لكل الخطوط الحمراء التي وضعتها ثورة ديسمبر أمام قدسية الحياة، وحرمة الظلم.

ونحن في هذا الصدد نود أن نتوجه كمواطنين سودانيين، لكل أخوتنا السودانيين، أولا، بأن لا يركنوا لمثل هذه الأفاعيل الجبانة ويتركوها بلا رد فعل في مقام خسارة روح شابة طاهرة، بأيدي ظلم منفلتة من القانون و من أي حس سليم متمسكين بسلمية ثورة ديسمبر المجيدة. ونود أن نذكر بأن قوانين الأرض تقول بأن من أمن العقاب أساء الأدب، وأنه لم يخرج شعب من ضعف المذلة إلى رحاب الحرية وسيادة حكم القانون، إلا بإنتزاعه لحقه ودفاعه عن نفسه.

ونحن لم نر يوما في الشعب السوداني شعبا عاجزا. فهذه المنظمة (سابا) هي ثمرة من ثمرات حراك الناس من أجل الحرية والسلام والعدل. وقدرتهم على إقامة وإنشاء صروح الفعل عبر العمل المشترك والتعاون. وهي واحدة من آلاف بل ملايين الأشياء التي يستطيع السودانيون إنجازها وتحقيقها متى اتحدوا. غير أن ثورة ديسمبر نفسها هي دليل على قوة الشعب نحن لم ننسه بعد. إننا نرى أننا كشعوب وكمجتمع قادرون، إذا اجتمعنا وتوحدنا على رفض هذه البربرية، على إجبار الجناة على النزول عند سلطة القانون والاذعان له. وبالتالي تحويل الحادثة إلى درس للظالم ورد جزء من حق لمظلوم.

وكذلك فإننا نطالب في تجمع الأطباء السودانيين في الولايات المتحدة بأن تقدم الحكومة السودانية كل تفاصيل الحادثة للرأي العام. إبتداءا من سبب الإعتقال، ومدته، وطريقة التحقيق (أو التعذيب) الذي حدث للشهيد، والأفراد الذين قاموا به، والقيادة التي أمرت به. ثم أن تطلعنا كشعب على الإجراءات المفصلة التي ستتخذها الحكومة لضمان عدم تكرر هذا الحادث المؤسف.

كذلك نود أن نوجه نداء لكل أحزابنا السياسية وخاصة أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير الحاكم بأن تخرج علينا قيادات الأحزاب لعقد مؤتمرات صحفية توضح فيها للرأي العام رؤيتها لهذه الكارثة الإنسانية والأخلاقية وتوضح دورها في عملية رد الإعتبار للقانون والعرف والكرامة التي إنتهكت.

إننا نرى أن أي تسويف أو تساهل مع القتل والاعتقال العشوائي هو مساهمة في الجرائم التي يحيها هذا التساهل مع الإجرام مستقبلا، عبر فك لجام القوة المنفلتة وإطلاقها غير محكومة بأي فضيلة على رقاب الناس الأبرياء.

رحم الله الشهيد بهاء وأنزل الصبر والسلوان على قلوب أهله وذويه، ونصر حقه وحق الشعب السوداني في العدل.

#ترس_البلد_دكتور