الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / كتب د. محمد عبد الحميد *حول حرق شعار الحزب الشيوعي*

كتب د. محمد عبد الحميد *حول حرق شعار الحزب الشيوعي*

لسنا على وفاق مع الحزب الشيوعي، ولا هو كذلك على وفاق مع تحالف قوى الثورة المتمثل في قوى الحرية والتغيير.  وتلك تقديراته وهو كحزب له كامل الحرية والصلاحية في أن يتبنى  من الموافق ما يشاء. أما وأن يتم حرق شعاره فذلك أمر  فوق أنه يجب إدانته، فهو حدث ذو   دلالة خاصة تؤكد أن هذا الفعل هو حلقة ضمن رؤية لا تستهدف الحزب الشيوعي  كحزب. فالحزب الشيوعي له خطه وله عداواته غير المنكورة مع قوى اليمين الأقصى  التي و بلاشك تتربص به. إلا  أن دلالة حرق الشعار  لا  يمكن بل ولا يجب  أن  يُنظر لها في سياق منفصل  عما يُبث من خطاب كراهية  شاملة لكل الحركة السياسية الحزبية المنظمة. وهنا  يجب الإنتباه من قبل كافة القوى السياسية. أن ذلك  الخطاب هو المدخل الأولي لضرب العملية الديمقراطية عبر خلق حالة كراهية خاصة للاحزاب السياسية.
إن اختيار و استهداف حرق شعار الحزب الشيوعي ليس مصادفة،  وإنما هو عمل مدروس، وليس انفعالا عابراً جاء  ضمن حالة هياج هيستيري تلبس شارع ثائر. وما يؤكد أن عملية حرق الشعار  مدبرة ومقصودة لذاتها هو  تحضير اللافتة التي عليها الشعار مسبقاً، فالواضح أن اللافتة لم يكن يحملها كوادر الحزب الشيوعي وقد تم انتزاعها عنوةً  منهم وحرقها ، بل كانت  مجهزة  للحظة محددة حتى يبدو الأمر عفوياً.
إن الثورة التي خبرناها واخترناها طريقا للخلاص الوطني والتي امتدت أواناً  وفعلاً منذ ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م   وحتى اللحظة الراهنة لم تجرم اي حزب من الاحزب الوطنية،  ولم تعبر عن كراهية لها. بل مضت بحالة وعي ثوري منقطع النظير بتحديد مجموعة المؤتمر الوطني كحالة مفارقة للممارسة السياسية المتسامحة التي تقبل الآخر. لذلك فقد قضت الثورة بتعيين واضح لا لبس فيه عن تحديد مَنْ هو العدو الذي يجب أن تُحرق مقاره، أو تُصفى تركته أو يُزج بكافة رموزه في السجون، ويُحاسب محاسبة تاريخية وأخلاقية وقانونية  عن كل الموبقات التي ارتكبها ابان حكمه للبلاد. وما يؤكد ان الوعي الثوري قد اختط منهج العزل السياسي والقانوني والاحتكام للقضاء أنه ومع تنامي المد الثوري وبلوغه اقصى درجاته  لم يقم بسحل او ذبح او اي حالات  انتقام او تربص برموز النظام السابق رغم ذلك الشعار الذي ارتعدت له فرائص بقايا النظام السابق ( أي كوز ندوسو دوس) وهو شعار لو كان قد طبق بمعناه الحرفي،  لشهدت البلاد مجزرة في حق كل من انتمى للمؤتمر الوطني.
لذلك فإن حرق شعار الحزب الشيوعي لابد وأن يُفهم في سياق حركة منظمة تهدف لخلق نفسية عامة تدمغ الأحزاب بكل ما يستوجب الحرق. وقد يكون في ذلك الحزب الشيوعي مجرد (حالة) يمكن تعميمها على بقية الأحزاب. فالمقصود في نهاية المطاف ليس الحزب الشيوعي وإنما مستقبل الديمقراطية، وسوف تكون هذه الحادثة حلقة  من سلسلة طويلة من الأحداث حتى يتم التشكيك في جدوى وجود الأحزاب التي ومهما كان الخلاف معها فهي لازمة من لوازم العملية الديمقراطية الليبرالية المنشودة.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.