الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / تقنيات / من اكثر المفردات السياسية ورودا وتداولا في السياسة السودانية واسباب الصراع في السودان مفردتي الهامش والمركز فما هو هذا الهامش ؟ وهل كل السودان مهمش كما يقول البعض وما هو الهامش السوداني ؟.
IMG-20161123-WA0100.jpg

من اكثر المفردات السياسية ورودا وتداولا في السياسة السودانية واسباب الصراع في السودان مفردتي الهامش والمركز فما هو هذا الهامش ؟ وهل كل السودان مهمش كما يقول البعض وما هو الهامش السوداني ؟.

IMG-20161123-WA0100.jpg

من اكثر المفردات السياسية ورودا وتداولا في السياسة السودانية واسباب الصراع في السودان مفردتي الهامش والمركز فما هو هذا الهامش ؟ وهل كل السودان مهمش كما يقول البعض وما هو الهامش السوداني ؟.
للاجابة على هذا السؤال اولا يجب التفريق بين المجتمع وبين الدولة المجتمع والدولة ليسا شيئًا واحدًا؛ فالمجمتع هو مجموعة الأفراد في نطاق جغرافي مُحدد، والدولة هي الكيان السياسي أو منظومة القوانين أو النظام الذي يحكم وينظم حياة هؤلاء الأفراد بما يضمن لهم الأمن والحريات الأساسية، . عموما الهامش كلمة مقصود بها الاقصاء والاستبعاد من المشاركة الفعالة في المجتمع
للتهميش اشكال عديدة قد يشترك البعض في اكثر من نوع من انواع التهميش .من انواع التهميش المعروفة التهميش الاقتصادي والاجتماعي وتهميش فئة من فئات المجتمع مثال فئة المصابات بداء الناسور البولي او المثليين او المثليات جنسيا او المتحولين او المتحولات جنسيا والتهميش على اساس النوع ذكر / انثى وتهميش ذوو الاحتياجات الخاصة .وهنالك التهميش الثقافي.
وهذا النوع من التهميش اي التهميش الثقافي هو التهميش المقصود به الهامش في السودان فهل الجميع يعاني التهميش الثقافي في السودان ? بعد انفصال الجنوب صار ظاهريا ان الثقافة الاسلامية والعربية تمثل القاسم المشترك لغالبية السكان وهذا ما تبنته الدولة في خطابها بعد الانفصال واعتبرت ان دعاوي المطالبة بالتعدد الثقافي اصبحت لا معنى لها وانه الان لا يوجد غير ثقافة واحدة . ولكن ما حدث هو ان الصراع اذاد اشتعالا وزحف شمالا في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق. وهذا الهامش لن تحل مشاكله بالانفصال فخلف كل هامش ينفصل في السودان سيظهر هامش جديد اقوى في وسائل المطالبة بالحقوق عنفا او سلما وذلك نتيجة لتبدل مصالح المركز والمتحالفين معه وتحول الاحساس بالظلم لفئات جديدة لم يكن لديها هذا الاحساس .
المعروف ان تحريم تجارة الرقيق جاء مع اتفاقية الحكم الثنائي عام 1899، الى ان تم تحرير الارقاء جميعهم ولم يعد هنالك رق يمارس بالشكل المعروف للرق إلا أن مفعول العنصرية الناتج عنها لم يتوقف مثل اعتبار مهنة الخدمة في المنازل ارتبطت بجهات معينة الملاحظ ان القوانين الصارمة التي سنها البريطانيون لم تعالج اوضاع الرقيق فاكتفت بالتحرير ولم تعمل على اعادة دمجهم في المجتمع وخلق فرص عمل لهم او تاهيلهم حتى يستطيعوا المنافسة على الوظائف التي تتيج الترقي في السلم الاجتنماعي فكان ان تمّ تحطيم الرق كمؤسسة إجتماعية، ولكن بقي في صلب الثقافة الاسلاموعروبية . إذ لم تسقط صفة عبد” و”عبيد” وخدم وخادم وصارت في قاموس التصنيف الاجتماعي خلف الغرف المغلقة الغرض الرئيسي منه السيطرة على السلطة والقرار ففي الهرم الاداري لاي مؤسسة تكون العلاقة بين مرؤوس ورئيس وكذلك المؤسسة العسكرية بين قائد وجندي وهي العلاقة المشابهة قبل تحرير الرق بواسطة الانجليز بين حر وعبد . وبنظرة غير علمية ولكنها خالية من العواطف فان جميع المؤسسات الاقتصادية والسياسية المدنية والعسكرية في السودان لم تتم فيها مشاركة الهامش بفاعلية في صنع القرارت المصيرية.
في جغرافيا النيل في السودان يعتبر القرب من النيل افضلية للسكان على امتداده لذلك فالثقافة على امتداده واحدة وان اختلفت اللغات تذداد الافضلية بمقدار ما تملك من اراضي الزراعية . قد اشرنا في بداية المقال للفرق بين الدولة والمجتمع فالمجتمع يمارس التهميش ولكن الدولة يجب ان تكون صفتها الحياد دايما في حل اشكالات التهميش على الاقل بمحاولة دراسته بطرق علمية وتحليلية لتعطي نتائج وارقام على اساسها يكون حل المشكلة وافرازتها من اجل وتحقيق العدالة بجميع اشكالها والمساواة وتكافؤ الفرص بمفهوم التمييز الايجابي المدروس لكل حالة من حالات التهميش على حدا . كل ما تم عقده من اتفاقيات هو علاج للاعراض فقط بمشاركة شكلية في السلطة وقسمة للثروة بدون شفافية يعلم اسرارها الاطراف التي وقعت الاتفاقية .علاج الجزور يحتاج البحث في جميع مؤسساتها الرسمية الاجتماعية والثقافية والرياضية هومعرفة مشاركة الهامش السوداني في هذه المؤسسات هل هي مشاركة شكلية ام مشاركة في صنع القرار بعيدا عن ايدلوجيا اي سلطة .وهل معالجة التهميش التنموي الذي يعاني منه كل السودان هو الحل لمشكلة الهامش في السودان.
ما حدث في الجنوب بعد الانفصال يوكد الانفراد بالسلطة وعدم التداول السلمي لها يعيد انتاج الازمة وينتج هامش جديد وان الانفصال للجنوب وغيره رغم ان تقرير مصير اي شعب هو حق مشروع الا ان عدم الديمقراطية والشفافية في اي سلطة وعدم الالتزام بتطبيق مبادي حقوق الانسان في اي منظومة سينتج مركز ومتحالفين معه ومذيدا من العقبات والازمات والحسرات.
سامح الشيخ

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

ما بين( الحلو) (وعبد الواحد) وترق (مرق) وسلام جوبا // سامح الشيخ

Share this on WhatsApp اولا دعنا نتفق ان كل اسم علم ورد في العنوان يمثل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.