Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
إنّ السلام يمثل أحد المطالب المهمة التي رفعتها جماهير شعبنا شعارات، حين خرجت وهي تشق الصمت بهتاف: “حرية.. سلام وعدالة”، فعملية السلام تجد تحققها في اشتراطات واضحة، متمثلة في ضرورة العدالة الاجتماعية ونفي التهميش والإقصاء عن معادلة السلطة والثروة، وهي العملية التي من شأنها أن تمنع ظهور حركات جديدة تحاور وتُوقِّع وتعود لرفع السلاح مرة أخرى، حيث أن المطالب لا تحقق.
إنّ ما حدث في جوبا لا ينتمي لحقائق ومفاهيم الثورة، ولئن تم الترحيب به من قبل رفاق لنا جمعنا معه تاريخ طويل من البذل والدم والعرق، فهو لا يعني إقرار السلام، فالتوقيع على اتفاق بين جنرالات حرب من أجل النفوذ والمناصب والثروات، من شأنه أن يعيد الأزمة في كل مرة إلى مربعها الأول الخانق، دون أن يثمر ذلك الفعل عن سلام حقيقي على الأرض وعدالة تمشي بين الناس، ودون أن يتفجّر وعداً وقمحاً وتمني.
*جماهير شعبنا،*
إنّ ما حدث في جوبا لا يعدو أن يكون تقاسماً للسلطة والثروة دون أن يمس جوهر قضايا العدالة الاجتماعية والتهميش، بل هو حفل كرنفالي لقوى السودان القديم، وإن ادّعى بعضها تمثيل الجديد، فهو تمثيلٌ زائفٌ لقضايا حقيقية ومُلحة، وتتطلب أن يتم التصدى لها بوعي ثوري لا ينظر إلى مطالب الجنرالات، بل لخطاب الجماهير في مناطق التهميش وسهول وبوادي الظلامات التاريخية.
إنّ ما حدث هو استجابة لضغوط قوى إقليمية، تريد أن تُدخل حلفاءها في السلطة لضمان مصالحها الخاصة، فالاتفاق قد تجاوز حركات ذات ثقل حقيقي مثل حركتي الحلو وعبد الواحد، وتم التوقيع مع قوى لا تمثل إلا نفسها بلا ثقل جماهيري، فالخطأ المنهجي المُرتكب من شأنه أن يبقي الجميع في مربع الحرب رغم التوقيع على ما قيل إنه اتفاق سلام.
*جماهير شعبنا،*
إنّ ما حدث في جوبا هو تكرار لذات السيناريوهات القديمة لنظام البشير في التعامل مع الحركات المسلحة عبر إغرائها بالمناصب والثروات عبر الاتفاقات الجزئية، دون مساس بجوهر القضية المتمثلة في تحقيق السلام العادل الشامل الحقيقي وتفكيك جذور الأزمة والصراع.
الاثنين 31 أغسطس 2020م
