انهيار الخدمات الصحية

# انهيار الخدمات الصحية #
في البدء نزجي التحية خالصة لافذاذ الأطباء السودانيين الذين ظلوا مذلين الصعاب وميسرين كل المشاق في سبيل أداء واجبهم الوطني تجاه المواطن السوداني ؛ وسعيا من أجل جعل الخدمة الطبية دانيا ومشرقا ‘ إلا أن السياسة العامة في البلاد ظلت تتجه نحو ضد مصلحة المواطن البسيط رغم أن هذا المواطن هو مصدر القوة الذي ينبغي عن نفتخر به لأنه مصدر الإلهام ؛وما قاموا به أطباء بلادنا الأفذاذ في الأيام الفائتة خير  دليل على مدى إحساسهم بالمسئولية أكثر من أي وقت مضى وان مسئولية الطبيب ليست أقل شعنا من مسئولية المحامي والقاضي وغيرها من أعين العدالة وان العادة في البلاد جرت على ان السادة المحامون هم من كانوا في مقدمة الثورات وهم من يتصدون ويواجهون كل  الصعاب إلا أن هذه المرة الوضع لم يكن كما كان سابقا وتقع علينا جميعا المسئولية الوطنية تجاه هذا الوطن العظيم لأن ترك مصير الوطن لجماعة معينة سوف تكون  له نتائج وخيمة ؛ فإن التحرك الجماعي لكل فئات المجتمع علي سبيل الوطن وسبيل هذا الشعب سوف  يخرج البلاد من هذا المأذق ؛ وان ما قام به الأطباء عمل دؤوب وان كان لم تودي إلى نتائج ملموسة ولكن ربما انهم على موعد لأن حقيقة أن مهام الطبيب كما ذكرت ليس أقل شعنا من مهام أعين العدالة وبقية النقابات المختلفة ؛ فإنه ثغر مقدس ائتمنتم عليه ؛ ولعمري فإنها أمانة ذات خطر عظيم ؛ تكاد الأرض تشقق من ثقلها ؛ ولا يقدر على مكابدتها إلا الجلد الصبور المقتدر ؛ ؛؛وان الشعب السوداني الأبي قادر على التحرك مع الأطباء وكل الاحزاب السياسية والحركات التحررية مادام انهم أبناء هذا الوطن ويسعون من أجل إزاحة الظلم وتحقيق العدالة بين كل أطياف الشعب السوداني ؛ مع العلم أن هنالك البعض يتساءل حول نقاط جوهرية ولربما أنني من ضمنهم ؛ وتأتي الأسئلة على نحو التالي ( أين أطباء السودان طيلة السنوات حينما طفل من دارفور أو جبال النوبة أو شرقي السودان يموت بسبب الملاريا لأن منطقتهم لا توجد بها طبيب واحد ؟ بل إن أمه ليلة ولادته ولدت وهي مزرعتها ! وأن الأم لا تعرف مستشفى الولادة (الدايات)؟  هل أن مسألة زيادة سعر الدواء وتردي الخدمات الطبية شيئ جديد ؟ أم أن السودان تتمثل في الخرطوم فقط ؟ ألم يكن من الأجدر على السادة الأطباء أن يطالبوا بتوفير الخدمة الطبية في المناطق الذي تنعدم فيها الخدمة ثم لاحقا الحديث حول التردي في الخدمة ؟ هل نستطيع عن نفهم أن مطالب السادة الأطباء  تتمثل في الخدمة الطبية فقط أم لهم مطالب أخرى ك التغيير والديمقراطية والمساواة واختيار نوع الدولة ونظم الحكم فيها ؟ إذا افترضنا أن الثورة اشتعلت من قبل الأطباء هل ستجد تضامن مع من لا يعرفون الخدمة الطبية مطلقا ؟  ….
حقيقة الإجابة على هذه الأسئلة تأتي في سياق النظر على الوضع السياسي في البلاد تجد أن البلاد تعاني ازمات مختلفة خاصة السياسية وهي تحتاج إلى حلول جزرية لأن بحلول تلك الأزمات سوف تحل جميع الأزمات سواء كانت  الصحية ؛ الاقتصادية ؛ والهوية ، الجغرافية ؛ وغيرها من الإشكاليات التي تعانيها البلاد .
وأخيرا وليس آخرا ؛ سينجلي حرية الشعب السوداني يوم ما وأنه لعلي موعد مع صبح الحرية ؛لأنها على مقربة من عن تصفو اليالي بعد كدرتها وان كل دور اذا ما تم ينقلب !!

إلى اللقاء
عبدالحميد باقا