الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / 🔺هل ستكون الحروب القبلية بداية البداية لتشظي وسقوط الدولة السودانية؟!

🔺هل ستكون الحروب القبلية بداية البداية لتشظي وسقوط الدولة السودانية؟!

بُعيد سقوط رأس النظام البائد وما تلاه من أحداث جسيمة أهمها جريمة قتل المعتصمين بالقيادة العامة بالخرطوم وبعض المدن السودانية ، وإتمام صفقة المساومة الثنائية التى عطّلت إنطلاق قطار الثورة نحو محطته النهائية ، وسيطرة جنرالات اللجنة الأمنية للبشير علي كافة مقاليد السلطة ومؤسسات الدولة السياسية والأمنية والإقتصادية تحت غطاء مدني ديكوري زائف لا يعدو أن يكون ترميزاً وتمثيلاً لإضفاء مسحة شرعية لإخراج المسلسل المعد سلفاً في المطابخ الغربية ( الهبوط الناعم) والذي بات أكثر وضوحاً بعدم جدية القائمين بأمر السلطة في محاكمة قادة النظام رغم مرور أكثر من عام علي الثورة ، مما يرجح إحتمالية عقد تسوية معهم وإغلاق بعض الملفات بدليل اللقاءات التي تمت في الخرطوم  وغيرها بين تيارات من الإسلاميين وبعض أحزاب قحت من جهة ، وفيما بينهم ومسئولين حكوميين من جهة أخري .
إن تعقيدات القضية السودانية والمطامع الشخصية والحزبية وأجندات المحاور الإقليمية والدولية التي تورط فيها كثيرون ، قد جعلت من السودان مسرحاً لصراع خفي ومعلن بين أجهزة المخابرات وتقاطعات المصالح الإقليمية والدولية، وقد شهدت الفترات السابقة حالات إستقطاب حادة للأطراف السودانية في الحكومة وواجهتها السياسية من محاور بعينها ، ولا يخفي الدور الذي تقوم به تلك الدول التى تحتضن التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ودعمها السخي مالياً وإعلامياً للنظام البائد حتي يعود للمسرح السوداني مرة أخري ، عبر فرض شروطه علي الحكومة القائمة وإرغامها علي إبرام تسوية معه أو العمل إسقاطها بمختلف التكتيكات والوسائل مثل إفتعال الأزمات الإقتصادية بشراء النقد الأجنبي والسلع الضرورية وسحبها من السوق تمهيداً لإنقلاب عسكري يعيدهم للمشهد مرة أخري ، مستغلين الأموال الطائلة نهبوها خلال الثلاثين سنة الماضية أو التمويل من حلفائهم الإقليميين.

إن سيطرت النظام البائد علي الأجهزة الأمنية والعسكرية وولاء بعض قيادات الإدارة الأهلية جعلهم ينشطون في تنفيذ مخطط شد الأطراف وتأجيج الصراعات العرقية والإثنية في المناطق الرخوة من هوامش السودان كما جري ويجري في دارفور وغرب كردفان وشرق السودان ، بهدف الضغط علي الحكومة القائمة وإبتزازها للقبول بشروطهم ، وإظهارها بمظهر الضعف والعجز والفشل في معالجة قضايا الناس وتحسين معاشهم وتحقيق أمنهم وإستقرارهم.

رغم تباين المواقف حول طريقة تكوين الحكومة الإنتقالية والتأييد النسبي الذي وجدته من بعض القطاعات السودانية في بداية تشكيلها إلا أن هذا التأييد قد بدأ في الإنحسار المتسارع ، بعد أن تيقّن غالبية السودانيين، لا سيما (الشفاتة والكنداكات) صناع الثورة بأن ثورتهم التى ضحوا من أجلها قد أُختطفت ، وأن شعارات ( جوكية السياسة) ما هي إلا محض أكاذيب وخداع للشعب لتمكينهم من السلطة ، و تأكدوا أن من يديرون المشهد الآن هم عين ضباط البشير وبنفس عوار فلسفته وإدارته غير الرشيدة ، وأن (جبل) الثورة والآمال والطموحات العريضة قد تمخض عن (فأر) محاصصة صفوية إنتهازية مكّنت من هم قد ثاروا من أجل تغييرهم وإسقاطهم!.

إن ثورة ديسمبر المجيدة لم تكن ثورة من أجل تبديل أشخاص بأشخاص وإعادة تدوير النفايات أو ثورة من أجل تحسين شروط سياسات وممارسات النظام البائد ، بل هي ثورة من أجل التغيير الشامل والحريات والسلام والعدالة وبناء دولة مواطنة متساوية لكل السودانية وفق أسس قومية جديدة.

إن الحروب القبلية التي يشعلها أعداء السودان ، وإن تبدت متفرقة إلا إنها نذير لما هو قادم من تشظي وتفكك الدولة السودانية، إذا لم يتم تداركها ومعالجة إفرازاتها علي جناح السرعة وبالحكمة المطلوبة ، وعدم الركون علي الأسباب والدوافع المرئية علي شاكلة؛ نزاع حول سرقة أبقار ومواشي أو مشكلة بين شخصين في مخبز أو طلمبة وقود وغيرها من الأسباب التبسيطية للأزمات الكامنة التي تخفي بين ثناياها واقع إجتماعي مغبون ومشحون ، أفرزته السياسات الخاطئة وتقسيم الكيانات السودانية إلي مجموعات عرقية وإثنية وجهوية ودينية ، وللأسف هنالك من يستثمر في هذا الغبن والتناقضات ويعمل جاهداً من أجل تفجير الأوضاع وهدّ المعبد علي رؤوس الجميع.

إن الحريق الشامل يبدأ من شرارة ، فالدول التي تعرضت للتشظي والإنهيارات قد بدأت بمثل هذه المشاهد الدامية والإهمال الرسمي والشعبي.

#حفظ الله السودان  
          

محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)
           ٩ مايو ٢٠٢٠م

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.