Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
أطلق بعض بنات وأبناء السودان مبادرة ( سوا سوا لمجابهة كورونا) بمعسكرات النازحين بإقليم دارفور والمدنيين بجبل مرة ، إنطلاقاً من إحساسهم الوطني النبيل والمسئولية الإنسانية والأخلاقية تجاه هؤلاء المنسيين.
جاءت هذه اللفتة الإنسانية البارعة بجهد شعبي طوعي من أجل تقديم ما يمكن تقديمه لأولئك الضحايا الذين تعرضوا للإبادة والتهجير القسري ، بعد أن أُحرقِت قراهم ونُهِبت ممتكاتهم ، وقُذِف بهم إلي معسكرات الذل وكهوف الجبال ، في أبشع صور الإذلال وغياب الضمير الوطني والإنساني الذي لم تحركه كل هذه المآسي المستمرة لما يقارب العقدين من الزمان!.
دشّن الأطباء والمتطوعون الأماجد نشاطهم في ٢٢ أبريل ٢٠٢٠م بمعسكري الحميدية – ولاية وسط دارفور والنيم – ولاية شرق دارفور ، بعشرات المحاضرات التوعوية للمواطنين ، وكيفية التعامل مع جائحة كورونا ، وتدريب العديد من الكوادر المحلية ، ثم واصلت الحملة عملها بمخيمات النازحين بولايات جنوب ووسط وشرق دارفور ، ومن المقرر أن تنطلق إلي مخيمات ولايات شمال وغرب درافور وقري وتجمعات المدنيين بجبل مرة خلال الأيام القادمة.
إن هذه المبادرة الإنسانية الجليلة والعمل الوطني الجبار ، وما تحقق من إنجازات قد تم بمجهودات ذاتية من أولئك النفر الكريم ومساهمات بعض الخيرين من بنات وأبناء السودان بالداخل والخارج.
إن هذا الجهد رغم قلة ذات اليد يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن المستحيل ليس سوداني ، متى ما توفرت العزيمة والإرادة والثقة بالنفس.
لا يزال المشوار أمام المبادرة طويلاً ، والحوجة ماسة لتضافر كافة الجهود الشعبية والرسمية للوصول إلي هؤلاء الضحايا أينما كانوا ، ومساعدتهم في كيفية التعاطي مع جائحة كورونا ، والحيلولة دون وصول الوباء إلي تلك المناطق المكتظة بالسكان ، والتي تنعدم فيها أبسط الأدوية والرعاية الصحية ، وتنتشر فيها الأوبئة والأمراض من كل جنس ونوع ، بعد أن أوصد نظام الطاغية البائد كافة الأبواب أمامهم ومنع دخول المنظمات والإغاثة ، مستخدماً الدواء والغذاء كسلاح لكسر إرادتهم الحرة.
الشكر أجزله لكافة الأطباء والمتطوعين وكل من ساهم ودعم هذه الملحمة الإنسانية والوطنية.
كل الأمنيات أن يتدافع السودانيات والسودانيون لدعم مبادرة (سوا سوا) وتأكيد وحدة المصير والوجدان ، والعمل علي تمتين أواصر الوحدة والمحبة في بلادنا ، وعدم إهمال هؤلاء الضحايا كما أهملنا أشقاءنا في جنوب السودان ، فقرروا الرحيل بصمت وفي عيونهم دمعات الأسي والعتاب!.
محمد عبد الرحمن الناير ( بوتشر)
٤ مايو ٢٠٢٠م
