جلخت الحكومة …وفسخت المعارضة …
كم أنا خجل من نفسي ، ومتحسرا” من فهمي الخاطئ ، وتفكيري العقيم ، ولكني تعلمت درسا” جديدا” أن المسميات لا تعطي الحقائق ، والاشكال لا توضح المضامين ، فوجب علي نفسي الاستصغار ، والإعتذار ، وانا أعتذر لصفحة ( جلخ وفسخ ) بعد خروجهن امس في تظاهرة ، تاكد ان الحرية لاتتجزأ، والاسماء تختفي تحتها الشجاعة ، والكرامة ، والعزة .
وأعتذر لأسرتي التي وجهتهم بعدم الدخول في هذا الصفحات التي لا تقدم ولا تأخر ، ويجب عليهم الدخول في صفحات التي تنادي بالحرية ، والثورية والديمقراطية ، والشعبية ، لانهم سيكونوا نواة الثورة ، وحطبها الذي سيشتعل ، ووقودها الذي سيقتلع الكيزان وبشيرهم الطاغية ، واستجابت لي اسرتي .
ولكني أمس تفاجأت بخروج صفحة (فسخ والجلخ ) نساء وشباب الي الشارع رافعين شعاراتهم ضد الظلم ، والقهر والإستبداد ، وواجهوا جنود الشيطان في قلب شارع المطار ، حتي نكلوا بهم واصطادتهم الأيادي الآثمة بالبطش ، نعم دحرت أجسادهم ، وقهرت نفوسهم ، ولكنها اظهرت شجاعتها واستبانت حقيقتها وكبرت صورتها امام الكل ، فالبطش أمام الظلم أحسبه إنتصار ، وخروج علي الجور أسمى وارفع عند الله .
وعدت للقراءة مطأطئ الرأس لمعرفة ما يدور في القروبات الثورية المتوارية ، فوجدتهم لازالوا يتداخلون ، ويتهامسون ، وبشجبون ، حتي أصابني الغثيان ، واقول لهم كما قال (احمد الثلايا) قبل أن يعدم ( شعبا” أردت له الحياة فأراد لي الموت ) واقول لكم : بئس المعارضة والشعب خرج الاطباء وخرج الصيادلة ، وخرجت (فسخ وجلخ) منادية برفع الدعم عن الدواء ، يريدون لكم الحياة ، فأندسستم داخل الاسافير صامتين .
نحن لا نريد ان نعرف ماذا فعل البشير وعصابته؛فقد صار امرا”جليا، بقدر حوجتنا لمعرفة ، ماذا تفعلون أنتم ؟؟ ولكننا نشاهدكم في القروبات والصفحات بكل تكويناتكم ومسمياتكم ، وتباشيركم الصباحية ، ونكاتكم المسائية ، ودعواتكم ، ولصق ونسخ ، وانتصر عليكم الحرائر والشباب بصفحة الفسخ والجلخ . فخرجوا صمودا”، صدودا” للون الحق ..
نعم ! هنالك كيانات تعمل ، وتبتكر ، وتسعي للإستئصال ، وحركات تسعد النفس ، ولكن أنفسنا المريضة يسعدها الشارع أيها السادة .
عند اكتساح د. خليل ابراهيم (رحمه الله) لمدينة امدرمان وانا أمام كبري المشاة جوار كبري بحري كانت السيارات تنهب الارض هربا لمدينة الخرطوم بحري ومعظمها سيارات حكومية فارهة ، وكان المواطنون يزحفون باقدامهم وصوت الرصاص يأتي باتجاه من ميدان الخليفة ، ويذداد شيئا فشيئا ، والجميع يهرب ، لقطع كبري بحري والمواطنين في خوف ورهبة ، شاهدت في تلك اللحظة شاب يترتدي بنطال ناصل (سيستم ) وشعر مبروم ، فجاءة يهب ويقف في نصف الشارع المتجه لمدينة بحري ويوقف السيارات الفارهة الفارة ، والناس تشاهد وانا أشاهد ايضا ، ويطلب من المواطنين اعتلاء السيارات ، وكنت اظنه سيركب أول سيارة ويفر بلجده ايضا ، ولكنه خيب آملي فرفض الركوب حتي إعتلي معظم المواطنيين السيارات ، وتواري عن ناظري وانا أدخل مدينة بيت المال ، كان يجب ان أعلم ان الأشكال لاتوضح الحقائق ، الآن فهمت !!.
نشكر الجلخ الذي جلخ الحكومة ، والفسخ الذي فسخ المعارضة ، وأعتذر لأسرتي فكان من الأفضل ان أتركهم يختاروا ، فنحن خدعنا بالأسماء …
Ghalib Tayfour