الأربعاء , مايو 1 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ما الجديد في ورقة السيد الصادق المهدي

ما الجديد في ورقة السيد الصادق المهدي

محمد الباقر

1. دعت الورقة قوي الحرية و التغيير الي قيادة جديدة تكون مركزا للقرار فالقيادة الحالية مفككة و خيال ماتة. كما دعت الي برنامج بديل لأن البرنامج الحالي تحول الي مناكفة حول الملف الاقتصادي ( ويقصد هنا الإختلاف حول برنامج رفع الدعم عن السلع الذي قدمه السيد وزير المالية البدوي) . كما طالبت الورقة لجان المقاومة بأن تغير من سلوكها من المقاومة الي المساهمة و البناء.
2.  يصل السيد الصادق المهدي الي نتيجة مفادها ان المجلس القيادي لقوي الحرية و التغيير غير مؤهل و خالي من التوازن وبالتالي عدم جدوي تحالف قوي الحرية و التغيير.
قد يتفق البعض مع السيد الصادق حول ضرورة إصلاح تحالف قوي الحرية و التغيير لكن هل يتفق الكل حول عدم جدوي هذا التحالف الذي قاد الثورة و يقود الفترة الانتقالية الآن.

فما العمل
يقترح السيد الصادق المهدي تحالف جديد بعنوان مؤتمر القوي الجديدة (أرجو ان تتذكروا هذا الإسم) و ان يكون له ميثاق جديد هو البرنامج البديل لوثيقة قوي الحرية و التغيير يسمي العهد الاجتماعي الجديد و اهم نقاطه هي.

ا. حسم مسالة الدين و الدولة و هي النقطة التي طالبت الحركة الشعبية جناح الحلو بحلها اولا قبل الدخول في مفاوضات السلام و طالبت صراحة بالعلمانية و قد اعترض السيد الصادق على العلمانية كطرح بينما أقترح آخرون ارجاء مسالة الدين و الدولة الي المؤتمر الدستوري و الذي للغرابة لا يشير إليه السيد الصادق (المؤتمر الدستوري) في عهده الجديد مما يعطي المراقب إيحاءا بأنه يريد حسم هذه المسألة الحساسة داخل تحالفه الجديد و في غياب القوي السياسية و الحركات المسلحة و التي هي بالضرورة ليست جزء من هذا التحالف الجديد. و من المعروف ان مسالة الدين و الدولة هي أم المسائل و أحد الأسباب الرئيسية للحربالأهلية في السودان.ا

ب. اقترحت الورقة أن يتبع السودان نظاما اقتصاديا حرا. لا نريد الخوض كثيرا في هذه المسألة و لكن لمعلومية القارئ هناك اختلاف كبير داخل قوي الحرية و التغيير بين حزب الأمة  و آخرين و حتي بين الاقتصاديين السودانيين حول البرنامج الاقتصادي للسيد البدوي وزير المالية الحالي و الذي يدعو صراحة الي رفع الدعم عن السلع الأساسية و اتباع سياسات  صندوق النقد الدولي أو سياسات شبيه بروشتات البنك الدولي و هو ما يرفضه قطاع كبير من الناس لتأثير هذه السياسات الاقتصادية سلبا على حياة و معاش الناس اليومي. كما ان السياسات الاقتصادية ستكون في منصة نقاشات المؤتمر الاقتصادي. و عليه لا يجب لحزب واحد في هذه المرحلة الانتقالية أن يحدد السياسات الاقتصادية بمعزل عن الآخرين.

ج. دعا السيد الصادق المهدي بالاهتمام باللجنة الأمنية و بالمكون العسكري و الإعتراف به كشريك في تحقيق العدالة الإنتقالية.
لا نحتاج ان نقول للسيد الصادق المهدي بأن قوي الحرية و التغيير تعترف بالمكون العسكري كشريك فهو يعلم بأن هناك شراكة فعلية في الحكم القائمة الآن بين العسكريين و المدنيين حسب الوثيقة الدستورية فهذا ليس قصده بكل تأكيد.
اذا  ماذا يقصد السيد الصادق بهذه النقطة و ماذا يعني بمشاركة العسكريين في تحقيق العدالة الإنتقالية.
من الواضح ان الشراكة هنا ليست الشراكة في السلطة و انما الشراكة في العدالة الإنتقالية و هو مربط الفرس.  بمعني اخر يقول السيد الصادق بأن هؤلاء العساكر من الجيش و الدعم السريع و الأمن و الشرطة كان لهم دورا كبيرا في الثورة بتخذيل البشير و الانحياز للشعب لذلك لا يمكن محاكمتهم علي أي جرائم قد يكونوا أقترفوها او ساهموا فيها بل يجب اشراكهم في تحقيق العدالة الإنتقالية و لكنه لم يوضح لنا  كيف سيتم القصاص للشهداء. نعلم ان هذه المسألة مليئة بالتعقيدات لكن هل يريد السيد الصادق المهدي ان يطرح مساومة compromise . ثم ماذا عن العدالة الإنتقالية لأهل دارفور و القرارت الدولية للابادة الجماعية و ماذا عن المحكمة الجنائية الدولية و تسليم البشير وزمرته من حزب المؤتمر الوطني أليست هذه المسألة جزء من العدالة الإنتقالية و هي طلب من مطالب أهالي الضحايا في دارفور. و ماذا عن جبال النوبة و الانقسنا و غيرهم من شعوب السودان.

د. تدعو الورقة لمخاطبة المؤتمر الوطني و ان يطلب منه أن ينتقد نفسه نقدا ذاتيا و أن يستعد من اجرم منهم للمساءلة القانونية.
هذه نقطة غريبة توحي كأنما السيد الصادق يقدم  ضمان للمؤتمر الوطني للعودة إلى العمل السياسي اذا ما استتاب بنقد ذاتي هكذا كما فعل إبنه عبدالرحمن حيث كان مستشارا للمخلوع البشير حتي سقوطه ثم جاء الي الناس بنقد ذاتي و كانما لم يكن هناك شيئا.  ليس مهما ان يقبل السيد الصادق توبة المؤتمر الوطني و لكن المهم هو الشعب السوداني. فهل يا تري ستقبل جماهير الشعب السوداني اعتذار المؤتمر الوطني و في هذا الوقت؟

ه. دعا السيد الصادق المهدي في وثيقة العهد الجديد ان يكون تكوين المجلس التشريعي معتمدا علي عوامل من بينها حجم الحزب في اخر انتخابات حرة.
وكلنا يعلم أن اخر انتخابات حرة كانت قبل ٣٥ عاما و كان يشارك فيها احزاب ذات ثقل سياسي في ذلك الوقت و لكنها اليوم ليست جزء من هذه الثورة. اذا هذه محاولة من السيد الصادق للتشويش ليس إلا.  فالواقع تغير و الثورة و مؤسساتها سيشكلها صناعها باحزابهم و نقاباتهم و لجان المقاومة و رموز الثورة و سيشكلها الذين حاربوا هذا النظام و ليس الذين فازوا في إنتخابات عام ١٩٨٦. لم يرفض رموز ثورة ديسمبر مشاركة الصادق المهدي بعد الثورة و هم يعلمون انه لم يكن في المقدمة فلماذا يرفضهم الآن و يطلب تشكيل المجلس التشريعي حسب حجم كل حزب قبل ٣٥ سنة.

و. طالب السيد الصادق المهدي بعمل إنتخابات محلية فورا ثم انتخابات المجالس التشريعية الولائية ثم إنتخابات الولاة.
هذه النقطة مزعجة و مضحكة في ان واحد. مضحكة لانني لا أدري علي أي اساس وضع كلمة فورا هذه و هو يعلم ان عمل إنتخابات محلية و تشريعية و ولائية فورا مستحيل. ثم لماذا عمل إنتخابات للولايات فورا بينما المجلس التشريعي الأساسي و الذي يمثل كل البلاد سيكون معينا من قوي الحرية و التغيير حسب الوثيقة الدستورية. هذا البند لا معني له سوي المكايدة السياسية نسبة للخلافات التي حدثت بين حزب الأمة و آخرين حول تعيين الولاة. و الغريب أن السيد الصادق تكلم عن المحاصصات الحزبية منزعجا و هو يعلم تماما ان حزب الامة له وزراء و ناشطين في هذه الحكومة.

ز. النقطة الأخيرة التي عرضها السيدالصادق هي عمل دستور انتقالي للفترة الإنتقالية. و هي نقطة تندرج في شطط المكايدة السياسية.

الخلاصة
يدعو السيدالصادق المهدي الي تحالف جديد بإسم مؤتمر القوي الجديدة و لمن لا يعلم فإن السيد الصادق المهدي كان قد اقام تحالفا في ستينات القرن الماضي مع الترابي بإسم مؤتمر القوي الجديدة و قد كان يهدف الي إقامة دولة إسلامية من منظور السيد الصادق و الترابي طبعا. و بعد ان زوج الصادق المهدي أخته للترابي جدد تحالفه معه اثناء حكم النميري فحاربوه معا و صالحوه معا. ثم اعاد الصادق المهدي تجديد تحالفه مع الترابي في الديمقراطية الثالثة رغم انتقاده لقوانين سبتمبر. و قد حرص الصادق في تحالفه مع الترابي علي ما يسميه هو نفسه (اسلمة قومية) و قد توقف هذا التحالف بانقلاب الترابي على الصادق المهدي في يونيو ١٩٨٩ حينما شعر الترابي ان الصادق يريد ان يسرق بضاعته و يريد القيادة لنفسه.
لطالما حاول السيد الصادق المهدي ان يمد يده الي حزب الترابي لكي يقودهم و قد وجه نداء الي محبي و تلاميذ الترابي بعد موته مباشرة في نعي شهير قال فيه (( و ليعلم الجميع يقصد محبي الترابي بأن يدنا ممدودة لبعث اسلامي صحوي … و هي رايات نسقط دونها و لا تسقط.)) . و لكي يؤكد لتلاميذ الترابي انه الوريث الشرعي لشيخهم استدل بالآية (( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون)).
و السؤال هو هل يستطيع ان يرث الصادق المهدي الترابي و يجد مخرجا لتلاميذ و محبي الترابي و يعيد انتاج الحلقة الشريرة مرة اخري أم ان ثورة ديسمبر ستنتصر و تكسر الحلقة الشريرة مرة و الي الأبد ؟

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.