السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / (الكنابي) : تتعدد الحرائق والسبب واحد

(الكنابي) : تتعدد الحرائق والسبب واحد

أئمة مساجد  يصبون البنزين و يشعلون النيران في بيوت الناس..

قالوا لها يا مريم لملمي عدتك وارحلي ، فقلت أمهلوني ولكنهم أشعلوا النار..

أطفال يصرخون ليلا..

الجناة طلقاء .. والشرطة تتقاعس..

الحيوانات لم تنجو من الحريق..

رجل مسن : كدت أحرق بداخل غرفتي لولا لطف الله وعنايته..

في وقت تشتكي فيه الكرة الأرضية من جائحة فتاكة كادت أن تقضي على البشرية ، وبينما الناس مشغولة في كل أنحاء العالم بمجابهة الجائحة ، إنشغل بعض ضعاف النفوس من عديمي الإنسانية والرحمة بإشعال النيران في منازل الضعفاء وحرق كل ما يملكونه ليصبح رمادا بحجة أن هذه الأرض لهم ، متناسين أنهم يمكن أن يصبحوا امواتا في ثانية من الزمن ، لم يعوا هذا الدرس ولم يتدبروا عظمة الخالق التي ظهرت جليا في هذا الفايروس الذي لا يُرى بالعين المجردة. لكنه إستطاع أن يرد الطغاة والجبابرة إلى كنف الله ذليلين حاسري الرؤوس .
هذه الجائحة جاءت لتنبهنا عن غفلاتنا وتلين قلوبنا وتخلعنا عن آثامنا وذنوبنا وتردنا إلى إنسانيتنا وأدميتنا وتؤكد لنا أننا لا نسوى شيء أمام جبروت الله ، ولكن بعض من عُميان  البصر والبصيرة ما زالوا في غيهم يعمهون ، يحتكرون الكنوز ويحوشون ارض الله عن عباده بلا هوادة ولا رحمة متناسين يوم النفخ في الصور.
ظاهرة غريبة تستدعي الدراسة والوقوف عندها كثيرا للوصول إلى أسبابها وأثارها على الإنسانية جمعاء وعلى بلادنا السودان ، ظاهرة حرق الكنابي التي تتطور كل حين ، إلى أين يهجر (الجنقو) ولماذا في هذا التوقيت ، ولماذا الوسيلة المشتركة واحدة (النار) ، كل هذه الأسئلة تراود مخيلتي وادور في فلكها علنّي أجد الإجابة عنها ولكن هيهات.

حجر العسل  : تحقيق زمزم خاطر

قضية (الكنابي ) قضية قديمة متجددة ظلت تؤرق مضجع (الجنقو) على الدوام  لأنها لم تجد عدلاً ولا إنصافاً.
بدأت رحلتهم في العام (١٩٢٥م) عندما أعلنت السلطات الأنجلو مصرية إفتتاح مشروع الجزيرة الزراعي في وسط شمال السودان بين النيلين الأبيض والأزرق. ومع توسعة المشروع الذي بلغ مليون فدان في عام ١٩٤٣م جاءت الحاجة الماسة لزيادة الأيدي العاملة للعمل في المشروع ، فهاجر العمال من مختلف مدن السودان ، فتداعوا من كل حدب وصوب ، وتدفقت الجموع من غرب وشرق وشمال وجنوب ووسط السودان ، كانوا يعملون في المواسم حتى بدأوا في الإستقرار الدائم نسبة لتوسعة المشروع.
خمسة وسبعون سنة (٧٥) كانت كفيلة لأن يؤسس الإنسان حياته حيث مصدر رزقه ، نعم كانت كفيلة لأن يستوطن (الجنقو) ويكونوا مواطنين يتمتعون بحق المواطنة الكاملة ويمتلكون أراضٍ سكنية وزراعية ويترفهون كما الأخرون في وطنهم السودان.
إلا أن الإضطهاد الذي مارسته الحكومات التي تعاقبت  على حكم السودان من عام ١٩٢٥م وحتى عام ٢٠٢٠م و جميعها إتفقت في أن لا يتمتع ( الجنقو) بحقوقهم ، وعملوا جاهدين أن يظل (الجنقوجراي) نازحاً وغريباً في أرضه ، لا يحق له أن يملك قطعة أرض بإسمه ولا يحق له أن يعمر ولا يحق له أن يُربي الماشية كما لا يحق له أن يزرع ، وإذا زرع عليه أن يترك الزراعة من غير تسوير لتأكل منها ماشية أصحاب الأرض المدعون.
ليست فقط هذه الإضطهادات التي يواجهها ساكني الكنابي فهم يواجهون عنصرية بغيضة فيوصفون بقبائلهم وتارة بمناطقهم ويعاملون كأغراب.
بل لا يُحق لهم أن يشركوا في الممارسة السياسية ولا يساهموا في صنع القرارات فهم محكومون على الدوام بأقسى القوانين واللوائح ، ليس من حقهم تقرير مصيرهم ، فقط عليهم السمع والطاعة .
قصص مؤلمة وحوادث حرق وتشريد وقتل ونهب صاحبت مسيرة (الجنقو) وساكني (الكنابي) بالمدن الزراعية أخرها كانت بالمعيلق وقد أجريتُ تحقيقاً صحافياً لهذه الحادثة ، إلا أن الحرائق لم تتوقف وسارت بنفس النهج حتى وصلت إلى ولاية نهر النيل في محلية حجر العسل (كمبو عزبة صالح ) معاً نقرأ تفاصيل المعاناة 

( *الكنابي) أصل الإسم* 
(الكنابي) جمع (كنبو أو كمبو) وهذه الكلمة أصلها من اللغة الإنجليزية (CAMP )  والتي تعني (معسكر) ، ولأن الجنقو جاءوا في شكل عمال زراعيين كانوا يسكنون في معسكرات ، ومن ذلك الحين ظل الإسم كما هو ولم يتغير.

( *الكنابي) في السودان*
توجد الكنابي في السودان في الولايات والمدن ذات المشاريع الزراعية والصناعية الضخمة ، منها ولاية الجزيرة ،ولاية ، ولاية البحر الأحمر وولاية النيل الأبيض وولاية نهر النيل. 

*رحلتي إلى حجر العسل*

في صبيحة يوم الإثنين الموافق ١٣ أبريل تحركتُ برفقة اللجنة القانونية لمتابعة قضايا الكنابي وبصحبة الإدارات الأهلية إلى محلية حجر العسل بولاية نهر النيل للوقوف على الحريق المفتعل الذي شب في منازل (الجنقو) بكمبو (عزبة صالح) ، حطت رحالنا هناك حيث الرماد وخُرد الأشياء المحروقة والغرف العارية من الأسقف التي تطايرت من جراء اللهيب ، حطت رحالنا حيث البؤس والإذلال والألم . إستقبلنا رجال الحي بكل هفاوة وترحاب ، اكرمونا أحسن إكرام برغم فقرهم وعوزهم .
هناك وجدنا أطفالاً ونساء يكسو وجوههم رهق وحزن عميقين ، أعينهم شاخصة تحوم حول الزائرين ، ألجمت افواههم عبرة سدت حلوقهم فخرجت كلمات الترحاب متقطعة ممزوجة بحزن كظيم .
شاطرناهم تلك الأحزان بسيل من كلمات المواساة علها تخفف عنهم  وطأة الأحزان والألام.

*تفاصيل ما حدث*
العم عبدالله حسن إسماعيل شيخ الحي يروي التفاصيل قائلا : في يوم الجمعة (جمعة الحريق) وبعد الصلاة أتي إلينا مجموعة من الناس عددهم يقارب ال٦٠ ، بقيادة إمام مسجد ( ابو طليحة ) شيخ جعفر ، وعبد الله الفكي إمام المسجد الأخر  وقالوا أبيتم الرحيل سنحرقكم.

*إنذار مسبق*
ويواصل العم عبدالله قائلا: نفس المجموعة أتت إلينا الجمعة الماضية وقالوا لنا ارحلوا الان ونحن نساعدكم ، وعندما سألناهم إلى أين  سنذهب ؟ قالوا لنا إرجعوا إلى بلدكم وأهاليكم نحن قنعنا منكم وما عايزنكم هنا.

*مباشرة الحريق*
قلنا لهم امهلونا لنوفق أوضاعنا قالوا لن نمهلكم لثانية وبداوا برش البنزين وإشعال الكبريت وتمرير النيران لكل البيوت.

*خسائر*
أنا فقدت منزلي وكل ما أملكه والآن أنا وأطفالي في العراء بلا ماوى ولا مسكن نأكل مما جاد لنا به الأخرون.

*مطالب*
نناشد الحكومة أن تلتفت إلينا وترد لنا حقوقنا ، نحن شرعنا في  إجراءات فتح البلاغ إلا أن مدير شرطة القسم لم يتعاون معنا وظل يقول لنا أمشوا محل ما دايرين ما عندنا حاجة نعملها ليكم ، رفعنا أيادينا لله هو وكيلنا ونحن راضون بما قدره لنا والحمد لله على كل حال.

*لملمي عدتك*

مريم محمد إبراهيم ، إحدى المتضرارت وشاهدة على الأحداث  تروي تفاصيل جمعة الشؤم .
تقول مريم في ذلك اليوم كنت بمنزلي ، سمعت صوت ود ضمرة (أحد الجناة)  يناديني ( مريم مريم ) فخرجت إليه مسرعة وجدته ومعه مجموعة من الناس من ضمنهم ائمة مسجدي الحي ، قلت له (في شنو) فقال لي لملمي عدتك وارحلي من هنا هسي دي وإلا أحرقناكم ، فقلت له طيب أمهلونا ، وفي أثناء الحديث رش أحدهم البنزين وأشعلوا النيران.

*ذهول ورعب*
إشتعلت النيران في بيوتنا بسرعة فائقة ، تجمدت في مكاني من شدة الرعب والخوف ، عجزت عن فعل اي شي ، استجمعت قواي وجمعت أطفالي حولي ووقفنا نشاهد  منزلنا وكل ما نملك يذوب وسط ألسنة اللهيب ونحن عاجزين عن فعل اي شيء .

*دمار*
تقول مريم في أسى كل ما أملكه إحترق وإتدمر بالكامل ولم يتبقى لي منه إلا الرماد الذي ترونه أمامكم.

*إستغراب*
وتواصل مريم حديثها وتقول أنا مستغربة مما حدث ، فنحن ليس بيننا وبينهم أدنى نقاش او مشكلة من قبل ، نعيش معا ونتداخل في الافراح والأكراه ولم نفكر قط في أن يحدث لنا ما حدث.

*حوجة ماسة*
مريم وأطفالها فقدوا كل شيء ، لا منزل ولا مأوى ولا كساء او غذاء ، يتقاسمون اللقمة مع أهل الحي ويحتضنون رماد منزلهم ، فمن لهم ؟

*لا تفسير*
يحي ابكر أحد المتضررين ، يقول : أنا أسكن هنا منذ العام ١٩٨٣ م أتيت من مدينتي (كلبس) بولاية غرب دارفور ، وطوال هذه المدة لم تكن بيننا صراعات نتقاسم الحلوة والمرة ، مترابطين في السمح والشين ، إندهشنا مما حدث ولم نجد له تفسير إلى الأن.

*غياب*
يوم الحادثة كنت خارج المنزل وعندما سمعت الخبر أصابني الخوف على أطفالي لأنهم بالمنزل ، هرولت إلى الحي بسرعة ، وجدت النار تشتعل في منزلي ولم استطيع إنقاذ شيء منه وإحترق بالكامل ، سألت عن أطفالي وقالوا لي مع عمتهم ، فحمدت الله على سلامتهم.

*بطء الإجراءات*
ويقول يحي بعد هدوء الأحوال ذهبنا برفقة شيخ الحي إلى القسم وفتحنا بلاغات ضد الجناة بحسب شهادة الحاضرين ومن ضمنهم إمام مسجد ( أبو طليحة ) جعفر  وإمام المسجد الاخر محمد ود تقيد ، وعوض ود ضيف  الله ، والامين وعدد من المواطنين ، ولكن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة فقط وأطلقت سراحهم بالضمان العادي ولم تقبض على البقية حتى هذه اللحظة.

*نداء*
ويواصل محدثي قائلا :لم يزرنا احد من المسؤوليين حتى اليوم ، نتساءل هل نحن مواطنون في هذا السودان ام لا؟ ونناشد الحكومة وخاصة وزير العدل ان يلتفت إلى قضيتنا ويرد لنا حقوقنا عبر القضاء والقانون ، ونناشد المنظمات والرحماء ان يقدموا لنا يد العون.

*لا نرد السوء بالسوء*
العم يعقوب داؤد محمد ، وكيل عمدة بحري يقول : نحن في حجر العسل منذ اكثر من ٤٥ عاما ، جئنا هنا للعمل في المشاريع الزراعية وعملنا في الزراعة ونسكن هنا كعمال ، تزوجنا وأنجبنا وزوجنا أبناءنا في هذا المكان ، المؤسف وبعد هذه السنين نُحرق بإيعاذ من أئمة المساجد المناط بهم قيادة المجتمع وتبصيرهم وتوعيتهم ، وهم يخطبون في الناس ويصلون بهم في جماعة .
هذا الفعل الشنيع لا يمت للدين ولا للإنسانية بصلة ، كونك تحرق حي كامل تسكنه أسر وأطفال ونساء وعجزة وحيوانات دون مراعاة للإنسانية والضمير أمر سيء للغاية ومر أكثر من الحنظل.
ما حدث أمر في غاية السوء ولكننا لا نرد السوء بالسوء ، نحتكم إلى القضاء والقانون لرد حقوقنا ولا نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.

*إستنكار وإدانة*
الهادي علي أحمد بليلو ، مواطن من حجر العسل ، منذ قدومنا وجدناه مع اهل العزبة إستقبلنا معهم واكرمنا ، تحدث قائلا : ندين هذا العمل الشين المُر الذي لا يشبهنا كسودانيين ، ولا نرضاه ابدا لغيرنا لأننا لن نرضاه لأنفسنا، ما حدث عمل فردي ولا يمثلنا قط ، نحن تعايشنا مع اهلنا التاما منذ عهد جدودنا ولم نجد منهم شين ولم يجدوه مننا ، اكلنا وشربنا مع بعض ، نتواسى في الأحزان ونفرح في الافراح ، ابدا لم يمدوا لنا أيديهم بالسوء ، نحن نعتذر أشد الإعتذار نيابة عن مواطني حجر العسل ونقول ليكم أمسحوها لينا في وجوهنا.

*أمانة في أعناقكم*
ويواصل محدثي قائلا أنا أحملكم أمانة في اعناقكم أن توصلوا رسالتي إلى الحكومة ، يجب عليها ان تمنح هؤلاء الناس قطع سكنية تأويهم هم وأسرهم ، هذه الأرض أرض الدولة ولا يحق لأحد أن يطرد منها احد ، فالقانون الذي منحني أنا قطعة ارض يمنح هؤلاء كذلك ، على الحكومة أن تنظر لهم بعين المسؤولية وتوفر لهم العيش الكريم فهم أحق به.

*أطفال يعانون* 
اطفال الحي  شاهدوا ما حدث ، فروا من هول المنظر ، فهم لاول مرة يروا حريقاً بهذه الضخامة ، البعض منهم لم تستوعب عقولهم الصغيرة ما حدث ، قلوبهم البريئة كادت أن تخرج من داخل صدورهم من شدة الخوف.
هذه الصدمة كانت قوية عليهم فأثرت في نفسيتهم وأصبحوا يهلوسون ويصيحون في منامهم بحسب أمهاتهم ، بل ويقوم البعض فارٍ في الليل.

*إلى أطباء الأطفال*
إن مثل هذه المواقف قد تترك أثرا في نفوس هؤلاء الأطفال بل ويمكن أن يلازمهم طول حياتهم ، ويصنع منهم شخصيات مضطربة تميل إلى العنف والإنتقام والشواهد كثيرة ، أرو منكم الذهاب إليهم والجلوس معهم ومعالجتهم حتى يعودوا إلى طبيعتهم.

*منظر مؤلم*
في خيمة منصوبة على رماد أحد البيوت ، رأيت رجلا هرما يتمدد على عنقريب وبجواره عصا للمعاقين ، فسلمت عليه وجلست بقربه وسالته عن ما حدث ، فقال لي كدت أن أحرق بالداخل لولا لطف الله ، لان ليس البيت سواه وزوجته التي لن تقل هرماً عنه ، لم يستطيعوا إنقاذ شيء واحد سوى أنفسهم والأن يعيشون على إعانة الأخرين.

*لجنة قانونية*
مجموعة من الأساتذة المحامون شكلت لجنة لمتابعة قضايا المتضررين بالكنابي كافة ، كانوا حضورا هناك لتقصي الحقائق حول الأحداث توطئة لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتقديم الجناة إلى العدالة للإقتصاص للمتضررين والضحايا وتعويضهم عن كل ما  فقدوه جراء هذا الحريق المؤسف والذي يجافي قيم الإنسانية والإسلام.

*من المحرر*
عبر صفحة التحقيقات في صحيفة الشارع السوداني وفي العدد الصادر بتأريخ ٢ أبريل نشرتُ تحقيقا عن كمبو المعيلق والذي حُرق ايضا عن عمد وقصد في ظاهرة دخيلة على المجتمع السوداني ، وها أنا اليوم وبكل أسف وعبر هذه الصفحة وفي نفس الشهر أنشر تحقيقاً أخر عن قضية كمبو عزبة صالح ، أسرد نفس تفاصيل المعاناة والذل لإنسان الكنابي الذي ظل يعني لأزمنة طويلة بلا حلول لمعاناتهم.
من خلال التحقيقات التي أجريتها أستنتجتُ الاتي:
الذين يقومون بهذا العمل يقصدون فئة معينة دون الأخرين ويستخدمون معهم الترهيب والحرق بالنار لتشريدهم وتهجيرهم من الأرض التي يدعون أنها حكرا لهم ولأجدادهم ولا ينبغي لأحد السكن فيها.
العنصرية التي تعامل بها أهل الكنابي ليست وليدة اليوم وإنما هي ورثة منذ عهد بعيد ، حكى لي احدهم موقفا غريبا جدا ، قائلا في مرة من المرات توفى مننا أحد ما اردنا دفنه وجدنا معارضة شديدة من اهل المنطقة الذين رفضوا دفنه في مقابر الحي وبعد جدال حددوا لنا مكانا دفناه فيه ، هذه القصة تؤكد صدق إستنتاجاتي.
قضية الكنابي ما لم تتدخل الدولة وتطلق يدها فيها ستخلق فتنة تؤدي بهذه البلاد إلى مالا يحمد عقباه ، على الحكومة ان تفعل قانون الأراضي وتخطط لهؤلاء المشردون سكنا يليق بهم وبكرامتهم وأدميتهم فهم مواطنون ينتمون لهذه الأرض ويحق لهم ان يتمتعوا فيها وبالخدمات كما الأخرون.
  إنسان الكنابي يعاني ويضطهد منذ عهد بعيد ، فهم يسكنون في معسكرات لا توجد  بها أبسط  مقومات الحياة من ماء وكهرباء وصحة ، إلا انه لم ينجُ من التنكيل والتشريد .

*رسالتي إلى ولاة الأمر :*
قلته وسأكرره ثانية ..
أن إنظروا لهذه القضية بعين الجد وأغلقوا عليها النوافذ حتى لا تخرج عن السيطرة ، لا بد من وضع اليد وتعديل قانون الحواكير وإرجاعها لملكية الدولة وتوزيعها للسكان توزيعا عادلا بحسب الإستحقاق .
الكنابي يعاني إنسانها ايما ما ان وأخشى أن تنقلب هذه المعاناة إلى غضب يحرق لهيبه الجميع.
رسالتي إلى أهل الحواكير :
هذه الارض لله يورثها ، لسنا سوى عابرون سنمضى حينما تنتهي رحلتنا ونتركها خلفنا ، ارجو أن لا تغركم الدنيا وتعمى بصائركم ، جميعنا بشر من طين ننتمي لأدم وحواء لا فرق بيننا إلا بالتقوى ، تقبلوا بعضكم وافشوا السلام فارض هذا الوطن سيسعنا جميعا ولكن بقبول بعضنا وطيب نفوسنا فلا تضيق صدوركم.
*رسالتي إلى اهلي بالكنابي:*
نعلم ما عانيتموه وما تعانونه ، ونعلم أن لكم قضية تستحق النضال .
أنتم ملح هذه الارض و لولاكم لما كان هناك إقتصاد ولا زراعة ، ظللتم تهبون لهذا السودان روحكم ودماؤكم وسقى عرقكم الطاهر هذه الأرض . نعلم ما تحملونه من سماحة نفس وطيبة ونجد لكم العذر لو تعكر صفوكم ، تحلوا بالحكمة والصبر وأرجو أن لا تتعاملوا بردود الأفعال ، إحتكموا للعقل وللقانون ومنتصرون لا محالة .

*وسيظل كل أجزاءه لنا وطن .*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.