الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / 💢 *كلمة المناضل الرحل التجانى الطيب بابكر*

💢 *كلمة المناضل الرحل التجانى الطيب بابكر*

*في حق الراحل المناضل فاروق ابوعيسي*

*”مناضل لا يفتر فى سبيل وطنه”*

فاروق ابوعيسى جدير بكل تقدير, حقا له على زملاءه وعارفيه, بغير تفضلا ولا منه من احد , واقول هذا كشاهد, وشاهد ممارس لا متفرج عرف فاروق ابوعيسى على امتداد مايقرب من نصف قرن , مناضلا من اجل شعبه افارقه وعرباء والبشر عموما, فى سبيل الحرية والديمقراطية والعدل.
وحياة فاروق اليوم امتداد لحياته منذ صباه الباكر , كسب ما كسب من اسرة ذات اسهام فى الوطنية والثقافة والخدمة العامة , واضاف من خصائصه وتجاربه ماشكل الشخصية التى نعرفها اليوم. شارك فى المعارك الاولى لحركة الطلاب السودانيين , ثم هاجر الى مصر لمواصلة دراستة, وهنالك شارك ايضا بنشاط عام 1956 ضمن وفد الجبهة المعادية للاستعمار للتضامن مع الشعب المصرى ضد العدوان الثلاثى وكان هو ايضا ضمن المتطوعين.
تخرج من كلية الحقوق بجامعة الاسكندرية قبيل انقلاب عبود , والتحق بمهنة المحاماة , وللمحامين الوطنيين فى السودان تقاليد مجيدة, منذ الدرديرى احمد اسماعيل وعابدين اسماعيل واحمد خير ومبارك زروق وغيرهم وغيرهم ممن لا يحصرهم عد. فالمحاماة بالنسبة لهم لم تكن مجرد مهنة – علما بانها كانت مهنة مجزية وتتيح مستوى طيب من الحياة – ولكنها ايضا مدخلا الى العمل العام والخدمة الوطنية .
واذا كان للمثقفين المستنيرين عموما فضل الريادة فى التنوير الوطنى وفى شق دروب النضال الوطنى , فان الهام القانونين منهم , قضاة ومحامين كان بارزا وكان لمهنتهم وثقافتهم القانونية دورا فى الدفاع عن الوطنية لا للدفاع عن الوطنيين الذين طالتهم قوانيين العنف الاستعمارية وانما بصورة متزايدة فى توسيع دائرة المطالبة برفع تلك القوانين الظالمه وبالديمقراطية وحقوق الانسان , مما ادى الى اتساع الوعى بالحقوق الوطنية والديمقراطيه وعندما تحقق الاستقلال فى مطلع 1956 كان مطلب الديمقراطيه مكملا اساسيا لمطلب الحرية السياسية .
وفى هذا الجو الذى لم يكن غريبا عليه انغمس المحامى الشاب وسرعان ما اتاحه له دكتاتورية 17 نوفمبر فرصه الدفاع عن المقاومين لحكمها وسياستها من طلاب ونقابين وغيرهم من المعارضين . وهو نفسه انخرط ايضا فى نشاط نقابه المحاميين. وماهو الا قليل حتى قاد نشاطه السياسى والنقابى الى يصبح ضحية القوانين الدكتاتورية وسياستها القمعية, فعرف الملاحقة الامنية اللصيقة والمعتقلات والسجون. وقاده ذلك الى ان يصبح احد مندوبى الحزب الشيوعى فى جبهة المعارضة 1959-1961 . واحد قاده جبهة الهيئات فى ثورة اكتوبر 1964, ثم ان يخوض فى انتخابات 1965 و1968 مرشحا عن الحزب وعندما وقع انقلاب 1969 اختاره منظمو الانقلاب ضمن وزراء السلطهالجديده, وفى الصراع الذى نشأ بين الحزب الشيوعى وتلك السلطة, وما صاحبه من صراع داخل الحزب تطور الى اكبر انقسام فى تاريخه, انحاز فاروق الى المجموعة الانتهازية , ولكنه لم يلبث معها الا قليلا , فخرج منها وعاد الى موقعه الطبيعى فى صف الوطن والديمقراطية , شارك بنشاط فى معارضة نظام مايو الامر الذى قاده مره اخرى الى المعتقلات والتعرض للسياسات القمعية.
ومنذ نحو عشرين عاما جاء فاروق الى القاهرة واختاره المحامون العرب امينا عاما لاتحادهم ولقد احسنو الاختيار.
لقد اختاروا رجلا كان له رصيدا وافرا من المعارك على امتداد السودان فى سبيل الديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة حكم القانون , ورصيد وافرا فى خبرة العمل النقابى كقائد ممارس فى نقابة المحامين السودانيين وفى الدفاع عن النقابيين السودانيين وعن المشاركة فى مؤتمرات المحامين العرب , ورصيد وافر فى التضامن مع الشعوب الافريقية والعربية , واضافة الى رصيد وافر بالمعرفة المباشرة بالعديد من رجال الدوله والقاده السياسين العرب.
وساعده ذلك الرصيد اكثر على ان يؤدى مهمته فى اتحاد المحامين العرب فى مختلف جوانبها بقدرات وكفاءة عالية . وعلى يديه تطور الاتحاد الى منظمة ذات مكانه مقدرة على المستويين الاقليمى والدولى.
ولا حاجة الى ان اعدد بالتفصيل الخدمات التى قدمها فاروق الى وطنه ومواطنيه من موقعه فى تلك المنظمة الكبيرة , ونحن ننتهز هذه الفرصة لنشكر اتحاد المحاميين العرب على ما قدمه لنا وان نتذكر بالعرفان و التقدير الدائم لقاده الاتحاد احمد الخواجه وغيرهم من العاملين والعاملات فى الاتحاد.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.