*قصاصات*
حب بلا أبواب …
عندما تعشق شخصا” اكتملت أنوار حياته بعالم العائلة المكتمل ، وكان حضورك في دواخله آخر توقعاته ، فقلبه تملكه قلوب آخريات ، وتحيا علي أنفاسه .. فيرتقي عالمك الخالي ، ويصعد سلالم ضلوعك بهدوء ، حتي تخترق سهامه قلبك الموجوع ، وتبدا شموع حياتك تضئ بوجوده ، وعيونك تحتفل بحضوره وتحترق بغيابه ، فتصارعك الليالي ، وتصطادك الاشواق ، فتأكد انه سيوذيك يوما ما ، فالدخول الي عالم الأحاسيس العميقة والمشاعر المرهفة ، لا يوجد بها بابا” للخروج الا عبر السقوط من النوافذ والفتحات الضيقة ، فاذا أصبح العشق ممكنا بينك وبين من تحب فهو يضر الأخرين ، واذا امسي مستحيلا فيتوسد كلاكما السهد والأنين ، فتبقي حياتك مبنية علي اللهفة والأشواق ، وساحات من الإنتظار والترقب ، تنساق بخيالك داخل احضانه ، وينساق هو في صراع التحرر والإختيار المر بين العشق الذي تسور حياته مختلفا في ملامحه .
طرق أبوابك بلا زمن ولا ميعاد ، واختار الزمن الخطأ ، وقطعا سيكون مختلفا عما سواه او سابقه ، لذلك تسرب في مسار حياتك ، فيكون ما بين المضمون الذي ارتوت منه رغبتك وشبعت منه غريزتك ، فأفل وخبأ بريقه ، وأمسي منحور بالديناميكية المهدلة التي افتقدت المؤثرات الرومانسية المتناغمة والوتيرة المصاحبة لها .
وبين هذا الطفل الذي تقوقع رافدا ووافدا جديدا ، تختفي في حضوره الكلمات ، وتسري رعشة الاشواق الدافئة ، التي تحرك البواطن ، وتراقص الأحاسيس ، فيلتقي الإشراق الساهد الحالم ، فيتدفق عذوبة منذ اللحظة التي تطل فيها ، ويتقافز ذاك المكنون في صدرك ليغرد ببهاه ، ويحتفل بجلاله المهيب ، وكل المتشوقين يستمتعون بالسكينة الهابطة من دياجي السكوت ، فلا صوت يسمع سواه ، ولا همس يسعد سوي سلواه ، ولا شئ يفرح سوي مبتغاه .
ويختفي الضجيج وتتحدث لغة الإفتنان والإشتياق ، بلا صوت ، وتمتلي اللوعة بلا حركات ، وتغرد البلابل هامسة ناعمة ، وكأنك لم تعشق يوما” ، ولم تعرف الحب في دنياك ، وتتمثل حركاتك وسكناتك في طفلة تريد ان تتوسد دميتها ، تصارع الجميع للفوز بها ، منطقها الحب والاشتياق .
يموت كل شئ من حولك ، وتنطفئ كل الانوار ، ولا ضوء سوي ضوء من تحب ، تكتسينا الانانية المفرطة ، ويتسامي فينا حب الذات ، ونهدر الزمان ، في العيون وارسال العيون ، ولا يبقى لنا الا سبيل خاطئ ، إنتقته لنا الاقدار ، نكابد فيه المشاق حتي نثمل ، فنعود ، أو لا نعود …
Ghalib Tayfour