الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ليس دفاعا عن الحزب الشيوعي السوداني؛ لكن لا خير فينا إن لم نقلها!

ليس دفاعا عن الحزب الشيوعي السوداني؛ لكن لا خير فينا إن لم نقلها!

بقلم: محمد جلال هاشم

جاء في الأنباء أن الأجهزة الأمنية قد اعتقلت بعض أعضاء الحزب الشيوعي الشباب وقامت بتعذيبهم بغية حملهم على الاعتراف بأنهم خلية شيوعية إرهابية. هناك الكثير، الكثير مما يقبع وراء حادثة تعذيب منسوبي الحزب الشيوعي الشباب ودفعهم للاعتراف بأنهم خلية إرهابية قام الحزب الشيوعي بتشكيلها مؤخرا.
أولا لسنا هنا بصدد الدفاع عن الحزب الشيوعي لعدة أسباب. أولها أنه إحدى القوى التي ساهمت بتدشين الحداثة في السودان، وهي حداثة لم يُشهد لها أنها كانت في أي مرحلة من مراحلها عدوانية أو تقوم على العنف. ثانيا، لقد سحل جعفر نميري قيادات الحزب الشيوعي بطريقة أكثر من جبانة ومفارقة لأبسط قيم العدالة، فيما واجه قادةُ الحزب الشيوعي الموت وهم يهتفون بحياة الشعب السوداني، دون أن يهتفوا بموت قتلتهم. ثالثا، عاش جعفر نميري آخر سنوات عمره بالخرطوم التي كان يتزاور في مناسباتها، أفراحا أو أتراحا، ما أمكنه ذلك إلى أن وافته المنية. في كل هذا لم يحدث أن أبدى الحزب الشيوعي أدنى اهتمام به، دع عنك التخطيط لاغتياله انتقاما، وما كان أسهل ذلك لو أن الحزب أراد ذلك. رابعا، وأخيرا وليس آخرا، ظل الحزب الشيوعي، لمدى ثلاثين عاما حسوما هي عمر نظام الإنقاذ، هو بالذات بوجه خاص، يعيش تحت مطر الاستهداف الأمني والسياسي بشكل يومي، بما يشمل ذلك من قمع وتنكيل مما هو معروف عن عنف دولة الإنقاذ، دون أن يفكر الحزب الشيوعي ولو مرة واحدة في اتباع أسلوب الرد على العنف بالعنف. فما الذي يُلجؤه الآن بالذات، وهو يأمل الآن في أن يحصد ثمار الثورة الشعبية التي ناضل مع باقي القوى الوطنية لتفجيرها وتسييرها؟ ما الذي يُلجؤه للعنف الآن كيما يلجأ إلى تشكيل الخلايا الإرهابية التي تعمل على قتل الأبرياء والمدنيين عن طريق التفجيرات ومن ثم ترويع حياة المجتمع؟
كما بدأنا مقالنا هذا، فهناك الكثير، المثير، الذي ينتظر أن تكشفه لنا الأيام القادمة بخصوص ما يقع خلف هذه الاتهامات التي لو كانت تحمل في داخلها مقدار خردلة من الحقيقة، فهي حقيقة أننا لا زلنا نعيش في مرحلة من مراحل نظام الإنقاذ هي ما أسميناها من قبل بالإنقاذ (3). فهذا الأداء الذي يعوزه الذكاء شهدناه وظللنا نعيشه طيلة سنوات الإنقاذ من الأجهزة الأمنية وغيرها. وكانت آخرتها إبان ثورة ديسمبر المجيدة زعم الأجهزة الأمنية أن فتاةً من الكنداكات كانت تخفي في حقيبة يدها سلاح كلاشنيكوف وهي التي قامت بفتح النار على المتظاهرين. ليس هذا فحسب، بل بلغ بهذه الأجهزة العُته والغباء درجت الزعم بأنهم يملكون كاميرات مركبة في أقمار صناعية [كذا!] بها قاموا برصد أمر تلك الكنداكة. لكم صدق القائل: “الاختشوا ماتوا”! وكذلك صدق الشاعر الذي قال:
يا أمةً ضحكت من جهلها الأممُ
لكن سؤال المليار دولار هو: ما علاقة هذه الاتهامات الرعناء من حيث توقيتها مع محاولة اغتيال حمدوك؟ إذا كانت لها علاقة، فهذا ما يجب أن ينصب عليه الاهتمام لإماطة اللثام عن خفاياها. وإذا لم تكن لها علاقة، فلماذا هذه “الصناجة” في تكرار ألاعيب زمن الإنقاذ غير الذكية بفبركة مثل هذه الاتهامات غير المؤسسة بالغة الضرر وفي هذا التوقيت بالذات؟
وكما يقول الإنكليز:
The jury is out!

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.