الثلاثاء , مايو 21 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / العلمانية روح الثورة..! قُبح الخرطوم يتعري.. حمدوك سلامتك(1-2).

العلمانية روح الثورة..! قُبح الخرطوم يتعري.. حمدوك سلامتك(1-2).

ظللنا لأكثر من عقدين ننادي بضرورة إعادة النظر في عامة مكونات الحياة الإجتماعية في السودان، لأن كثير من السلوكيات المتطرفة والتي هي نتاج لتمدد الجماعات الأصولية الإرهابية في السودان تنتشر بصورة مخيفة وغير مسبوقة في تاريخه الطويل والعريق، لكن..! لا حياة لمن تنادي، لأن تلك الآذان قد تغلقت بشمعٍ ثقيل، وأن العقول قد شملها الهوس، وطالما نحن الأعلون في هذه البلد فلنا ما شئِنا، شاء غيرنا أم أبي، يتعري القُبح وألف حمدالله علي السلامة د. عبدالله حمدوك.

بصرف النظر عن السياقات التاريخية لنشأة العلمانية، تعريفاتها ونماذج تطبيقها، نسبر أغوار المسألة المتعلقة بجوهر القضية السودانية.

ماذا تعني العلمانية للشرائح غير المثقفة؟ وكلمة مثقفين في هذا السياق تعني؛ الملمين بمكونات الواقع الماثل أمامهم، همومه، مأكله/مشربه…، تبايناته؛ العرقية، الثقافية، الدينية، الجهوية، النوعية، وحتي المزاجية.

إذن؛ المثقف الذي نعنيه هو، ليس من تناول النظريات العلمية وفلسفاتها المختلفة رغم أهميتها، بل هو الذي يدري بواقعه، ولديه الحس الكافي لتحديد حوجاته المرتبطة بضرورات؛ التعايش، التداخل، التفاعل الإجتماعي وتحقيق المصالح المشتركة التي تقتضيها سبل كسب العيش، تطويرها، والصعود بها الي مدارج التقدم والرفاهية.

عليه؛ تصبح العلمانية سلة متكاملة لحياة أفضل بمنظور حوائج الناس المتجددة، الأساسية منها والتكميلية، وأولها الاستقرار. فكيف يتحقق؟

تحقيق الاستقرار مربوط بتحقيق المساواة بين الناس، والمساواة يصعب منالها دون عدالة تراعي تكافؤ الفرص بينهم وكلٍ حسب مؤهلاته العلمية وخبراته العملية، والعدالة لا يمكن أن تتحقق دون حرية، والحرية تحتاج لبيئة ديمقراطية تعتمل بداخلها الإرادة الشعبية لتوسيع خيارات الناس وتحديد القواسم المشتركة “العام” وهذا يتطلب إنجاز فعل واعي ومنظم تشارك فيه كل قطاعات الشعب، تعُج بداخله توترات الانفعال الغاضبة واللاعنة للواقع الماثل، تحريض قواه الحية، تؤدي نتائجه لواقع أفضل قياساً علي الماضي. ذلك الفعل هو الثورة. فكانت حركات الكفاح المسلح علي طول البلاد وعرضها، وتُوِجت تلك النضالات بثورة ديسمبر العملاقة التي كان حمدوك خيارها في قمة الهرم التنفيذي للدولة.

الثورة…!
     هذه الكلمة المحببة لقوى التغيير الحقيقية والمكروهة جداً لقوى الظلام، المحافظة والتقليد، لم تكتسب معناها وتأخذ شرعيتها علي مستوي التاريخ الانساني إلا بالعلمانية. فلا توجد ثورة في هذا العصر الحديث دون علمانية، وعلاقة العلمانية بالثورة هي علاقة الروح بالجسد، فإذا كان جسد الثورة هو المطالب المرفوعة في شعاراتها، فإن روحها هي العلمانية. مهما إدعي المدعون غير  ذلك.

لكل ما ذُكِر؛ أصبحت العلمانية مترابطة بشكل أساسي مع الحرية: حرية الرأي، الفكر، المعتقد، العمل، التعليم. ومع الديمقراطية والعدالة والمساواة، حيث لا يمكن لكل هذه المقومات أن تكون دون علمانية.

فكيف نقنع أنفسنا بأن الثورة قد تحققت مع الرفض المعلن من سارقي الثورات؛ ل (العلمانية)؟ ولا توجد ثورتين البتة، فمنذ الأزل هي ثورة واحدة، ما أنجزه الأمريكان في 1776، والفرنسيين في 1789م، هو نفسه الذي تكافح من أجل تحقيقه الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال؛ اليوم، والتحية لقائدها عبد العزيز آدم الحلو، الذي يؤكد أن روبسبيار لم يكن مخطيئ، حينما أعلن علي الملأ أن الثورة واحدة وأبدية. لكل ذلك لن تقنعنا وهي ميتة. فروحها هي العلمانية لضمان شروط العيش معاً، أو حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي ذلك سوف تُسفك دماء غزيرة وعزيزة إن لم نعي الدرس حتي الآن.

نواصل…

ابراهيم خاطر مهدي
كاودا، 10مارس 2020م

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.