إنقلاب قادم …

      أما آن لهذا الفارس أن يترجل ، بعدأن صلبه حجاج هذا الزمان الغابر ، اما آن له ان يخفض ركابيه عن ظهرينا ؟؟ لقد أدموا وطننا واسكنوه الألم ، واجتثوه من أصله حتي هوى الشعب ينتظر سابع المستحيلات ولم يبقي له سوي انتظار ( الترامب ) الامريكي ، بعد ان دهسه الترام الاسلامي البغيض ، ولا يزال الشعب الخائر القوي يتلقي الصدمات المتتالية ، وهو طريح الفراش في غيوبة اشابت   رأسه ، وأكل الدهر لحمه ، ومزقت القرح جسده ، فامسي مخدرا ، لا يشعر بالمواجع ولا وخزات الإبر ، ولا مشارط العمليات المتوالية ، وكلما جاهد للاستفاقة من غيبوته كممته أيادي المتأسلمين ، وجنده المندسين .
   وزمرة المتابعين والمعارضين من خارج اسواره ، امسوا ثكلي بين كر العودة ، وفر الإحتراق ، وكما قال الفنان وردي في رائعته (رسلت ليهو زول مرسال والمرسال مشي وماجا بقيت انا والنجوم سوي نساهر ونتناجي )        وجميع المثابرين والحادبين علي مصلحة الوطن والمواطن ، امست ايادهم مغلولة لا يملكون الا تقديم التعازي لأنفسهم ، وسلواهم لآمال قادمات ، بإنهيار وشيك ، والليل يعقبه الصباح ، ولا صباح ياتي بلا جهد ، ولا كفاح ، ولا توحد ، ولا إصطلاح .
      قبل أيام قرأت تعليقا” سخفيا” لأحد رواد المواقع الإسفيرية يتحدث عن جلوس قادات المعارضات في الفنادق الفرنسية ، والاستمتاع بالمنتجعات  والتلذذ بالمشروبات الفاخرة ، من الويسكي المعتق ، وعدم الإهتمام بقضايا الوطن ، واستحضرت تلك المقابلة التي جمعتني مع دكتور (جبريل ابراهيم ) رئيس حركة العدل والمساواة والجبهة الثورية ، وانا أهمس له في اذنه ، حتي أتبين ، ما أسمعه ولا اراه ، ( دكتور جبريل الميزانية التي تخسرونها في هذا الفنادق ، كان يجب تجهزوا بها جيوشكم ، تلك الفنادق الباهظة التكاليف ) نظر لي وهي مبتسم وقال لي ( نحن لا نملك ميزانيات بهذه الضخامة ، والنظام السوداني يقدم للدول التي تساندنا في قضايانا اغراءات كثيرة وكبيرة ، حتي يحجموا من نشاطنا في دولهم ، والفنادق وتزاكر الطيران والإعاشة جميعها تكون علي نفقة المنظمات العالمية الضخمة امريكية كانت او انجليزية وهي تسعي لوضع حلول ، لإ يقاف نزيف الحروب في المناطق المتأججة بالصراعات وبذلك تخفف الضغوط المتزايدة لعدد اللاجيئين والنازحين  المستمر لدول اوربا والعالم الاول ، وهو مشروع عالمي ، تقوم به هذه المنظمات وتدفع جميع التكاليف ) !!!
    يجب أن يفهم الجميع الحكومات  لا يمكنها أن تساعد المعارضات السودانية فما يقدموه (البشير ) وعصابته لا يمكن لرئيس دولة عاقل ان يجود به ، ويبقي تغييره خسارة للطامعين وينصب مجمل تفكير (البشير) وعصابته هو الانهيار الكامل حتي تموت المساءلات والمحاسبات ، ويندثر العقاب .
  حكاية : ونحن علي سفينة الموت المتحركة من مصر ومتجهة الي المياه الإقليمية الايطالية  باحثين عن حياة كريمة  كانت سفينة صغيرة تحمل (576)شخصا ، والطاقم الذي كان يقود السفينة من الاطفال المصريين ، سبعة أيام ونحن علي سفينة تتهادي وكانها تسير بلا دليل ، نفذ منها الماء والطعام ، والركاب يتساقطون من الارهاق والجوع والعطش نشرب من مياه البحر ونستفرغ ما شربناه ، شعر الطاقم الذي يقود السفينة ان سفن الانقاذ عند حضورها سيقبضون عليهم ، وسيحاكمون ، واقل عقوبة هي (8) سنوات والسائق يمكن ان يعدم ( تجارة بشر ) ، ونظرا لانهم صغار في سن لا يعوا مايفعلون ، وصلوا الي فكرة مجنونة ظنوا انها ستنجيهم من العقاب ، وهي ان يقلبوا السفينة في البحر ، فتأتي مراكب الانقاذ وتهتم باجلاء الجميع وانقاذهم وترحيلهم بصورة سريعة ، وتكون العملية سريعة بدون تحقيق فيجدون أنفسهم داخل ايطاليا بلا حساب ولا عقاب .
  الحمدلله كان السودانيين في السفينة (65) سوداني والاثيوبيين وجزر القمر والصوماليين ، والارتريين ، والنساء والاطفال اكثر من (500) .
ولكن السودانيين عندما شعروا السفينة بدات تسرع بصورة غريبة ، وتغير مسارها بسرعة فهموا ماذا يريد افراد الطاقم ان يفعلوا اندفعوا نحو كبينة القيادة ، واقتلعوا الدفة ، وطردوا الطاقم من الكبينة وهم يحاولوا يبرروا موقفهم ، وكانت ملحمة وقفت  جميع الجنسيات التي في السفينة تشاهدها ، ومنعنا جميع الجنسيات ان تتحرك بعد توزيع جميع السودانيين في الاركان ، رغم قلتنا ، ولكن الجميع اذعن وخضع ، وربما كانت ثقتهم في السودانيين ، لاتزال تاخذ مكانتها ،  واتصلنا بسفينة الانقاذ بواسطة التلفون الثريا حتي حضرت سفينة الإنقاذ وتم اجلاء الجميع ، وكانت ملحمة لا يمكنني ان انساها وسوف اكتبها في عدة مقالات ، وهي تؤكد ان المواطن السوداني هو فخر الامم .
ولكن ( لكل جواد كبوة )
(عمر البشير ) وعصابته يسعون جاهدين ليقلبوا سفينة الوطن ، ولكن السودان الولود برجاله ، سيقتلع الدفة ، آجلا او عاجلا” ، وسيبحر الي شاطئ الأمان .
عاش السودان حرا” مستقلا” …