هأنذا ، أتعلم منكم ،ثانية ، بين يدي حدث إسفيري، فوق العادي ، أن الصحافة لاتني أن تكون خلقاً متجدداً، وابتداعاً لاحدود له ..

#الهدف
#الهدف -مقالات
عبدالله رزق يكتب
هأنذا ، أتعلم منكم ،ثانية ، بين يدي حدث إسفيري، فوق العادي  ، أن الصحافة لاتني أن تكون خلقاً متجدداً، وابتداعاً لاحدود له …
قدرت دائماً ، أن الكلمة ، منذ أن كانت البدء ، حجر زاوية الدنيا ، مسؤولية هائلة ، وهأنذا -أزهو بـPulitzer أحبابي ، جائش النفس مضطربها -أتعلم منكم ، أنها أعظم من أن يسعها تقدير ، وأكبر..
” سُكاتِي ، ولا الكلام النَّيْ !”
كنت ، ومازلت ، حُواراً في مَسِيد  الناس، دائب الاقتباس من تَقاقِيبهم، مستدفئاً مستضيئاً ، معاً .. الناس ، خاصة ،أؤلئك الذين طالما تقاسمت معهم عُشْرة صالات التحرير ، مِلْحَها ومُلاحَها وأُوكسجينها، قد قدرت ، بما وسعني حسن الظن وسداد التقدير  ، أنهم يملكون مايضيفونه لي ، أيا كان قدر الإضافة .. تعلمت ، ولا أزال، أتعلم من خبراتهم ومن تجاربهم، الحلوة والمرة  ، ومن معارفهم الفسيحة ، ومن إنجازاتهم الكبيرة ، كما من هفواتهم الصغيرة  ..
وآية في ذلك ، ما أورده بيل كوفاتش وتوم روزنشتايل ، في مؤلفهما ” The Elements of Journalism “
” أن عدداً كبيراً من أهل الصحافة ، قد قللوا – تاريخياً – من قيمة تعليم وتدريس الصحافة ، وجادلوا بأن المكان الوحيد للتعلم هو أوزموزيس المهنة  The Osmosis of the Job”….” حتى أن صحفياً ، محترماً عظيم الاحترام ، مثل تيد كوبل Ted Kopel قال ذات مرة أن مدارس الصحافة هي محض هدر للوقت“.
“ Journalism schools are absolute and total waste of time”
وأنا – أدب دبيباً على عتبة التتلمذ على أيديكم – تحضرني من غور سحيق ، تلاحقني ، بقية من مغزى  قصة الرجل الذي وافته المنية ، فطلب من الحضور ،الذين ينتظرون تلقينه الشهادتين ، أن يحفَّظوه – قبل ذلك – أبياتاً من الشعر، لم يتسن له طوال حياته الغاربة ،أن يحفظها.
التعلم ، أعتقده ، عملية متبادلة  ذات اتجاهين ، مثلما هي مستمرة، بامتداد الحياة..أما أن يكون  المرء كاتباً ، فيتعين – وفق جين أوستين- أن يكون قارئاً غير عادي..
هأنا، أتوسط قلب الحدث الأسفيري الأول من نوعه، الآخِر في بهائه ، أسمح لنفسي أن أجفل ، كما فعل أستاذنا عبدالله على إبراهيم ،أو هكذا تهيأ لي ، أو لعله إِربدَّ ، في ذات مقال ، من مخاطبة أحد الصحفيين له بـ” استاذنا “، محذراً ، ولعله متحفظاً  كان ،وهو الذي اشتهر بهذه الإشارة المرجعية إلى المرحوم عبد الخالق محجوب ، من أنه يحمل الأمر محمل جد.
أجفل، وتجفل القصيدة …
قريباً أو بعيداً، وجدتني ، على تخوم الموقف ذاته ، إزائي الصغيرة ، هناء عبدالحي ، الصحفية ، عامئذ في سودان فيشن ، وقد إلتقينا في مؤتمر صحفي بسفارة جنوب السودان، بالخرطوم ، حيث  قدمت لي  نفسها- ياللهول –  كـ” حفيدتي “- ” تلميذة تلميذتي ” ، منى البشير ، أو كما قالت !.
الأَحد 13 نوفمبر ، يوم ضوئي ، يتدلى من روزنامة ضوئية ، أتسلقه  عُمْراً، أَرْقَى ، ظلاً أخضر. ومامن  بُشْرَى، بُشْرَى ما ،تدوزنني لأكون أهلاً لصاعقة فرح خرافي  ، لم  أكن لأتوفر على زرقة كافية  لأفق كريم  ينفتح  على انبهاره ، مداه ..
لاشيء يبرق  في خاطره سوى القصيدة :
سمادير ، سمادير..
افتح نافذة، برج الجدي ، وافهرس روحي:
فَرَحاً،
فَ رَحاً.. إلخ.
حفياً ، كما لم أكن قط ، بشهود يوم شُكْرِي اليَجِيء ، على إهليلج الدهشة الجامحة ، أرقب مولدي ، بأثر رجعي ،
كأي طفل ، في أوج ارتباكه في الوجود ، عاجزاً عن فك شفرة صرخته الأولي ..
أمتنانه الصاهل  للحياة ،
عيَّاً حَدَّ الـ……
كنتُ.
(حيث تجفل القصيدة ،تغيمُ وتنبَهِم )..
ألآن ، أزدان بـ“بوليتزر” أحبابي ،أزهو، ءَأْتَلِق..
تجفل القصيدة وتربَدُّ..لاشيء يضيء في عتمته سوى بلاغة الدمع. لاشيء سوى نيلين أزرقين ،يثبان في عيوني . لاشيء سوى لغة منفلتة لتوِّها ، من غاب الصمت والهجران المتوحش .
هذا يكفي ..؟!
يكفي..
يك…
فالآن، أزدان بأحبابي ، الصحفيين والصحفيات ، أكبُر ،أزهو مما يتوهج فيهم من نبل شفقي  ، شَرَافة ، بوليتزر حب رقمي  …
تتخطفني الكلمات …تتنازعني ،وتبعثرني في أنحاء نفسي، كما العهن المنفوش…
اختلجُ ، أتهجأُ ، أعني : أتهجأُني:-
شُكْراً..
شُكْراً…
شُكْ..

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك :
https://m.facebook.com/hadafsd/