الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / تأملات فى خطاب مثقف مستنير يحتاج المراجعة

تأملات فى خطاب مثقف مستنير يحتاج المراجعة

بقلم عثمان نواى

رغم ان الحاج وراق احد النوادر من مثقفى السودان الذين تحسب لهم مواقف شجاعة الا ان احتفاء أمثال ضياء الدين بلال أيقونة الانتهازية الكيزانية، بثنائه على حديث وراق لا  يجب ان تؤخذ فى اطار اعتراف الأعداء بقوة وعدالة أعدائهم، ولكن ربما يجب ان يقود الحاج وراق الى وقفات ومراجعات جادة فى هذه المواقف التى يعتقد البعض انها حكيمة، ولكنها لا تخلو من مهددات حقيقية تسمح بخلق مساحات رمادية من المجموعات والأفكار والجهات التى تهدد وجود السودان ككل وليس مجرد تهديد الفترة الانتقالية.
تلك المجموعات نعلم جميعا انهم الكيزان والانتهازيين التابعين لهم، ولا يجادل احد فى ان قيم حقوق الإنسان والعدالة يجب ان تسرى على الجميع ولكن كما اتخذت ألمانيا والعالم كله مواقف واضحة بتجريم النازية لأنها تسببت فى حرب عالمية وجرائم بشعة من ضمنها المحرقة ضد اليهود، فكذلك الكيزان والإسلاميين المتشددين فى السودان هم نازيين السودان ويجب ان يتم اتخاذ مواقف قوية اتجاه فكرهم المجرم واتجاه جرائمهم حتى لا يكررها السودانيون مرة أخرى. والذى تم تجريمه فى كل العالم هو الفكر النازي وليس فقط أفعال أشخاص ،لأنه فكر أرهابى هدام.. الان مثقفى السودان امام وقفة حقيقية أمام تاريخ الإبادة الجماعية فى السودان هل هم قادرين على عكس عقارب الساعة ومحو ذلك التاريخ ام انهم سوف يتخذون المواقف الصحيحة نحو إنهاء فرص وجود افكار عنصرية إرهابية مجرمة وعبر الضرب بقوة على اصحابها.؟ هناك مبادئ هى من صميم حقوق الإنسان نفسها يجب ان تراعى اولا ،فقبل ضمان حقوق المجرمين فى المعاملة الإنسانية، يجب ان نتسائل ان كان تم أنصاف الضحايا وان كان تم وقف منابع الجرائم ضد الانسانية وتجريم الأفكار والقوى التى قادت لها. فاى حقوق انسان تلك التى تحترم حق المجرم قبل ان تعترف بحقوق الضحايا ؟

وامثال ضياء بلال والطيب مصطفى وغيرهم من خدام نظام الإبادة الجماعية لا يقلون اجراما عن يوزف جوبلز قائد آلية الدعاية النازية الذى عبأ الرأى العام والشعب الالمانى بأفكار متشددة وعنصرية هدامة ادت لاطالة نظام النازية. يجب ان تتوقف عملية الهروب المستمر من الحقائق الواقعية والتاريخية ويجب ان ينتهى خطاب وصف الواقع السودانى بلغة مخففة وتزوير المصطلحات وتزييف وعى الناس الذى استمر منذ الاستقلال. يجب ان يتم الاعتراف بمدى عنصرية واجرامية الدولة السودانية منذ الاستقلال ونموذجها الأسوأ فى تجربة الكيزان. ولا يجب ان يتم بيع الاوهام لأجل مكاسب سياسية وقتية لا تحل أزمات البلاد الجذرية ابدا. حيث ان فى ذات الندوة للحاج وراق كان هناك حديث عن ان العنصرية لا يجب ان يوصم بها مجموعات كاملة وهى موجودة فى كل مجتمع. نعم العنصرية لا يوصف بها كل فرد فى المجتمع المعين ولكنها يمكن ان تكون الصفة الغالبة على مجتمع ما، ولكن يمكن ان تكون صفة دولة ونظام قيم حاكم كامل والعنصرية بالتأكيد ليست صفة جينية، فلا يولد الناس عنصريين، ولكنها آلية قمع سلطوية تستخدمها المجموعات المهيمنة لتبرير القمع على المجموعات الأخرى والحفاظ على نظام هيمنتها. واذا لم تعترف المجموعات المهيمنة والمثقفين الذين يعتقدون انهم قادة التنوير لتلك المجتمعات بحجم الأزمة لدى مجتمعاتهم وينهون حالة الطبطبة على تلك المجتمعات التى يعاملونها وكأنها مجموعة من الأطفال الذين لا يجب ابدا ان يعرفوا الحقيقة حول أنفسهم وتاريخ آبائهم الحقيقي بكل إجرامه وسوءه، اذا لم يقوم هؤلاء المثقفين بدورهم الحقيقي فى المواجهة والتغيير الجذرى، الذى يبدو انه ليس رغبة حقيقية للكثيرين، اذن فإن الخطر داهم على السودان. فالوقت الذى يطلب الحاج وراق من الشباب الثورى تركه يمر والصبر الذى يطالب به ،ليس سوى عملية تأجيل جبانة لمواجهات حتمية لن ينهي فرص حدوثها الا التحرك الشجاع الان والمواجهة الآن..

History, despite its wrenching pain,
Cannot be unlived, but if faced
With courage, need not be lived again.

التاريخ ، ورغم  آلامه الموجعة،
لا يمكننا محو اننا عشناه  ،
ولكن ان تمت مواجهته..
وبشجاعة..
فليس هناك حاجة لان نعيشه مرة أخرى…

Maya Angelou
مايا انجلو شاعرة أفريقية أمريكية
nawayosman@gmail.com

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.