Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
(حميتي) كان آخر كرت للنظام بعد الترويج له إعلامياً بأنه منحاز للثورة وإنه لم يشارك في قتل وقمع الثوار منذ إندلاع الثورة وحتى 11 أبريل وتمثيلية إنقلاب القصر الأبيض على البشير والإتيان (بإبن عوف) ثم (برهان)حتى تنطلي على الثوار والشعب السوداني مسرحية إنحياز (اللجنة الأمنية للنظام ) للثورة بدعم (حميتي) حتى يتم (التفاوض) مع (قحت) (لإجهاض الثورة) وتنفيذ (مخطط الهبوط الناعم)، إلى أن إنحرق هذا الكرت (بمجزرة فض الإعتصام الوحشية).
و(تجمع المهنيين) كان هو الكرت الأخير لقوى الهبوط الناعم (المتآمرة) مع اللجنة الأمنية للنظام لتنفيذ المخطط بعد أن كسب تجمع المهنيين (ثقة الشارع) وأصبح قائداً وموجهاً للثورة ومن ثم إستمدت (قحت) قوتها وشرعيتها من تلك الثقة إلى أن إنحرق هذا الكرت بالمواصلة في التفاوض مع اللجنة الأمنية للنظام حتى بعد مجزرة فض الإعتصام والتنازل عن إعلان الحرية والتغيير وتبني خط الهبوط الناعم الذي ظهر في الوثيقة السياسية والدستورية وما حدث فيهما من تلاعب وفي الصلاحيات الواسعة التى منحتها الوثيقة الدستورية للمجلس السيادي الذي تسيطر عليه لجنة النظام الأمنية التي تقاسمت معها قحت السلطة، وبعد أن كشفت بدايات الفترة الإنتقالية بعد تكوين الحكومة والسيادي عن كل الكذب والوعود الكاذبة قبل توقيع الإتفاق بعدم المحاصصات التي لم تقتصر على ذلك بل تحولت لصراعات وتهافت على المناصب والكراسي ودون أدنى معايير الكفاءة والتأهيل، وفي التهاون والتساهل في تفكيك ومحاسبة النظام وتحقيق القصاص والعدالة، والتماطل في التحقيق في مجزرة فض الإعتصام، بل في تحقيق كل أهداف ومطالب الثورة، وعدم تكوين المجلس التشريعي الذي من المفترض أن يراقب الفترة الإنتقالية ويقوم بسن القوانين والتشريعات التي تضمن تحقيق أهداف ومطالب الثورة. بل وذهبوا لأبعد من ذلك بمحاولات إختراق وشراء وإحتواء لجان المقاومة وقود الثورة الحقيقي وصمام أمانها ومحاولات إفراقها من محتواها الثوري وتحويلها للجان خدمية وقواعد شعبية لمشروع ومخطط الهبوط الناعم لتصبح بديلاً للجان النظام الشعبية لتقوم بنفس مهامها. وإستمرار محاولات السيطرة عليها بتكوين ما يسمى بمركزية لجان المقاومة.
فلجأت قوى الهبوط الناعم ولجنة النظام الأمنية بصناعة كرت جديد بديلاً لكروتهم المحروقة (حميتي+تجمع المهنيين+قحت) لإستعادة ثقة الشارع ومواصلة خديعة الشعب بمواصلة مخطط الهبوط الناعم والتسوية السياسية مع النظام وتصويرها كأنها تحقيق لمطالب وأهداف الثورة، فكان هذا الكرت هو (حمدوك)!! وأصبحوا يروجون إعلامياً بأن هناك خلافاً بين حمدوك وقحت وأن قحت تضع العراقيل أمام حمدوك لتحقيق أهداف الثورة وكذلك الدولة العميقة بنفس الطريقة التي كانوا يوهمون بها الشعب أن تجمع المهنيين برئ من ما تقوم به قحت وكأن تجمع المهنيين ليس جزء من قحت!! متناسين تماماً أن قحت هي من أتت بحمدوك وهي من قامت بترشيحه لرئاسة الوزراء بحكم نص الوثيقة الدستورية التي هي نتيجة الإتفاق بين قحت ولجنة النظام الأمنية المتمثلة في المجلس العسكري والتي تعطي الصلاحية لقحت لإختيار مجلس وزراء حكومتها ورئيس مجلس الوزراء والذي لا يمكن تعينه إلا بعد إعتماده من المجلس السيادي الذي تسيطر عليه الدولة العميقة المتمثلة في العساكر داخله وداعموه من قوى الهبوط الناعم في نفس المجلس السيادي وبحكم الوثيقة الدستورية أيضا. قوى الهبوط الناعم التي سيطرت على تجمع المهنيين وقحت من المستحيل أن ترشح رئيس وزراء للفترة الإنتقالية إذا لم تكن تضمن تبنيه لخط الهبوط الناعم، واللجنة الأمنية للنظام المتمثلة في المجلس العسكري لا يمكن أن تقبل برئيس وزراء للفترة الإنتقالية مرشح من قحت إلا إذا ضمنت ولاءه لها وضمنت تنفيذه لمخطط إجهاض الثورة والهبوط الناعم والتسوية. لذلك كان أول ما فعله بعد أداء القسم بعد تنصيبه كرئيس وزراء أن هرول إلى الصادق المهدى مهندس الهبوط الناعم ليقدم له فروض الطاعة والولاء. ولذلك كانت أول مهامه بعد توليه منصبه كرئيس وزراء أن هرول للدول الخارجية الداعمة لمخطط الهبوط الناعم والمساهمة في تنفيذه وإجهاض الثورة ليقدم لها أيضاً الشكر وفروض الولاء والطاعة. ولنفس السبب إختاره عمر البشير لمنصب وزير المالية قبل عام واحد من إندلاع الثورة بعد أن كان هو المرشح الأمثل للمنصب من المؤتمر الوطني عبر صديقة زوجته وصديقة الأسرة القيادية في المؤتمر الوطني أميرة الفاضل.
إختيار حمدوك لمنصب رئيس وزراء حكومة الفترة الإنتقالية لم يكن صدفة ولا عبثاً، حمدوك رجل قوى الهبوط الناعم والنظام ومُتفق عليه من الجانبين وهذا هو سبب إختياره لرئاسة الوزراء في حكومة الفترة الإنتقالية وأي ترويج إعلامي لتصوير ان هناك خلاف بينه وبين قحت او انه محارب من الدولة العميقة، ما هو إلا تسويق للرجل للثوار والشعب السوداني وإستخدامه ككرت جديد في لعبة الهبوط الناعم بعد أن إتحرقت كل الكروت الأخرى.
حمدوك الآن في مرحلة الغربلة وسينحرق كرته قريباً كما إنحرق كرت قحت وتجمع المهنيين وقبلهم حميتي، فالثورة مستمرة وتسيير في إتجاهها الصحيح وتعبر في مراحلها في خطى ثابتة، فقد تخطت المرحلة الأولى بإسقاط رأس النظام وإسقاط النظام شعبياً وأيدلوجياً وفكرياً، وهي الآن في مرحلتها الثانية، مرحلة كشف وتعرى مخطط النظام لإجهاض الثورة، الذي ما زال قائم كمؤسسات وإقتصاد وأموال، ومخطط تآمره مع قوى الهبوط الناعم لتجديد نفسه وتغيير جلد الحية بالتسوية وتقاسم السلطة مع قحت وإفلاته من العقاب والمحاسبة والعدالة، لتعبر للمرحلة الثالثة عبر موجتها الثانية لتقتلع النظام ومؤسساته وبديله المتآمر من جذوره وتحقيق أهداف ومطالب الثورة كاملة غير منقوصة.
#الثورة_مستمرة و #غربال_الثورة_شغال
#تسقط_بس ✌🏽✌🏽
إشتياق خضر
٢٦ديسمبر٢٠١٩
