أرجوا أن يتحرى غازي الريح الحقيقية وأن لا يقع في فخ كتائب الظل….

مبارك أردول

لقد إتصل علي بعض الإخوة مشكورين منبهين عن المكتوب الكاذب والافتراء الذي كتبه عني شخص يدعى غازي الريح، لا أدري من نقل اليه وضلله بهذه المعلومات المفبركة عني ولأي مصلحة؟ ولم أكن لأقول شيئا عن الحملة المنظمة التي ظللت أتعرض لها منذ تكليفي بمهمة نائب مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية الا بعد قراءتي لهذا المكتوب والذي يطعن في صراحة ويشوه سمعتي، والحملة ضدي كانت مختلفة عن غيرها حيث انها اخذت طوابع عدة منها ما تشكك في مؤهلاتي وأخرى في خبراتي وما ألمني هي الالفاظ العنصرية التي اطلقها البعض ووصلت الي مسامعي.
سوف ارد على مكتوبه الكاذب هذا واحدة تلو الاخرى، واستميح القارئ الكريم ان يصبر على هذه التفاصيل التي سوف اسردها:

أولا احب ان أؤكد ان للشركة لوائح وقانون ينظم عملها وخاصة الجزئية المتعلقة بالموظفين في مكتب نائب المدير، وقد اطلعت فقط على اللائحة نهاية يوم الخميس أي بنهاية الأسبوع وانا في طريقي الي البيت، ولم اطلب كما ذكر بتعيين أي شخص حتى الان لا ستة او غيرهم، ولم اقرر فيه بعد، وبعد الفراغ من الاطلاع على اللائحة سوف اتبع الإجراءات اللازمة كتابة لاختيار الفريق العامل في مكتبي والذين سوف يساهمون في تحقيق اهداف الشركة ويحافظون على اسرارها ومداولاتها، وهذا حق طبيعي من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى لا تكون المعلومات المضللة مبذولة في يد أمثال غازي وبشكلها المشوه هذا.
لقد ذكر أيضا انني بصدد تخصيص سيارة للمدير التنفيذي لمكتبي، نعم لقد سألت المديرة التنفيذية السابقة لنائب المديرة هل كان لمدير المكتب التنفيذي لنائب المدير السابق سيارة؟ قالت نعم، حينها وجهت بتخصيص عربة للمكتب ولم يتم الامر بعد، وسوف تسلم خلال هذا الأسبوع لمن يعين في هذا الموقع، وهذا يدخل في باب زيادة فعالية العمل وتهيئة الأجواء لموظفي مكتبي.

وبخصوص العاملة (فراشة) التي تقوم بأعمال النظافة والضيافة في مكتبي، يؤسفني أن أقول له هذه من أبسط الأبجديات في المكاتب ولعلمك طيلة الأسبوع الماضي ظللت مستضاف أتناول وجباتي والشاي وحتى الموية من مكتب المدير تارة أو من المطعم الخارجي لأن وجباتهم مخصصة لعدد محدد من موظفي مكتب المدير، ولان الذي اخبرك بهذه المعلومات لم يفيدك بان النثرية المخصصة للضيافة في مكتب نائب المدير لم تسلم الي الا في نهاية يوم الخميس ولم تصرف بعد، واشكر الأخ المدير الذي تحملني طيلة الأيام السابقة.

اما المجموعة التي تتواجد في مكتبي ويساعدوني في العمل حاليا في اكمال ترحيل المكتب من موقع لاخر حسب توجيه الأخ المدير والمهندسين الجلوجيين والكيميائيين كلهم متطوعين بمافيهم شخصي حيث لم اكمل إجراءات تعييني بعد في الموقع وسوف نتبع الإجراءات اللازمة حيال أي منهم وغيرهم عندما يحن وقته.

بخصوص الزيارات، نعم يزورني عدد من الأصدقاء والمعارف وزملاء الدراسة وكذلك يزورني مواطني مناطق التعدين وهم من اقضي معهم اغلب اوقاتي، والذي اريد قوله انني قضيت حتى الان ثلاثة أيام فقط في الشركة كان اليوم الأول كله في مكتب المدير مع وفد منطقة ابوحمد والشركات العاملة هناك واليوم الثاني كان في وزارة العدل والمالية صباحا وترأست ظهرا لجنة الهيكلة والتي تصمم العقودات الجديدة للشركات العاملة واما اليوم الثالث فكنت مع الأخ المدير مع وزير المالية بخصوص الموازنة ومنها للاجتماع مع الشركات برئاسة المدير بخصوص العقودات وبعده لديوان النائب العام لحلحة بعض الإشكاليات الخاصة بالشركة ومنها للاجتماع مع وفد محلية بربر منطقة العبيدية، ومن اخبرك ان هؤلاء الضيوف يأتون الي، أقول لك اني اتحرج في ان اجد فرصة للقائهم والجلوس معهم بسبب زحمة العمل، بل حتى يومي الجمعة والسبت ظل دوامي فيهما مستمرا وموزعا مشاركا في مؤتمر التعدين بقاعة الصداقة وغيره من الاجتماعات الخاصة بالشركة، فياغازي مكتبي هذا مكتب دولة مفتوح لكل من يريد زياراتي بمافيهم انت سواءا كان للسلام والمجاملة او لقضاء غرض.

اذا كان غازي الريح حريص على الحكومة المدنية وقلبه معها لتقويمها وتصحيحها وددت ان يتواصل معي ليتحقق من المعلومات التي حصل عليها على الأقل ليكي لا يقع في فخ وبروباغندا كتاب الظل واعداء الثورة ويحارب الفساد بمعلومات حقيقية في مكاتب الحكومة الانتقالية اذا وجد وحتى لا يكون مجرد ناقل خفيف لا يهمه مصداقيته ولا يكترث لما يقول.
وسؤال ارجوا ان يخبرنا غازي الريح عنه من اخبره بأسرار مكتب نائب مدير الشركة ولأي مصلحة استخدمه هذا الشخص؟ وهل الأخ غازي واعي في انه اصبح (Loud Speaker) للدعاية والتشويه؟ وهل في المدنية من شي ان يتم التجسس على مؤسسات وشركات الدولة؟ وأخيرا هل سيعتذر غازي الريح بعد هذا ام سيختار الصمت او لربما كان سيواجه القضاء ولكنني لم افعل احترما لمن تربطني بهم معارف؟

في الختام اود ان أقول ان الحملة التي ظللت اتعرض لها اعرف دوافعها ومبرراتها أيضا ومنها من نفوس مريضة بامراض العنصرية ولكنهم لا يستطيعون قوله صراحة ويتخبون بالمؤهلات والخبرات ولجان الاختيار، لا غرابة فليس من السهل الاقتلاع عن سودان العنصرية بين ليلة وضحاها واتفهم ان تغيير السلوك يحتاج وقت ليتعافى بعض الناس من امراض السودان القديم ، وإن صدمة التغيير عليهم حادة وسنأخذهم الي التعافي الكامل في ظل الحكومة المدنية والديمقراطية القادمة التي نعمل لها، واما بخصوص الاختيار عبر ووفق إجراءات لجنة الاختيار الذي يلوح به البعض مثل السيف المسلط على رقابنا نقول لهم حباب الاجراء وفي أي وقت ولكن عليهم ان يقرروا من اين سنبدأ ؟ ومن أي المواقع؟ لأنني اعلم ان كل من يجلس في مقعد اليوم اما جاء بالتمكين والمحاباة الاثنية والجهوية والايدلوجية في ظل نظام المخلوع او بقرار سياسي في ظل حكومة الثورة، فلما إذن يطالبون أردول بما لم يفعلوه هم؟؟؟؟؟؟؟ .

اعلم ان من مد غازي واستخدمه بهذه المعلومات المضللة ممن طالهم قرارات تفكيك دولة التمكين التي اتخذت من الشركة مقراً لها ويخشون بل يريدون تحجيمنا من العمل باستخدام هذه الدعاية الرخيصة، ولكن هذه حيل بائسة فسوف نعلق عليها هكذا وسنستمر في تكليفنا الي ان يقضي الله امراً كان مفعولاً.
 
وللعلم ظلت الدولة السودانية منذ السودنة في الخمسينيات محتكرة وتمارس في هيئاتها ومكاتبها الاحلال والابدال عند مجموعات بعينها وخاصة في دواوين الخدمة المدنية وكبار ضباط القطاع والامني حيث الاختلالات واضحة تماما في السلك الدبلوماسي أيضا والجهاز القضائي والرتب العليا وغيرها، وبل كانت هنالك اعراف غير مكتوبة و(Filter) يقضي بإحالة او بمنع وصولهم مجموعات الي مستويات معنية في سلك الدولة، ويصاحب وينعكس وفق ذلك اختلالات تنموية أيضا لأقاليم السودان المتنوعة، ولذلك ظلت بلادنا غارقة  في الحروب والنزاعات، ويمكنك ان تجد إقليم او اقليمين وحدهما يسيطر المنتمون اليه على مؤسسات بالكامل وهيئات حكومية يكتسبون منها الخبرات ويبتعثون منها منسوبيهم للدراسة خارج البلاد، بينما يندر ان تجد الاخرون فيها وكان البلد حكرا على جهات ومحرومة منها أخرون، وكل هذا اطلقنا عليه بالسودان القديم ونحن متطلعين الي سودان جديد يكون أساسه شعارات ثورة ديسمبر الظافرة حرية، سلام وعدالة. والعدالة لا تعنى المساواة لان مفهوم العدالة يقتضي الحاق ممن وقع في حقهم مظالم تاريخية لأسباب مختلفة باتخاذ إجراءات بينها الإجراءات التفضيلية كما هي مبوبة في نصوص الوثيقة الدستورية (راجعها)، ولن نسمح بأن تعود العقلية القديمة للسيطرة مجدداً متخبية هذه المرة تحت ثياب التأهيل والخبرات او المحاصصات.