السبت , أبريل 27 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / السودان ولحظة التأسيس الخاطئ …!
سامح الشيخ

السودان ولحظة التأسيس الخاطئ …!

سامح الشيخ 

اذا كنت تعتقد انك عربي ام أفريقي وانت سوداني فاعلم انك ليس سببا للمشكلة العصية بالسودان فهذا التنوع هو الذي يميز السودان لنخوض في حديثنا كما هو واضح من العنوان يجب أن نفرق بين الوطن والدولة الوطن هو تلك الرقعة الجغرافية من الأرض التي ولدت وترعرعت فيها وبك فيها ذكريات تكبر وتصغر تلك المساحة بحسب الثلاث هيئات التي تدير تلك الرقعة الجغرافية من الأرض التي اسميناها وطن .

لتعريف الدولة يا صديقي نرجع لعبارة الثلاث هيئات التي تدير الرقعة الجغرافية من الأرض هذه الرقعة الجغرافية كما ذكرنا هي وطنك الذي يصبح دولة بسبب الجهاز أو الهيكل الإداري الذي ينظم العلاقات بين ساكني هذه الرقعة الجغرافية من الأرض ويديرها عبر هيئته الأولى التي تسن وتشرع القوانين عبر لجان تشرع لجميع مناحي حياة المواطنين بعد الاتفاق عليها عبر التصويت والاستفتاء وتسمى هذه الهيئة البرلمان ويجب ان تطبق القوانين والتشريعات عبر الهيئة الثانية وهي الحكومة او الهيئة التنفيذية عبر دواوينها ومؤسساتها التي أشهرها الجيش والشرطة لا شك أن إدارة تلك العلاقات بهذه الصورة معقدة وبطبيعة الحال يحدث اختلاف في الأفهام والحقوق والواجبات التي يجب أن تكون متساوية اساسها المواطنة بحيث أن تكون الهيئتان التي شرعت وسنت القوانين وتسمى البرلمان اما التي تنفذ القوانين وهي الحكومة يجب أن لا يحدث بهما أنحياز في القوانين والحقوق والواجبات لصالح فئة أو طبقة أو ثقافة من هنا تأتي أهمية الهيئة الثالثة من حيث هيكل رقعتك الجغرافية التي تتولى إدارة الأرض والعلاقات بين السكان لذلك لا يفصل فيما ينشأ من خلافات واختلاف بين السكان إلا عبر الهيئة الثالثة وهي الهيئة القضائية.

يحدث الاشتباك الأكبر بين السكان حين انحياز الدولة لثقافة ودين ولغة فئات اجتماعية دون الآخرين يتجلى هذا في السودان بتحيز الهيئات الثلاث التي تدير الرقعة الجغرافية لدين وثقافة احد المكونات الاجتماعية حيث انحازت لدين الإسلام والى اللغة العربية مما جعل هناك مكونات اجتماعية لا سيما تلك التي لا تدين بالاسلام وتلك التي لا تتحدث العربية تشعر بالغبن والظلم .

لكن هل كل من لا يتحدث العربية أو لا يدين بدين الإسلام هو مهمش من الدولة للإجابة على هذا السؤال الاكثر تعقيدا منذ تأسيس الدولة السودانية الذي كان تأسيس خاطئ بالإجابة عليه بالدخول في متاهة لكن لا بأس من المحاولة الإجابة لمزيد من معرفة من معرفة ما نشأ من صراع حول السلطة والحقوق هل هو صراع جهات جغرافية أو طبقات إجتماعية أو عرق من الأعراق التي تعيش بالسودان أم صراع تنموي اقتصادي 

نبدا الإجابة وننطلق من لحظة التأسيس التي تعتبر خاطئة للدولة السودانية عام ١٨٢١ عندما اجتاح محمد علي باشا وجنده باسم الباب العالي او دولة الخلافة التركية في ذلك الوقت على الأقاليم التي كانت تحكم السودان حيث كان كل إقليم يعتبر دولة قائمة بذاتها هزم محمد علي باشا الدويلات القبلية التي كانت تحكم في شمال السودان وهي تدين بالاسلام وتتحدث اللغة العربية وهي دويلات قبلية قامت في شمال السودان على أنقاض الدولة النوبية المسيحية وهي ممالك ومشيخات النوبة للدناقلة والمحس والسكوت والحلفاويين وممالك المستعربة الجعليين والشوايقة والمناصير والبديرية والرباطاب وهي تكون الممالك الإسلامية شمال السودان ثم تم فتح إقليم الوسط الذي كان به دولة سنار أو الفونج والعبدلاب ثم اتجه غربا وضم اقليم كردفان حيث شماله مملكة المسبعات في وهو إدارة إسلامية وفي جنوب كردفان بجبال النوبة حيث دولة العباسية تقلي الإسلامية أيضا ثم تم ضم أجزاء من مملكة دارفور الإسلامية وتم ضم أجزاء للسودان الحالي أيضا من بقية أجزاء مملكة دارفور في العهد الثنائي الانجليزي المصري وتعدى الضم مملكة دارفور إلى ضم أجزاء من مملكة كانم ومملكة وداي اللتان كانتا قائمتان في دولة تشاد الجارة الحالية للسودان الحالي كما تم أيضا في تلك الفترة ضم ممالك ومشيخات شرق السودان الإسلامية التي كانت تضم ممالك البجا والبني عامر والحدارب كما تم ضم الأقاليم الجنوبية بممالكها وقبائلها التي لا تدين بالاسلام ولا تتحدث العربية وتم ضمها للباب العالي ودولة الخلافة .

الملاحظ أن التأسيس قام على الإنحياز من جانب الدولة للدين واللغة التي كانتا تعتبران حديثات عهد في هذه الرقعة الجغرافية من الارض وذلك الوقت حيث تم تجاهل تاريخ المسيحية وتاريخ ما قبل المسيحية و الأديان بالسودان بالتالي لم يراعى خصوصيات المجتمعات فتم قهر معتقدات وثقافات بواسطة القوانين التي تنحاز للمسلمين وتحارب ثقافات ولغات الاخرين لذلك نشأ صراع هوية حول إدارة تلك الأقاليم حتى انفجر بشكل صارخ وتجلى بانفصال جنوب السودان بسبب الإنحياز للدين واللغة وظل الصراع والحرب بعد جنوب السودان في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان حيث تعتبران منطقتان ليست إسلامية مائة بالمائة كشرق السودان الذين يدين بالكامل بالاسلام مثله مثل دارفور ولغاتهم ليس اللغة العربية كذلك أيضا الشمال الاقصى الجغرافي . 

لذلك اسباب الصراع والحرب الحالية نشأت نتيجة دمج هذه الدول والممالك ونتيجة فشل الدولة السودانية جمع شتات هذا التنوع من الهويات المشتتة خصوصا على الحدود الدولية التي ادت لصراع متعدد الأسباب لا سيما منها الاقتصادية . الاسباب العرقية والثقافية المتعلقة بالهوية اقوى من الأسباب الاقتصادية والمتعلقة بالتنمية لذلك اي معالجة واي حل لا يحسم قضية الهوية والدين والثقافة ويفصلهما عن السياسة سيعيد انتاج الازمة والحلقة المفرغة التي ظل يعانيها السودان منذ يوم إعلان استقلاله المزعوم .

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.