اصحي يا ترس 

بشير اربجي 

فرفرة المذبوح 

تعالت أصوات أنصار النظام البائد في كل وسائل الإعلام تنتقد قرار تصفية ركائز نظامهم  ، وترفع الصوت بشكل هستيري ضد تفكيك التمكين الذي مارسوه داخل أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة  ، كذلك لازال عدد من المؤسسات تعمل لتمكين عدد منهم من الإفلات من العقاب  ، علي جرائمهم التي ارتكبوها طوال فترة وجودهم علي سدة الحكم طوال الثلاثون عاما الماضية  ،  فلم يكن غريبا أن نسمع غازي صلاح الدين ينتفض ضد قانون تفكيك النظام السابق ودعوي النائب العام لمحاكمة عضوية حزبه التي نفذت انقلابهم المشؤوم  ، كذلك علت أصوات كثير منهم بالتهديد والوعيد ، علي شاكلة الحريق الذي لا يبقي ولا يذر ، وهو تهديد مردود علي مطلقيه الذين كان نظامهم الدموي المجرم ينهار ويتداعي تحت سمعهم وبصرهم ، وهم لا يستطيعون مواجهة السيول البشرية والكتل التي كانت تزداد يوما بعد يوم  ، ويعلم أنصار النظام البائد ان نظامهم وحزبهم قد أخرجته الجماهير من أرض واقتلعته اقتلاعا كما تنبأ بذلك الأستاذ محمود محمد طه قبل نصف قرن من الزمان  ، ويعلمون تماما الا جماهير ستقبل جرائمهم وسرقتهم وسفكهم للدماء بكل ذلك العنف الذي عرفوا به  ، وأن كوادرهم في المحاكم لن تغني عنهم شيئا في وجود نائب عام بحجم مولانا تاج السر الحبر الذي يعرف من هو المجرم ومن هو القاتل وكيف تتم محاسبته علي ما اقترفته يداه  .

لذلك علي عضوية الحزب البائد الآن أن تهدأ إن كانت تريد أن تحافظ على وجودها المادي فقط، فاجتماعيا وسياسيا تم لفظهم من وجدان الشعب السوداني وللابد ، ولن تفيدهم المحكمة الدستورية كما أراد نافع والحاج عطا المنان أن يجدوا عبرها مخرجا، كما لن يفيد ذلك القاتل جوازه البريطاني الذي حاول الاحتماء به رغم ما سفك من دماء  ، ومهما فعل أنصار النظام البائد فلن يعودوا للحياة السياسية في السودان للرفض الذي يجدونه من قبل المجتمع والضغائن والاحن التي قاموا بتغذيتها بكل عنف توافر للبشرية بلغ مداه بمجزرة القيادة العامة للقوات المسلحة  ، تلك الجريمة التي ستظل تطاردهم لعناتها حتي بعد أن يصبحوا عظاما نخرة  ، وليعلم هؤلاء الافاكون أن الشعب السوداني ملتف حول سلطته المدنية الانتقالية ولن يجعل لهم عليها سببا ولو حصده الرصاص عن بكرة أبيه  …………….

خدمة المدينة نيوز الاخبارية. .  تهتم بمتابعة  وتغطية  الأخبار المحلية والعالمية بكل  قوالب  التحرير الصحفي. … انضموا الآن