اجتماع المجموعة الثورية بوزير الداخلية.

……..
علاء الدين الدفينة.
…….
17 و 18 نوفمبر 2019.
……..
تنويه : الثائر الراسخ المهذب ودقلبا خارج البلاد… ولكن سيظل ملفه حاضرا وكذلك بقية الثوار المعنيين بهذا الملف… ولقد تواصلنا مع احد اطراف اسرته.
……..
في البدء نزجي الشكر للسيد وزير الداخلية الفريق الطريفي ادريس ولمدير مكتبه العقيد محمد حمزة ولعموم الضباط الاحرار.
كما نشكر بشكل خاص كل المنابر الاعلامية وكافة الثوار الذين تفاعلوا مع قضيتنا وكل من اسهم في دفعها للامام.
وشكر موفور لممثل اللجنة الامنية بقحت السيد الطيب عثمان يوسف لمجهوداته الجبارة الداعمة لهذا الملف.
………
لم يكن الوليد الحسين سوى ثائرا عظيما قرر أن يسقط نظاما يمثل أعتى الدكتاتوريات الشمولية التي حكمت السودان… كما قرر ان يقيم نظاما ديمقراطيا في بلاده يراعي تعدد اعراقها ومعتقداتها وتنوعها الفريد… قرار الوليد هو قرار كل الشعب… وهو قرار كل الثوار الاحرار الذين اسقطوا نظام البشير مستندين على عبقرية ثورية مدهشة وذات ايقاع ساحر وتناغم لا يضاهى… ان ما احدثه الثوار السودانيين (شفاتة وكنداكات) سيظل يمثل احدث ما انتجته التجارب الثورية حتى الان… سيظل مدرسة لكل الشعوب المضطهدة.
الوليد نموذجا لملايين الثوار السودانيين ولملايين الشباب الذين قرروا نفس القرار  وتقدموا الصفوف بصدور عارية وهم يواجهون صلف البشير وبطش اجهزته الامنية ورصاصهم القاتل.
…….
لم يكن الوليد يحمل سوى فكره وعزيمته وقلمه القوي بالصدق والتجرد والمترع بعشق الوطن… الوليد لم يؤسس خركة مسلحة او جيشا مقاتلا حتى يتم استهدافه والتبشيع به وبأسرته الكريمة… بل أسس مع رفاقه الميامين صحيفة تمثل أحد اهم اركان ومنابر الوعي الحديث وهي صحيفة الراكوبة المتميزه بكافة شروط وخصائص وضوابط الوسائل الاعلامية.
وكذلك بقية رفاقه الثوار الذين اعتقلهم الامن السعودي باوامر رئاسية صدرت من القصر الرئاسي للسفاح المجرم عمر البشير.
ان الوليد الدود والقاسم سيد احمد وود قلبا وودسالم  وعلاء الدين الدفينة والوليد امام والواثق عبدالله لم يكوتوا سوى ثوارا قرروا ان يقتلعوا نظام البشير ويقيموا دولة حرة… شانهم شان كل ثوار هذا الوطن العظيم… بل هم أقل شأنا بكثير ممن تلقفوا الرصاص بصدورهم العارية واجسادهم النحيلة في اعظم ملاحم الفداء… مضى بعضهم بينما البقية لا يزالون في الخنادق الثورية مقررين حراسة التروس حتى تكتمل صورة سقوط النظام وحتى تمتثل الدولة المدنية لقرارهم وارادتهم.
…….
هؤلاء الثوار الذين سلمتهم السلطات السعودية لآلة قمع البشير الامنية ومؤسساته القمعية لم يكونوا الا نموذجا لملايين الشباب التواقين للحرية والعدالة والمساواة والمتوثبين لبناء دولتهم الزاخرة بكل ملامح التعدد الايجابي والمكتظة بكافة عناصر الانتاج.
…….
كان العام 2016 هو توقيت انطلاق حرب اللاعنف (الثورة السلمية) في مرحلتها الاخيرة حيث انتظم عموم الثوار السودانيون في حملة موحدة هدفها انتهاج سياسة الثورة السلمية ذات (الاشكال الثورية والوسائل النضالية السلمية المتعددة والمختلفة والمتطورة) بهدف اسقاط نظام البشير… وضربة البداية كانت باعلان العصيان المدني على مرحلتين في نوفمبر وديسمبر 2016… وهو التاريخ الذي سبق حملة الاعتقالات البشعة التي انطلقت من السعودية بواسطة الامن السعودي وباوامر رئاسية مباشرة من حكومة البشير وطالت الثوار المذكورين ما عدا الوليد الذي تم اعتقاله قبل هذه المجموعة بعدة شهور.
……..
ترتبت على هذه الاعتقالات عدة مسائل :
سياسيا :
1/ كانت القداحة التي اشعلت شرارة الثورة حيث خلقت التفافا محوريا لعموم الثوار وخلقت تضامنا جماعيا أسس لقاعدة (الكل للفرد والفرد للكل) وهي القاعدة الاجتماعية السحرية لعموم الثوار.
2/ خلقت وعيا متناميا بسياسة المحاور الاقليمية حيث تم تصنيف السعودية باعتبارها دولة حليفة لنظام البشير ومعادية للثورة السودانية وهو ما جعلها مؤهلة بجدارة لتصبح العدو رقم واحد لثورة الشعب السوداني… العدو الاول للشفاتة والكنداكات الذين سحقوا نظام البشير واكذوبة دولته الدينية المشوهة.
…….
دبلوماسيا :
وضعت المملكة في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية والحقوقية والعدلية اذ كان وسيظل تسليمها لهذه المجموعة الثورية اعظم انتهاك تنتهجة دولة ضد افراد يقيمون بارضها بصورة رسمية وتحكم وجودهم عقود عمل موثقة كان يجب ان تحميهم وتجعلهم يتمتعون بكافة حقوقهم المنصوص عليها في كافة الاعراف والمواثيق الدولية..لكن كل ذلك لم يشفع لهم امام شغف الاجهزة الامنية السعودية ونظام البشير التواقين للتنكيل بهم والتبشيع بآمالهم وطموحاتهم المشروعة في الحياة الكريمة.
ومتعلقات هذه القضية عديدة… ولكن اعظمها هو ما ترتب على الصعيد الانساني :
ان تسليم السعودية لهذه المجموعة ترتبت عليه تجاوزات غاية في الخطورة والتعقيد… فالسعودية تعلم ان احد اطفال السيد الوليد امام من ذوي الاحتياجات الخاصة ويبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط عند اعتقال والده… وهو من الاطفال الذين تم تشخيص حالاتهم باعتبارها (متلازمة داون) … وكان في هذه السن في أمس الحاجة لرعاية خاصة جدا موصى بها دوليا بل ان انتهاك خصوصيته يجب ان تترتب عليه طائلة من القوانين التي ترعى هذه الشريحة الانسانية… وبدلا من ان تراعي السعودية لوضعه الخاص قامت بخطوة لا يمكن وصفها الا انها جريمة نكراء حيث صادرت جوازه وجواز والدته واخوانه ولم تسهل لهم اجراءات خروجهم  من اراضيها بل عمدت الى تعذيبهم والتفنن في اذلالهم… ولا تزال جوازات هؤلاء الاطفال ووالدتهم مصادرة لدى الامن السعودي شأنها وشأن جواز (علاء الدين الدفينة).
ومما يطال الدولة السعودية من انتهاكات وجرائم خطيرة بهذا الخصوص ان رجلا مثل القاسم سيد احمد لم يقترف اي جرم طوال فترة وجوده الطويلة في السعودية سوى انه من انبل الثوار الذين قالوا لا للبشير ونظامه ولكنه وحتى هذه اللحظة لا يستطيع ومنذ اكثر من عامين ان يتواصل مع بعض افراد اسرته الذين تركهم خلفه في السعودية وبهذا الاجراء انقسمت اسرة القاسم لقسمين ما بين السعودية والسودان… وجميع هؤلاء تمت مصادرة بعض مقتنياتهم الشخصية من جوالات وغيرها بينما صودرت اجهزة حواسيب تخص الوليد الدود.. والاجرم هو مصادرة الجوازات في ظاهرة دبلوماسية لم تشهدها دولة في العالم.
……..
ان اجتماعنا مع السيد وزير الداخلية تناول المطالب الاتية :
1/ اثبات وجودنا داخل السودان وقد تعهد بتتفيذ هذا الطلب فورا… على ان يخاطب الجهات الاخرى لضمان تمتعنا بالحقوق الخاصة بكل المغتربين العائدين للبلاد بصورة نهائية وعلى رأسها السماح لنا باستقدام متعلقاتنا الاسرية والشخصية (امتعة… سيارات… وخلافه… ووفقا للقانون والضوابط المنظمين لذلك).
2/ ان يخاطب وزارة الخارجية بخصوص :
أ/ ان ترد لنا السلطات السعودية جوازاتنا التي تمت مصادرتها.
ب/ ان تسلمنا السعودية كافة حقوقنا وتعويضاتنا التي تعهد بها الامن السعودي والتزم بتسليمها لنا في السودان بواسطة السفارة.
ج / ان ترد لنا السعودية حقوقنا الاعتبارية وعلى رأسها ازلة اسماءنا من قائمتها السوداء.
…….
التزم السيد وزير الداخلية بالسعي مع وزارة الخارجية وسفير المملكة فيما يخص البندين الاخيرين.
……..
من جهة اخرى انعقدت عدة اجتماعات بهذا الخصوص وناقشت مسار القضية واهميتها من جميع النواحي وعلى رأسها ان تبقى هذه القضية درسا لاي دولة في العالم تحاول ان تنتهك حقوق اي سوداني مقيم في اراضيها وهي الجزئية التي اثارها الاستاذ القاسم سيد احمد اكثر من مرة وناقشها مع مدير مكتب الوزير كما تطرق لها في الاحتماع مع الوزير.
ونحن اذ نعمم هذا التنوير نفيد بان اكثر من 150 لجنة من اصلب لجان المقاومة بالعاصمة ابدت استعدادها التام للزحف على السفارة السعودية وضرب اعتصام مفتوح حولها ما لم تستحيب لهذه الطلبات ونحن من هنا نغتنم الفرصة لشكر كل من الاستاذين عبدالقادر محمد الفضل وهيثم فضل عجيب الذين تحدثوا والتزموا باسم هذه اللجان.