الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
سامح الشيخ

العقل النائم ..!

سامح الشيخ

ينتظم  السودانيين هذه الأيام في حراك عفوي يبدوا في ظاهره أنه ضد غلاء المعيشة، ولكن باطنه يقول إن الظلم واحتكار الثروة والسلطة في يد قلة لا تعمل على رفاهية السودانيين إنما همها أن تظل تحكم دون أن يكون للشعب راي  في من يحكم  او خيار غير الإذعان للظلم والافقار فكان دائما هناك نوعان من الظلم يدفعان السودانيون  للاحتجاج هما الظلم التنموي والظلم الاجتماعي  يختلفان على حسب طبيعة السودان الديمغرافية والمعرفية وذلك بحسب التبايانات الطبقية الاجتماعية السودانية التي تحددها الوظيفة والمهنة .

لذلك الظلم الذي تعرض له السودانيين بسبب ممارسة تجارة الرقيق في السابق وافرازاتها  جعل احساس الظلم مختلف  .

اكبر ظلم حدث منذ الاستقلال كان هو الظلم الاجتماعي والتهميش للمجموعات السودانية شديدة سواد البشرة حتى وإن كانت مسلمة ومعه تهميش اجتماعي ثقافي واضطهاد بسبب الدين وعدم اجادة اللغة العربية . وهذا ظلم ليس له علاقة بغلاء المعيشة أو التنمية المتوازنة لأنه الاحساس به يؤجل الاحتجاج من من أجل اكل العيش فهو يبحث عن الحرية والعدالة والمساواة ويطالب بفصل الدين عن الدولة بكل وضوح .

تم تشخيص مشكلة السودان تشخيصا دقيقا من بعض  المفكرين السودانيين .وكان تشخيص الهامش والمركز الذي وصل إلى أن أيدلوجية  الاسلامو عروبية هي سببب الأزمات وأصل الظلم بكل أشكاله خصوصاً الاجتماعي منه فظلم كل من لا ينطق العربية بطلاقة واستبعد من هرم الدولة السياسي والاجتماعي كل داكن بشرة وغير المسلم كما تم إقصاء المرأة سياسيا  حاول  المفكرين من خلال منهج التحليل الثقافي أن يوحدوا احساس الشعور بالظلم الذي من خلاله يمكن أن يصل الجميع لوحدة الهامش وهم المتضررين من الاسلاموعروبية وذلك باعتبار أن هذا هو الهامش الذي يحب عليه الثورة والتغيير ، وهذا هو الشق المعرفي الغائب عن الثوره السودانيه الى اليوم.

إستطاعت الايدلوجية العروبواسلاموية أن تجعل من العقل نائما  ومستلب  يعلي من شأن التدين الشكلي ومراقبة تقوى الناس وجيرت أركان العبادات واعلي  من شأنها باعتبارها  هي أركان الإسلام  من خلال الأيدلوجية الاسلاموعروبية التي أصبحت منهج يدرس في المعاهد والمؤسسات عن طريق التلقين والغاء مواد  الفلسفة والنقد من المناهج بل واعتبارها كفر بواح .لذلك  كل من طبق مبدأ العلمانية تمكن من أعلاء شأن المعاملات  وليس العبادات بسبب تحييد الدين  عن  السياسة  وعدم التفريق بين المواطنين وتقسيمهم وتفريقهم لمؤمنين وكفرة لان لمعاملات هي أساس أركان الدولة متمثلة في   العدل والحرية والمساواة وعدم قهر اليتيم وعدم نهر السائل والمحروم واكبر أركانها حفظ كرامة الإنسان وتأمينه  من الخوف واطعامه  من الجوع وذلك كله بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو المذهب جميعهم  مواطنين متساويين وهو ما لا يتعارض مع الاسلام ولكنه يتعارض مع الاسلام السياسي الذي سيحاول ارهاب كل من يقول ذلك لأنه يقول إن الإسلام دين ودولة وجعل من العبادات أركان ولا يمكن أن تقوم مؤسسات دولة وهيئاتها للعبادات.

لذلك المطالبة بعلمانية الدولة والمطالبة بإخراج الدين من السياسة هو الذي يحدد ما هو ومن هو المركز أو الهامش فقوى الهامش جميعا هي من تطالب بعلمانية الدولة أو تقرير المصير .فكلما اذداد المطالبين بتطبيق مبدأ علمانية الدولة تذداد فرص وحدة السودان على أسس جديدة وتقل  فرص خيار الإنفصال من خلال حق تقرير المصير.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.