قوش بالتأكيد لم يصنع التغيير لأن الشعب ثار لأجل تغيير نظامه الذي هو حارسه وحاميه بجهاز أمنه ومخابراته ولكنه صنع تغيير جلد النظام بعد أن فشل في قمع الثورة بالقوة ، فخطط لفرملة وإجهاض الثورة لإحداث ذلك التغيير والحفاظ على النظام وإعادة إنتاجه وتجديده عبر لجنته الأمنية التي تتكون من كل عناصر النظام من جهاز الأمن والمخابرات والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ومليشيات الدعم السريع والدفاع الشعبي وكتائب الظل، ودبروا الإنقلاب المزعوم الذي كان بالإتفاق مع عمر البشير وقيادات النظام وقيادات الإسلاميين والصادق المهدي وإبراهيم الشيخ والدقير وقيادات نداء السودان ومجموعة من قيادات قحت وتجمع المهنيين حتى يوقفوا المد الجماهيري الذي وصل ذروته في 6 أبريل والذي كان سيؤدي آلى إسقاط النظام. ودبروا مسرحية إنقلاب المجلس العسكري ولجنة النظام الأمنية وإنحيازهم للثورة في 11 أبريل ومن ثم المفاوضات مع قحت حتى يتم إمتصاص الغضب الثوري والمد الجماهيري وإجهاض الثورة والحفاظ على النظام بتطبيق مشروع الهبوط الناعم وحوار الوثبة الذي تم التخطيط له من 2013 والذي مبني أساساً على عدم محاسبة النظام على جرائمه والخروج الآمن لكل من أرتكب جرم وعلى رأسهم عمر البشير وكل قيادات النظام والمؤتمر الوطني ومشاركة النظام في الفترة القادمة بالمشاركة في الإنتخابات بعد نهاية الفترة الإنتقالية المزعومة.
إشتياق خضر
15سبتمبر 2019