أول ما كان ينتظره الشعب، كل الشعب،g طوال الثلاثين سنة الماضية هو أن تشهر الثورة سيف العدالة الانتقالية وتمتلئ السجون بالمجرمين الذين صادروا الأرواح وهتكوا الأعراض وسرقوا خيرات البلاد وتقاسموها فيما بينهم.
وكم يحزن المرء أن يرى هذه السيرة قد إنطوت وإنقطع ذكرها، وإنصرفت الأنظار عنها لصالح تشكيل الوزارة، وكم يؤلم المرء أن يكون أصحاب الصوت الأعلى والمسموع في هذا الملف هم القضاة الذين إستأنستهم الإنقاذ وكانوا يدها التي تبطش.
نعم، كان من الضروري أن يكون هناك وزراء للشئون الدينية وللتجارة والإعلام والمعادن بحجم الثورة والتغيير الذي حدث، ولكن كان من الواجب أن يسبق ذلك تعيين رئيس قضاء ونائب عام بذات الحجم لتحقيق العدالة والقصاص المطلوب.
المحزن أيضاً أنه لا توجد جهة معينة تعمل على تصحيح هذا الوضع المعلول، وقد ترك أمر ذلك للندوات التي يعقدها الحادبين بميادين الأحياء وصفحات الجرائد وإستديوهات التلفزيون.
هكذا إنطوت سيرة العدالة الانتقالية والقصاص، وقد تمكن المقصودين بها من الهروب بأنفسهم وأموالهم وطمس معالم جرائمهم بالتخلص من آثارها والبينات التي تثبت إرتكابها.
سيف الدولة حمدناالله