السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / جريمة اغتيال الزبير محمد صالح

جريمة اغتيال الزبير محمد صالح

—————————-
اقرؤها بتمعن لا دون تركيز، أنها خفايا مجموعة الهالك المدعو/ عبدالله حسن الترابي مع خصومه، وخلافه مع تلاميذه، من ما يسمى بالحركة الإسلامية، والإسلام عنه وعنهم برئ، والمقالة بالتوثيق لها تكشف الخفايا…..
تمهيد وتقديم:

  في كل مرة أبدأ بكتابة مقال، كنت أحاول إيراد مقارنة بأحداث تاريخية ، تقريبا للفهم و السرد … ماعدا المقال دا … !!! فبصورة مضحكة وغريبة في نفس الوقت ، بدأت ذاكرتي  المهترئة في تشغيل أغنية اكتشفت لاحقا انها من منتصف التسعينات بصوت المربي العظيم الاستاذ(طارق العربي طرقان) وهو يترنم متسائلا بصوته العميق …
هـــل شــاهدتم ذئب في البراري يأكل اخاه
هـــل شـاهـدتم يوماً كلباً عـض يدا ترعآه
هل شاهدتم فيلاً يكذب يسرق يشهـد زوراً، ينـكر حقــاً يفشي سراً يمشي مغروراً بأذاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تمهل اخي، فالعدوى حتنتقل ليك بسهولة وانت تطالع أحداث  المقال هذا ، وتدخل في دوامة الأغنية،
وحتثبت للأستاذ (طارق) ان محاولته اقناعنا بإستحالة الأمثلة في الأغنية أعلاه ، هي محاولة فاشلة …
لأننا مش رأينا وبس … بل عايشنا الذئاب وهي بتاكل في اخوتها وفينا، وكلابهم بتعض مش الايادي الأتمدت ليها ، دي بتعض حتى ذيولها…
أما الفيلة فاقترفت ما يمكن أن يصيب (طارق) بالجنون، و مازالت طليقة، ومازلنا نحاول اقناع الناس بأن يطعنوها..لا أن يغرسوا حرابهم في بعضهم، وفي ظلها….. ومازال اللحن للآن يدوي …..

١-  الدوامة :

بنفس الصورة الاترسمت في ذهنك عند قراءتك لكلمة  (الدوامة) الفوق دي ، الاحداث وقتها كانت بتتشابه فعلا مع حركة الدوامة …فكل الشخصيات الكانت بتتطفوا على المشهد وجدت نفسها بتندفع إلى أسفل وبسرعة مخيفة، فصغار الضباط المشاركين في عملية اغتيال (مبارك) ، تم اغتيال وتوريط معظمهم في قضايا واتهامات اخرى، الجناة الكبار  امثال(علي ونافع وقوش ومطرف صديق وعوض احمد الجاز) تم تحويلهم الى مناصب داخل وخارج البلاد ، في مسرحية مكشوفة … قدم فيها المجرمون تنازلات مضرة بحق الوطن … وبدأت  الخلافات تتصاعد في وسطهم ، فبرز تيار بقيادة(نافع  وعلي ومطرف وعلي سالم ونصر الدين وبكري حسن صالح ، وعبد الرحيم محمد حسين)، المجموعة دي وقفت ضد معسكر (الترابي) الذي يحتوي على عدد من ضباط انقلاب 30 يونيو 1989م، أبرزهم (الطيب سيخة) ، الرجل ذو التاريخ الحافل بضحايا ودموية سادية تصعب حتى كتابات(عبد الله الحردلو) أو (شيريدان لي) في وصف أحداثها ، وكان لا يعصي أي أمر (للترابي ) ففي شهادة للعميد بحري(م) صلاح الدين محمد أحمد كرار ، انو (الطيب سيخة) قام بتهديد(عثمان احمد حسن) عضو مجلس قيادة الثورة، بعد ما الاخير انتقد خروج (الترابي) في مظاهرات ضد الملك (فهد) … وقال ليهو:( والله الترابي البتتكلم عنو بالصيغة دي ، لو قال لي اديك طلقة في راسك، أمرق مسدسي واديك طلقة، حتى بعداك اسأله يا شيخ حسن الطلقة دي في شنو  ولي شنو؟) ..
تخيل كمية الوحشية و الإرهاب و إنعدام الأخلاق والدين المتمثل في هذه العبارة ، والانقياد الأعمى لرجل يفترض به قائدا عسكريا ، تجاه من هو زميله والأقدم في العسكريه وشريكه في الثورة ، مما يبيّن مدى اتساع الهوة بين من كانوا على رأس السلطة…
أما الجناح الثالث والأقوى بشكل واضح كان جناح (الزبير محمد صالح)…
فالرجل رغم اشتراكه في العديد من الجرائم، وقتله لضباط انقلاب رمضان بدم بارد … بالتصديق على أحكام الإعدام العسكرية، الا انه كان صاحب كاريزما وحضور يفوق(البشير والترابي) وجماعته مجتمعين …. لنشاطه الشديد وتكفله بمعظم الملفات الشائكة، بالأخص ملف حرب الجنوب .. واللي أحرز فيهو تقدم افضى لعدة اتفاقيات مع قادة التمرد ، وعودة بعضهم امثال العميد (أروك طون أروك)، وانضمامه للحكومة.. واطلاقه لمشروع ثورة التعليم العالي، وعزة السودان، و إستلام ملفات العلاقات مع ليبيا، لتخفيف هجوم (القذافي) المتواصل على ثورة الانقاذ بعد اكتشافه انها حكومة اسلاميين…ولأن (الزبير) كان يقول دائما وعلنا لمجموعات الإسلاميين في السلطة والتنظيم الاسلامي(زولكم دا عاوز الكرسي).. ويقصد في كلامه (الترابي) …فكان الاخوان المسلمين يستغشون ثيابهم و يتحوقلوا ويستغفروا كعادتهم في النفاق الواضح… و كأنما (الزبير) بتكراره كلمة (زولكم) دي، بعلن عن إنه ما تبع(الترابي) … و لا زولو …
ومنها بدأت الضباع تحفر من حوله، دون فائدة، لحد ما وقعت الطامة الكبرى، وهي عملية محاولة اغتيال(مبارك) في اثيوبيا…
وبعد انكشاف أمرهم، وفشلهم الذريع في معالجة التبعات، استلم الزبير في خطوة تحسب له رغم اختلافنا معه، استلم ملف اصلاح العلاقات مع السعودية و مصر … وحقق نجح في ذلك …
رغما عن أنه في الفترة ديك، التهبت جهود(عمرو موسى) وزير خارجية مصر ، الأشعل كل فتائل القنابل السياسية،  البدت تنفجر تباعا في  وجه نظام الإنقاذ…
(فالزبير) معروف لدى أعداؤه قبل اصدقاؤه، بميله للحسم وعدم القبول بأنصاف الحلول، وعرف بجراءته في فرض الحلول، واتخاذ القرارات دون الرجوع (للبشير)، المكبل تحت رحمة(الترابي) وذئابه … فهو اي الزبير فوق كل شئ، هو النائب الأول لرئيس الجمهورية.
و بدأت المشكلة لما (الزبير) اخطر القاهرة بزيارة غير معلنة للقاهرة، ويقوم بها هو ومعه مصطفى عثمان اسماعيل.. وشخص لم يسميهو … اتضح لاحقا انه السيد (ابوبكر صديق)، سفير السودان في غانا …
رحبت الرئاسة المصرية بزيارة الرجل القدر يقنع ويكسب احترام وثقة قادة التمرد، وكان دائم المناداة(أدوا الناس ديل حريتهم وخلوهم يقرروا مصيرهم) …
وصلت الطائرة القاهرة، ورفضت المخابرات نزول (الزبير) الا بعد تفتيشها، ظنا من ان الشخص التالت هو (الترابي )، و كانوا بيسألوهو وين (الترابي) …؟ لحد ما غضب وقال ليهم: (الترابي دا اكون شايلوا في جيبي مثلا؟؟)،
واستغرب من شك المخابرات المصرية، الا انه بعديها قابل (مبارك) الشرح ليهو انهم افتكروا(الترابي) معاهو ، وهو شخص غير مرغوب بيهو في القاهرة، مطمئنين الزبير بان جهوده المبذولة لإصلاح الوضع ذات تقدير من حكومة مصر …
وكان أن أخدوه بعدها  ليرتاح، و يتناول وجبة الغداء في الساعة ٢:٠٤ بتوقيت القاهرة …
… وقبل خروجه من  مكتب حسين مبارك، جاءت رسالة من المخابرات المصرية اطّلع عليها(مبارك)، ووقف بغضب، وقال (للزبير):( في الوقت اللي انت جاي تصلح فيه، شوف بقى شيخكم بشتم فينا ازاي )…؟ وفوراً أنهى اللقاء والزيارة …. ورجع(الزبير) للمطار وهو تمثال مجسد للغضب، ويغلي بداخله كالمرجل…

٢- الرقص مع الثعلب

الساعة الـ ١:٤٥بتوقيت الخرطوم، وقف الترابي امام البرلمان، وبدأ يشتم في حكومة مبارك واتهامها بأسوأ الاتهامات، وهو يعلم تماما برحلة الزبير الى القاهرة، ويعلم بوجود مصطفى عثمان اسماعيل معاهو …. ومسلك الترابي ده، ببساطة انه نقل الحرب بينه وبين الزبير الى خانة المكشوف، وقصد من مهاجمته ان يصغر من وزن ومكانة الزبير امام المصرين.
و لأنه(اي الترابي)، عارف الطبع الحار والانفعالي للزبير، وردة فعله حتكون شنو …
انتظر الترابي عودة الزبير، وحشد بجانبه كل الذئاب في تبعيته وغير تبعيته على اساس ان يشهدوا عقوق وخروج الزبير من منظومتهم، حسب تخطيطه .
وفعلا الزبير حضر من المطار للقصر مباشرة، وعروقه بتغلي، وسمّع الترابي ألفاظ عمره ما سمعها… وحلف طلاق، انه حيكتل الترابي .
في وسط كل الجمع الشهد الحادثة دي، من ضمنهم محجوب فضل بدري مسؤل اعلام مكتب الرئيس … اللي وصف المشهد بإن الزبير بتهديد الترابي، وقّع على مذكرة اعدامه.
ففي نظر الترابي، الزبير مايوي ناصري،  ولم يشارك في الثورة، وكان معتقل من قبل الانقلاب، وبعد نجاح الثورة جاء من السجن كنائب أول مباشرة …
وكأنه ما من حقه  العمل بالمنصب دا، رغم انجازاته الكبيرة فيهو …
ولذلك وبصورة واضحة، كان الزبير يكره الترابي، ولا يكن ليهو اي احترام …
وانفضت تلك المواجهة وكل زول بضمر حاجة للتاني في سرو … وللآن، مازال شجن لحن الدوامة يدوي ….

٣- المؤامرة :

كما سنرى، كل الساهموا في مقتل الزبير، كانت عندهم فرصة سانحة انهم يكفّروا عن جريمة محاولة اغتيال مبارك … وعدم تكرارها مرة أخرى، بحدث مدوي يسحب بساط فشل اغتيال حسني مبارك والحديث الدائر حوله………..،
لكن ندماء إبليس، قتلوا من الضحايا اعداد لا يمكنهم تذكرها  او احصائها …
والمنصب البراق بتاع النائب الأول يعني الرئاسة الفعلية للبلاد، بالأخص وجود رئيس من ورق زي عمر البشير … ولذلك نافع وعلي عثمان محمد طه ومجموعتهم، اتفقوا على اغتيال الزبير وقتله، وان يتولي على عثمان الانابة، و بكري الدفاع، وجهاز الأمن والمخابرات لعبد الرحيم محمد حسين، بينما الترابي اتفق مع الطيب سيخة على الانابة ليهو(اي الترابي) والدفاع للطيب … وأقنعوا البشير، انه يجب ازاحة الزبير، لأنه بشكل خطر على وجود البشير نفسه، خاصة بعد ما اقترح مبارك على امريكا تولي الزبير مكان البشير، مما يعني ذلك، نهاية البشير و الإسلاميين على حد سواء.
جناح علي ونافع فشل في عدة محاولات للحد والتقليل من نفوذ الزبير  مع عمر البشير في السلطة… لحد ما جات الفرصة لحد عندهم جميعا، وهي سفر الزبير في زيارة الى الجنوب مع بعض القادة العسكريين والسياسيين، ومن ضمنهم صديقه أروك طون أروك ، وعلى فكرة ، القوات الهاجمت سجن الحركة وحررت طون اروك، كانت بإشراف من الزبير وهو الاعاد اروك للخدمة بالجيش من جديد بعد عودته ١٩٩٧م .
ولأنه كان في تقارب واضح بين اروك طون والزبيير، كان لابد من صنع فتنة متقنة تماما، لبدء صراع وشقاق بين الاتنين، يؤدي لمصرع واحد فيهم.. وفي الحالتين الأمر دا كان يعني مقتلهم في النهاية …
وبقى الترابي يتحين الفرص للقاء اروك طون، العسكري المسيحي الجنوبي ، الخرطومي الهوى …
وكانت حاجة شاذة خاصة من شخص جيّش السودان كلو ، وقاد الشعب في حرب دينية بهوس لا اخلاقي غريب …
أحس علي عثمان المتابع بدقة بوجود هدف من التقارب بين الترابي وطون اروك ، خاصة علي عثمان، يعتبر أكثر من يعرف طريقة تفكير الترابي،
و لأن اروك طون دون مبالغة، ما كان بثق الا في الزبير…
ففي اعتقاده ان الرجل الأنقذه من سجون قرنق، رجل له عليه دين، وسداد ثمنه على الأقل بالثقة …
وفي يوم من الأيام، بصورة عابرة قبل لقاء صحفي، سُئِل اروك، لماذا انضم لحكومة قتلت أخوه وألقت به من طائرة ….؟؟ فكانت اجابة طون اروك اكثر دبلوماسية وسياسية ….. نحن ايضا قتلنا  من الشمالبن ومن ضمنهم اخو الرئيس …. ونحن هسه قاعدين مع بعض للسلام .
السؤال دا أطلق سلسلة من الأحداث المأساوية، قادت في النهاية لمقتل اروك طون والزبير الى حد سواء …. فقبل زيارة المناطق الجنوبية… جلس الترابي إلى اروك طون، واخبره بأن اخوه (مشور طون أروك) قائد حامية حلايب السابق، والضابط بالقوات المسلحة وخريج الكلية الحربية، مات بأمر من الزبير محمد صالح … وأن كل ما يفعله الزبير من أجله الأن، هو تكفير عن الذنب دا … فالزبير رجل لا يمكن الثقة به ..  و انه يستخدمكم لتشتيت صفوفكم، وهو شخص شمالي عنصري، لا يهمه امركم في شيء .
والأن الزبير في تواصل مع قرنق، ومتوقع يغدر بيكم بمجرد وصولكم لملكال،  فعليكم بأخذ الحيطة و الحذر ، وأن الزبير يدعم قرنق، بوجود حليف يكون بجوار الزبير ، والزبير قادر على التخلص منه في اي لحظة بعد تنفيذ المطلوب منه بالتخلص منكم كمجموعة مناوئة قرنق ومجموعته…
بعد هذا الحديث من الترابي لطون اروك  يمكنكم تخيل احساس أروك وهو يسمع بهذه المعلومة، التي تخبره بأن قاتل أخيه هو من يصاحبه و يثق به، ويشاركه الأكل والاجتماعات كل يوم ….وهنا المنقول اعلاه بحسب المصدر، إعادة لقراءة قصة مجالس خاصة، يرويها وزير دكتور  سابق شريك الطيب سيخة في جرائمه ابان بداية التسعينات، فالأمر اكبر من الاستيعاب… وصعب التصديق… عن تلاعب الترابي بالجميع، واستغلاله لنقاط ضعفهم ضد بعضهم .
وخرج الترابي تاركا أروك طون اروك كشجرة سنط في وسط غابة من اللبلاب … تتسلقه الهواجس و الهموم … وتتعلق بقلبه رغبة الانتقام …ولا يكاد يقدر على التنفس من هول ما سمع….وبأقدام ثقيلة مشى، وفكرة غريبة تختمر في رأسه … فكرة لرجل اتخذ قراره .. بأخذ الثأر مهما كان الثمن… وان يتغدى بخصمه قبل ما يتعشى بيهو …

٤ – الرحلة الأخيرة ….

بدأ من الواضح على أروك طون اروك تعكر المزاج و الغضب، طوال الرحلة في طائرة الانتوف العسكرية لملكال والناصر …
و بالذات عندما حانت لحظة مغادرة الرحلة لمطار ملكال بإتجاه الناصر … وبان عليهو التوتر من سلسلة اسئلة ونقاشات بدأها مع الزبير محمد صالح، وتفاجأ بها الزبير، لطرحها من طون لأول مرة وبداخل الطائرة وفي حضور الجالسين معهم، لدرجة احتدم النقاش بينهم باتهامات من طون اروك طون للزبير، بمحاولة الزبير تشتيت صف ابناء الجنوب. التقارب يجري مع جون قرنق يقوم به الزبير من خلف طون اروك…
بدأ الاستغراب واضح على وجه الزبير، للتغير المفاجئ في شخصية أروك المرحة والدبلوماسية….
ولما ركب الجميع على متن الطائرة من طراز Antinov An-32B , العسكرية جلسوا في صفين متقابلين، لأنها كانت تحتوي على كنب جلوس على جانبينها  ومافيها مقاعد … واقتربت الطائرة من مطار الناصر بحوالى ٣ كيلومترات، وفجأة اخترقت أرضية الطائرة رصاصات مضادات أرضية، أصابت بعض الجالسين يسار الزبير، و ما كان من أروك، الا  ان سحب مسدسه، وبقى يصرخ في وجه الزبير، عاوز تكتلني زي ما كتلت أخوي ..  اتدخل المقدم أمن عبد الله بابكر لحماية الزبير، واصيب بطلقة مباشرة في الصدر، واطلق بعدها الطيب سيخة النار على اروك طون وعلى الزبير في مؤخرة رأسه… بينما الكل من ركاب الطائرة، كان منتبه لنفسه مع الانحراف العنيف للطائرة.. التي
انحرفت عن مسارها من الشمال الغربي نحو الشمال الجغرافي، وأخدت نصف دورة من الشمال لتهوي في إتجاه الجنوب الغربي بمحازاة ضفة نهر السوباط…. لتكون المحصلة النهائية للحادثة… هي مقتل الزبير محمد صالح وأروك طون أروك… ووفاة كل من عبدالسلام سليمان المدير التنفيذي لمنظمة الدعوة الاسلامية، واللواء شرطة ضرار عبدالله عباس، والعميد طه الماحي القائد الثاني لمنطقة أعالي النيل، والدكتور تومس تونفيلو والي ولاية أعالي النيل، وموسى سيد أحمد المدير العام للمجلس الأعلى للسلام، وجمال فقيري المدير التنفيذي لمكتب النائب الأول للرئيس، والمقدم أمن عبدالله بابكر، والمهندس محمد أحمد طه مدير صندوق دعم السلام، وعثمان برعي سكرتير النائب الأول، وهاشم الحاج المحرر في ادارة الاخبار في التلفزيون الحكومي، والهادي سيد أحمد المصور في التلفزيون، والفاتح نورين نائب مدير ادارة المراسم في القصر الرئاسي.
اما الذين تمكنوا من الخروج من الطائرة وسبحوا حتى الشاطئ، فكانوا هم للعجب(الطيب سيخة) أي العميد الطيب ابراهيم محمد خير وزير الاعلام، وموسى المك كور وزير الثروة الحيوانية، والدكتور لام اكول آخر  من المنشقين عن الجيش الشعبي لتحرير السودان وآخر الموقعين على اتفاقية السلام مع الحكومة، وبيتر شارلمان نائب والي أعالي النيل، وقائدا الطائرة وأربعة ملاحين، والسيد بهاء الدين من حراس النائب الأول، وفيريال يوال، والشيخ بيش والي ولاية جونقلي سابقاً، واللواء مامون عبدالرحيم، والعميد طيار كمال الدين المبارك، والعقيد صديق عامر، والعقيد الطيار الفاتح صغيرون، والجندي حماد يعقوب، والملازم ياسر الأمين، والأمين حمزة، وأويك أوتو، وجمال محمد خيري، وداك يار، ولوكا قرنق، وعبدالله شول، ودينق جاك شول، وقارويج قوج، وكوين كانق، والرقيب داؤود بشرى، وعباس عبدالله النور، وجلال علي سليمان، ومحمد العبيد حامد.
والعجيب هو نجاة الطيار وطاقمه دون خدش واحد، وقائد الطائرة الأن مسؤول بمنصب كبير في احد سفارات السودان الغربية … ونجاة الطيب سيخة الكان جالس شمال الزبير برضو دون خدش واحد …واترقى لمستشار البشير الأمني بالقصر .. ومافي و لا واحد من الناجيين حاول ان يخرج جثة الزبير أو جثة اروك طون اروك،
فموسى المك كور أصبح الأن قائد حزب المؤتمر الشعبي بجنوب السودان، ومدير منظمة الدعوة الإسلامية هناك … بتعيين مباشر من الترابي .
من بعد هذا، أدعوك، يلا خلي بالك معاي للنقطة دي بالذات … :
بعد سقوط الطائرة مباشرة ، واعلان انزلاقها بفعل عوامل الطقس … أعلن السيد (جاستن ياك) المتحدث بإسم الحركة الشعبية من نيروبي، بأن الطائرة تم اسقاطها بنيران من جنودهم على الأرض …. وأدلى بأوصاف الطائرة وخط سيرها كاملا … ونفى ان يكون الطقس سيئ في اليوم داك في الصباح الباكر، وانه من المصادر الرسمية، تقرير الطقس في يوم حادثة الطائرة، كان صحو، وخالي من الرياج، وغائم من مصدر اخر … وكما أقوال الشهود أكدوا انه الطائرة غاصت مقدمتها فقط في النهر… وما غرقت غرق كلي ….
المهم الحكومة او العصابة بالمعنى الأصح، قامت بإنتشال الجثث باكراً في صبيحة اليوم الثاني، واحضارها على وجه السرعة للخرطوم…..
و أقنع الترابي الجميع ان أروك طون أروك قبل ما يسافر في الطائرة، قعد معاهو، وأسلم على يده، وانه مات شهيد، والشهيد يدفن بملابسه دون غسل … وكذلك الزبير، رغما عن الدماء الكانت ظاهرة في ملابسهم .. وأثار الرصاص في زي العميد طون أروك …
وتم مواراة جثامينهم الثرى بسرعة من دون تشريح للجثامين بتقارير طبية، والترابي يولول بهستيريا، جعلت الجميع يتعاطف مع تأثره المزيف بمقتل الزبير …لتغطية اثار الجريمة.
ومضت الأيام، ولولا الصدفة فيما نقله النقيب وليد ع.م…
بتسجيل صوتي للوزير الطبيب السابق والمقرب من الطيب سيخة(ع.ب) وشريك جرائمه وهو يروي هذه التفاصيل، في جلسة مفاخرة في إحدى ليالي السمر الخاصة… ولولا الشهادة الأدلى بيها قارويج قوج، ولوكا قرنق لراديو كامبالا … وبعدها يختفوا عن الوجود الى يومنا هذا، إذ في العام ٢٠٠٨م لقي جاستن ياك مصرعه هو الأخر في حادثة تحطم طائرة قادمة من رومبيك، بعد ان تم تغيير طائرته في آخر لحظة، واستبدالها بطائرة أخرى.. تبين لاحقا انها مستأجرة من مايلز فان دير مولن، الجنوب أفريقي سيء السمعة، والذي أودت طائراتها بحياة العديد من السياسين و المهندسين في الكونغو وزائير و كينيا وجنوب افريقيا وتنزانيا، لدرجة ان الحكومة الجنوب افريقية، أوقفت شركته CemAir عن العمل، وسحبت تراخيص عملها … فهذه الشركة هي الجهة المتعاونة مع حكومة السودان في صيانة الكثير من طائراتها التي سقط واخذت معها من أخذت لدنيا حياة الآخرة ..في رحلة ذات اتجاه واحد.
وفي الملف القادم نتناول حكاية اغتيال جون قرنق بالكامل، فالوثائق عن مقتل الزبير محمد صالح وتصفيته، تبدأ من ذلك المقال،  ونخوض بعدها في كل جرائم القتل الجوية، وبالاسماء لكل المتورطين، ان شاء الله.
ومازالت ذاكرتي تتساءل هل شاهدت ذئبا في البراري يأكل أخاه؟؟
متروكة لكم الإجابة …
و الإستفسارات ….
——————————–
المصادر :
السودان تريبيون عدد الجمعة ٢ مايو ٢٠٠٨م
– تقرير Steve Paterno , بصحيفة سودان تربيون ٢٥ مايو ٢٠٠٨م بعنوان
Beech 1900C: The flight that killed GoSS officials (1).
– محجوب فضل بدري صحيفة الصحافة ١٢ فبراير ٢٠١٢م
بعنوان في الليلة الظلماء …
– تقرير كمال حامد و نزار ضو النعيم و أشرف الفقي ، بصحيفة الحياة اللندنية بتاريخ ١٣ فبراير ١٩٩٨م
– تقرير بي بي سي بعنوان Air crash kills Sudanese minister
بتاريخ ٢ مايو ٢٠٠٨م.
– لقاء منى البشير مع العميد بحري (م) صلاح الدين محمد احمد كرار ، ٣يوليو ٢٠١٣م.
– كتاب شجن الجنوب لراشد عبد الرحيم ..
-مقالة الاستاذ عبد الله علي ابراهيم بالجزيرة نت بتاريخ ٢٤ يوليو ٢٠١١م.
– افتتاحية صحيفة البيان الاماراتية بعنوان ( اتفاقيات سلام سودانية في مهب الريح) .. بتاريخ ١٦ مايو ٢٠٠١م .
– سلسلة (خيارات عرمان )، الحلقة (٢) بعنوان: ليس دفاعا عن عرمان .
– النقيب وليد (ع.م) الحرس الشخصي لوزير الاتصالات السابق الدكتور ع.ب ٢٠١١م .
– تقرير كمال حامد بالحياة اللندنية يوم ٢٣ فبراير ١٩٩٨م بعنوان(تفاصيل حادث وفاة النائب الأول للبشير . هل كان الزبير الرئيس الفعلي للسودان ؟).
– رابط لمجلد به تقارير حالة الطقس يوم الحادث ، و تقرير مسار الطائرة المفترض، والمسار الحقيقي،  وموقع سقوط الطائرة بدقة، والتي مازالت في مكانها رغم مرور السنين عليها .
تقارير معلومات عن الطائرة الانتنوڤ والبيتش كرافت .
https://www.mediafire.com/folder/febjlzjy7w1q2/Den of Snakes
– تحرير، مجاهد بشرى، متبادل في وسائط متخصصة.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.