الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة محمد قيسان / قيسانيات – عنف الجماعة
IMG-20161103-WA0072.jpg

قيسانيات – عنف الجماعة

 

IMG-20161103-WA0072.jpg

قيسانيات

عنف الجماعة
(آه على بـلدة الخـيرات منـشـئنا
أعني بذلك دار الفنـج سنارا
آه عليـها وآه من مصـيـبـتـها
لم نسلها أينما حـللـنا أقطارا
فأوحشت بعد ذاك الأنس وارتحلت
عنها الأماثل بدواناً وحضارا )
الشيخ فرح ودتكوك

دار الفنج اليوم تنهش فيها الذئاب يامولانا الشيخ فرح، وصارت مترع للعنف بكل أنواعه.
إنتشار  ظاهره العنف التي اجتاحت  البلاد  ماهي إلا نتيجه طبيعه لمنهج الدولة العنيف.
فمنهج العنف هو أحد سمات  جماعه الإسلام السياسي في السودان، وذلك لتغطية وتعويض مساحه الفراغ الفكري  لجماعات الإسلام السياسي والذي عبر عن  خلل رئيسي في اطروحاتها الفكريه و الذي استعاضت عنه بإلباس  العنف ثوبا دينيا إسلاميا، والذي يتضح جليا في كل المدونات والكتب التي تمثل العمود الفكري لهذه الجماعات،والذي تجلي في أسوأ  منتجات العصر الحديث وهو ماعرف  بصناعه الموت،وأظن العنوان يكفي ليكون دالاً علي المضمون العنيف والتحريضي لممارسة  العنف.
والأخطر  في  صناعه الموت استنادها علي تفسيرات دينية  حتي تأخذ القدسية علي  اعتبار إنها جزء صميمي من الدين، وبالنتيجه ان الله سيبارك هذا الأمر .
قال أحد عرابي الجماعه ومؤسسها  حسن البنا ً :
( أيها الأخوان إن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا، والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا الا حب الدنيا وكراهية الموت فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة)  في العام 1934.
هكذا ببساطه جاءت هذه الرساله العنيفة للأمه وليست الجماعه بل كانت مهمة الجماعة  هي تعليم الامه كيف تصنع الموت  وان تعرف كيف تموت.
وقد وجدت  دعوه حسن البنا  القبول لدي جماعته وأخذوا يحثون المجتمع علي العنف والتلذذ به، وهو بالضرورة   مناف حتي  لأصل الإسلام.،
فالدين الإسلامي هو دين معاملات وجاء في القرأن ( لا إكراه في الدين ) .
لن نأخذ السياق التاريخي الذي وجه فيه مؤسس جماعه الإخوان المسلمين دعواه، ولكن سأخذ مدي تأثير  تلك الدعوي في واقعنا اليومي في السودان، ونتلمس  ببساطة هل أحسنت الجماعه علي حث الامه إلي صناعه الموت ؟.
والاجابة عزيزي القارئ نراها تمشي علي رجلين  في شوارع ودروب هذا الوطن الجميل،  نري كيف ان  المؤسسات المنوط بها حمايه الشعب جميعها تعمل علي منهج العنف كفعل رئيسي لها، نجد هذه الثقافه تسربت إلى مؤسساتنا التعليمية حيث تبدأ من طابور الصباح وانتهاء بأهم مرحله عمريه وهي الثانوي والتي يكون التدجين فيها قد بلغ   ذروته وذلك عبر قانون التجييش للطلاب ليتم تحويله من طالب جميل إلي شخص موغل في التوحش وافتقاره للكثير من الإنسانية، وتم هذا بالفعل وصرنا كما أراد لنا حسن البنا واتقنا صناعة  الموت .
  البعض حاول  الخروج عن هذا النسق العنيف بادعاء الإصلاح إلا أنه سرعان ما يسقط في اول اختبار ليعود  إلي نفس المهنجيه العنيفة لأن تأثير هذا المنهج ضارب في جزور الفكره ليصبح ثقافة وطريقة تفكير وحياة.
وللأسف  لم تقدم تجربه جادة وعميقة  لنقد الفكر الجهادي العنيف،  إلا  بعض المحاولات الخجولة والتي اكتفت بنقد بعض الممارسات وعدم الغوص عميقا في تفكيك البنية الثقافية والفكريه للعنف الجهادي .
ولذلك نجد ان التيار الجهادي العنيف هو الطاغي والمسيطر  ولذلك سرعان ما تتبدل المواقف ويعود الإصلاحي إلي موقعه الطبيعي، لأن دعاوي الإصلاح مبتورة من الأساس فالخلل ليس في الممارسة فقط  ولكن في عدم الإيمان أن البشرية جبلت علي التطور والنزوع للمعرفة، وهي  جزء من خصائصها وطبيعتها التي حباها بها الله  وعبرها تتقرب بها الي الله .
ان جماعه الإسلام السياسي تحكم البلاد طولا وعرضا وبدأت بنفس فلسفه البنا واشاعت العنف عبر استغلالها  للدين، وتعلمنا وعرفنا كيف يمكن أن تقتل ونحن أطفال، إلي أن وصل المجتمع إلي مستوي عالي من التوحش والعنف بينما العالم كله يتجه حثيثا نحو الانسنه، وصورت هذه الجماعه للناس،  أن هذا النهج هو الصوره الحقيقه  للإسلام وارخت لمذهبيه العنف علي هذا النحو، وحتي دعاوي الاصلاح مافتأت تسقط مرارا وتكراراً بسبب الضعف الفكري والمنهج لتسقط في بحر  الشهوة والأنانية.
أننا اليوم نعيش أكثر حقب  العصر ظلاميه في السودان،   وصارت حوادث القتل وازهاق أرواح الناس أسهل مما يمكن تصوره، فهناك من قتل في قلب مدينه الدمازين في أكتوبر 2016 بسبب 30 جنيه واخر قتل هو وسائقه في نفس الشهر بسبب المال وأيضا آخر يقتل في متجره في قلب الحي الذي يسكنه كبار موظفي الدولة وتوجد به كل مؤسسات النظام من أجل مبلغ زهيد، وفي دارفور سمعنا يوما أخبار عن  من يقتل بسبب جهاز تلفون.
أن هذا العنف الذي تري فيه الجماعه أنه منهج للتقرب إلي الله،  خلق بدوره عنف داخل المجتمع  بكل أطيافه وكل هذا من إنتاج هذه الجماعه والتي صار كل منسوبيها يرون أن العنف هو جزء من عباداتهم حيث ابتدرت أول عهدها بهذا النهج ولعل ماقدمه الأستاذ فتحي الضو في كتابه الأخير يوضح ماهيه الجماعه .

بالرجوع إلى بيتنا الصغير النيل الأزرق نجد أخبار الموت والعنف تسابق بعضها البعض  بشكل مريع، حتي اصبح الناس لا يأمنون الخروج بمبلغ 50 جنيه داخل جيوبهم، فالعنف صار يتصدر كل مشاهد حياتنا اليوميه، لتأتي حادثة الكوكري قبل ايام والتي راح فيها ضحيه عنف الشرطه المسلحة، شباب يافعين وفجعنا قبل أيام بوفاة المواطن الفاتح ومرافقه علي أيدي مجهولين،  كما شهدنا أيضا مقتل مواطن آخر في منطقه حي الثوره وهذه الظواهر تزداد كل يوم وفي ذاكرتي حادثه بدايه شهر أكتوبر حيث هدد جندي نظامي  مدنيين في منتصف سوق الدمازين.
نكتب هنا في هذه المساحه لأن  كل هذا هو نتيجه موضوعية لحكم الجماعه التي ينهب منسوبيها مزارع وبساتين المواطنيين بواسطه الشرطه، إذن  النتيجه  المتوقعه للمارسات السلطه العنيفه ستكون مجتمعا عنيفا ولاشئ غير ذلك  حيث ان كل هذه الظواهر جديده علي مجتمعات مثل النيل الأزرق والذي تشكل عبر عشرات السنين  بصوره طبيعيه  لحركه المجتمعات. وهناك الكثير ومهما وصفت سأكون غير منصف، وشهادتي فيه ليست مجروحه.
ولذلك لايسعني إلا أن أذكر  تاريخنا العظيم والشيخ فرح ود تكتوك ينشد بلادي

آه على بـلدة الخـيرات منـشـئنا
أعني بذلك دار الفنـج سنارا
آه عليـها وآه من مصـيـبـتـها
لم نسلها أينما حـللـنا أقطارا
فأوحشت بعد ذاك الأنس وارتحلت عنها الأماثل بدواناً وحضارا.

*** خارج النص
* من قتل الفاتح ومرافقه ؟ هل تم القبض علي الجناه ؟

* ما مصير مواطني حي قوقش الذين تم اعتقالهم ؟

* ما هو أخبار حوار البرامكه؟

✍????محمد قيسان
3/11/2016

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*حسن البنا ليس أمام وليس بشهيد والا لكان ابليس بمنطق الإخوان المسلمين ولياً وتقياً*

Share this on WhatsApp*قيسانيات* *تحتفل جماعة الإخوان المسلمين هذه الأيام بذكري موت مؤسسها حسن البنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.