الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / رئيس حركة العدل والمساواة لـ (الرؤية): الإعلان الدستوري لن يحقق السلام في السودان

رئيس حركة العدل والمساواة لـ (الرؤية): الإعلان الدستوري لن يحقق السلام في السودان

السبت , 17 أغسطس 2019
(15:23م)

الرؤية ـ جوبا

وجه رئيس حركة العدل والمساواة المتمردة، إحدى فصائل الجبهة الثورية السودانية، الدكتور جبريل إبراهيم، انتقادات حادة لوثيقة الإعلان الدستوري التي وقعها يوم السبت المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، مبيناً أنها تجاوزت مناقشة قضية الحرب وتحقيق السلام ولهذا لم تشارك الجبهة الثورية في حفل التوقيع أمس.

وقال إبراهيم في مقابلة مع (الرؤية) بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان: “نعتقد أنه آن الأوان لأن تُعطَى الأولوية لمسألة السلام، والوثيقة الموقعة لم تعط السلام حقه وبالتالي نحن لا نستطيع أن نكون جزءاً منها وعبرنا عن موقفنا هذا بقوة”.

وتمنى رئيس حركة العدل والمساواة على قوى الحرية والتغيير لو أنها تمهلت ولم تستعجل توقيع الوثيقة الدستورية، حفاظاً على مكتسبات الثورة ولاستصحاب بقية الأطراف معها لضمان المستقبل الأفضل للبلاد.

وأردف قائلا: “الذين ظهروا الآن ويقودون قوى الحرية والتغيير يعلمون القليل عن مشاكل السودان الحقيقية في ريف وهامش السودان”.

وشدد إبراهيم على أن توقيع الوثيقة الدستورية دون مشاركة الجبهة الثورية وبقية الجماعات المسلحة لن يساهم في وحدة أهل السودان، ولن يوقف الحرب، كما أنه لن يساهم في استقرار السودان، مستبعداً في الوقت ذاته أن تقدر الحكومة التي ستنتج عن الوثيقة على تحقيق أي قدر من السلام أو تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

وفي إشارة إلى الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل، قال جبريل «ليس من عاقل يرفض أن تتحول البلاد نحو حكم مدني، وأن يُملأ الفراغ الدستوري الذي امتد منذ أبريل وأن تكون هناك حكومة مسؤولة من تقديم الخدمات الأساسية المهمة ولكن إذا لم نبدأ بطريقة صحيحة فإن البدايات الخاطئة ستوصلنا لنهايات خاطئة»

وأضاف إبراهيم: «نحن نعتقد أن الوثيقة الدستورية بها عيوب أساسية تحدث عنها كثيرون ولكن نحن في الجبهة الثورية لدينا ملاحظات مهمة مرتكزة على تعامل الوثيقة مع مسألة السلام، نعتقد أن مشكلة السودان الحقيقية هي مشكلة سلام، وكل محاولات التحول نحو الاستقرار والديمقراطية أفسدتها الحرب».

الجدير بالذكر أن السودان خاض منذ إعلان استقلاله من داخل البرلمان في 19ديسمبر 1955، وقبل إعلان استقلاله رسمياً في الأول من يناير 1956، أطول حرب أهلية شهدها العالم في القرن العشرين، حيث استمرت لقرابة الخمسين سنة تخللها توقف بسيط في الفترة ما بين 1972- 1983.

ونبه جبريل إلى عدم حل مشكلة الحرب هو سبب فشل السودان في التحول إلى نظام ديمقراطي حقيقي.

وقال: «الواضح أن الناس تهتف بالمدنية ولكن لا تعلم العناصر الأساسية التي تعطي للمدنية حياة، ولذلك نحن في الجبهة الثورية السودانية نعتقد أنه آن الأوان لأن تعطى الأولوية لمسألة السلام».

وشكك إبراهيم في مقدرة قوى الحرية والتغيير على تكوين مؤسسات انتقالية لا تقصي أحداً وتستقطب أصحاب المصلحة والعاملين على تطور البلاد موضحاً أنه «إذا لم تتم إدارة الدولة بطريقة صحيحة خلال الفترة المقبلة نخشى ألا تستمر أي حكومة ونخشى ألا يكون هناك أي استقرار في السودان».

وحذر إبراهيم من الذين يظنون أنهم يحتكرون الثورة معتبرين أنهم هم الذين قاموا بها في ديسمبر 2018 وأن بقية الناس ضيوف على البلد وعلى الثورة.

وقال: «هذا فهم خاطئ».

وأضاف أن «الناس عارضت نظام البشير منذ 1989، والمعارضة المستمرة هي التي ركّعت النظام السابق، فجاءت ثورة ديسمبر وختمت المسألة».

وعن لقائه مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الأربعاء الماضي عقب محادثات في القاهرة بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية، أوضح إبراهيم أن الحكومة في جنوب السودان تسعى للعب دور مهم في تحقيق السلام من خلال جمع الأطراف المتحاربة.

وكشف أن الرئيس كير تحدث مع المجلس العسكري ووعدهم بأن يجمع الحركات المسلحة للتفكير في أمر السلام.. وقال: «لم ندخل في تفاصيل المبادرة بسبب غياب بقية الأطراف التي ستحضر إلى جوبا قريباً، لكني أعتقد أن حكومة جنوب السودان تريد أن تطرح أفكاراً عامة للنقاش حتى نخرج في النهاية ونبلور مبادرة مُحكَمَة».

وأكد إبراهيم أن جوبا قريبة من الحركات المسلحة والمعارضة كما أنها قريبة من المجلس العسكري، وأن لها مصلحة في تحقيق السلام في السودان، لأن اضطراب الوضع في السودان يؤثر على الأوضاع في جنوب السودان بلا شك.. وأضاف: «لذلك نحن نتناقش بطريقة صريحة حول ما يمكن أن يحدث، واعتقد أن الرئيس كير لديه من الخبرة ما يكفيه لتولي هذا الملف».

ونفى إبراهيم التلويح بالحرب في حال عدم الوصول إلى اتفاق، وقال: «نحن لا نلوح بالحرب لأننا نعلم مصائب الحرب، ولكن لو صار بالإمكان حل مشكلة السودان عن طريق العمل السياسي الحر فليس هناك من عاقل يختار الحرب، وأرجو ألا نضطر إلى العودة للحرب».

ونفى أن يكون موقفهم هذا لضعف في العتاد أو الجنود، موضحاً أنه «بالنسبة للقوة العسكرية فالحرب في جنوب السودان بدأت بثلاثة فقط من رتبة (شاويش)، لكنها استمرت إلى أن أدت لانفصال جنوب السودان، فالضعيف اليوم يقوى غداً».

وأضاف أن الجبهة الثورية وراءها الهامش السوداني كله «فنحن بدأنا الحرب بأدوات محدودة جداً، ولكن وضعنا كان مختلفاً لأن لدينا إمكانات كثيرة تجعلنا نحقق انتصارات ميدانية عديدة، لكن هذا ليس من خيارات الجبهة الثورية، فنحن مع العمل السياسي الحر».

وشهدت الحركات المسلحة التي تنادي بقضايا الهامش انقساماً واضحاً داخل أكبر فصيل وهو (الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال)، حيث استمر قسم بقيادة مالك عقار داخل الجبهة الثورية وهو الذي يسيطر على منطقة النيل الأزرق، بينما خرج القسم الثاني الذي يسيطر على جنوب كردفان وجبال النوبة بقيادة عبد العزيز الحلو من الجبهة تحت مسمى (الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال- جناح الحلو)، كما انقسمت أيضاً حركة تحرير السودان أكبر فصيل في دارفور ليخرج جناح عبد الواحد محمد نور من الجبهة.

وذكر إبراهيم أن الهامش ليس كله على قلب رجل واحد، لكنه خلف القضية ونسعى جميعاً باختلاف مذاهبنا لأن نحقق سودان المواطنة، نريد أن تكون الحقوق مستمدة من الانتماء إلى الأرض وليس العقيدة أو الشكل أو الحزب.

وقال: «هنالك خلافات في طريقة إدارة المشكلة هنا وهناك ولكن جزءاً من الحل أن نتحاور مع الحلو وعبد الواحد، وتقوم حكومة الجنوب بلعب دور لجمع قوى الهامش لمواجهة المظالم الواقعة عليه».

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.