قيسانيات الروضة والجلّاب

(عندما مضي أوان الورد وصارت الروضة خرابا فمن أين تبحث عن رائحه الورد ؟ من الجلّاب ؟ ) مولانا جلال الدين الرومي

وكالعادة ولايتنا العزيزه الغزيرة بدموغرافيا جعلت منها وجهة للجميع وتشكلت فيها كم الانصهارات نتيجه الحركه الطبيعيه للمجتمعات مع توهج الثقافات الاصليه وكان لوحه اية من الجمال هذه الروضة التي كتب عليها أن تكون خراب بفعل قوي طفيليه استحكمت وفق ظروف سيطرتها علي السودان عسكريا حيث لم تكن هذه الروضة بعيدا عن هذه القوة المستلطه وأخذت نصيب وافراً أكثر من مثيلاتها من الولايات الاخري ولكن لم تجد الحظ الدائم من الإعلام ليعكس صوره معاناة أهلها إلا مؤخراً وهذه يحذي لأسباب كثيره واهمامها عفت أبنائه الذين تشكلوا وفق قيم جميلة لم تعرف الانكسار
وبعض أن تفاقمت الكوارث وجبت أن تلحق برصيفاتها وتعرض مشكلاتها للجميع ليري العالم ما آلت إليه أحوال هذه الروضة .
في الجانب الآخر والولاية مازالت تقبع تحت سلطه وباء الكوليرا الذي تسعي المجموعه الطفيلية في سلطه الولاية علي اخفائه ومحاولات تغطيته وحجب الصوره إلا أن هذه المره خرج الأمر من سيطرتهم فقد تجاوز الأمر حدود القيم والانفة فقد إنتقل إلي عاليا اللّه أكثر من 100 إنسان نتيجه هذا الوباء وأخذ انفس عزيزه علينا وفي ظل هذه الاجواء التي استوطنت فيها الكوليرا يأتي إلينا إضراب الاطباء وواقع جديد آخر مظلم وبعد انتهاء الإضراب وتم رفعه نتفاجأ بأحد مؤسسات الطفيلية واسمي جزافا بالخدمة الوطنيه توقف اطباء عن العمل ورغم المقدمات التي سيقت إلي ذلك بأن أي اجراء يتخذ ضد هؤلاء الاطباء هو سيكون وبالاً علي الولاية وقد كان فالمؤسسه أعلاه لم تراعي الانتصار المعنوي لهؤلاء الاطباء الذي يقول “أن أي طفل دون سن الخامسه سيكون العلاج له مجاناً ” فأبت الخدمه الوطنيه إلا أن تقتص من الاطباء وما كان من اللجنه المركزية الولائيه إلا تتقدم بإستقالات إلي وزاره الصحة ويغادر بعضهم الولاية ويستهدف بعضهم من قبل الأجهزه الأمنية
فعلا ” فمن أين تبحث عن رائحه الورد ؟ عند الجلّاب ؟ ”
خصوصا بعد مضي أوان الورد
وفعلا بدأ وزاره الصحة بالتصرف  مع طبيب ويشغل في الأساس مدير طبي مشفي بالدمازين ومعه طبيبين آخرين بالوزارة ربما أيضا من ابناء المنطقه دفعهم ربما حسهم بمعاناة أهلهم أو ربما استجلابهم بدل الورد في شكل خيانه لهم فلكم أن تتخيلوا مشفي في حجم مشفي الدمازين التعليمي يدار بطبيبين اليست هذه طامه من الجلّاب بعد أن شتت كل ورود الأرض ويطلبون منّا أن نسكت صوناً للروضة
أليس هو فعل لقوه طفيليه ألهمها فجورها أن تفصل ما تشاء ورغم تدخل الجلّاب الوالي في جوديه لكم أن تتخيلوا والي يدخل جوديه بين مؤسسة تتبع له وما بين رعاياه
كنت اظن أن نتشيه في تراجيديا الموت بعض النسج الخيالي وأن الاستمتاع بالالام الضحايا هو أحد الصور الساديه ويستحيل أن يكون إنسان مع بني جلدته بهذه التراجيديا ولكن والي الروضة ومجموعته كانوا صوره عن قيادتهم دون اختلاف نوعي وكمي فهم فعلا تراجيديا للموت