الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة محمد قيسان / قيسانيات قوقش 1—-2 (دوقوا امبوا خوشلي ولا طشئ إلا انقوا تصابا تفري )
IMG-20161010-WA0165.jpg

قيسانيات قوقش 1—-2 (دوقوا امبوا خوشلي ولا طشئ إلا انقوا تصابا تفري )

 

IMG-20161010-WA0165.jpg

 

قيسانيات
قوقش 1—-2

(دوقوا امبوا خوشلي ولا طشئ
إلا انقوا تصابا تفري )

مثل من إحدى لغاتنا الجميلة في  النيل الأزرق أهديه إلي ابن المنطقة الحاكم البرمكي عسى أن تجد فيه صورتك رغم احترامنا للسعف أو الزعف.
السعف أو الزعف حسب نطقنا له في النيل الازرق اليابس  لايمكنك الربط به والاعتماد عليه (ترجمة المثل أعلاه) .
الزعف  في النيل الأزرق  يتم صناعته من جريد أشجار الدوم الصغيرة،  بعد قطعه يبل في الماء مدة من الزمن حتي تسهل عمليه تشريحه إلي أربطة ويتم فتلها حسب الإستخدام، السعف يدخل في كثير من تفاصيل حياتنا اليومية في النيل الأزرق فمنها على طريقة إحدى  لغاتنا  ( الشمبر ) ويسمى في دارجيتنا الفصحى المشلعيب وهو الذي يوضع فيه إناء  الطعام أو اللبن ويعلق في أحد أركان القطية، ويمتد استخدامه في كثير من اشياءنا مثل  القفة التي نحمل فيها المواد الغذائية وبشكل آمن وصديق للبيئة وأيضاً يدخل السعف  في بناء المنازل للربط بين أعواد القنا وأوتاد القطاطي وتصنع من السعف حبال المنجفا أو ما نسميه في عاميتنا العربية بالعنقريب التي تعتبر من أقوى الأربطة، ومنها ( ائونا)  أو العربوس الذي يعتمد عليه في حمل الماء إلى مسافات طويلة، و أشياء أخري كالقوقا  (المقشاشه) والبروش التي تستخدم لأداء الصلوات وجلسات السمر وكزينة منزلية وحتي في تحضيرات النسوة الكمالية ككوفيرات منزلية طبيعية،  وهبابات  وغيرها قد لا يسعفنا المقال لذكر كل هذا . كل الأشياء الجميلة انتقلت إلى مدينه الملح أو حي الملح كما في روايات عبدالرحمن منيف،  انتقلت إلى *قوقش* عن طريق القادمين من جحيم الحرب يعبرون عن أصالتهم وجمالهم وشغفهم رغم الحداثة والتكنلوجيا والتطور إلا أنهم ظلوا يحتفظون بهذه الأشياء الجميله دلالة علي أصالتهم وثقافتهم الجميلة، التي تكونت عبر مئات السنين . كانوا تماماً في شموخ مكوك الفونج أمثال ابورأس ومكوك فازغلي والكيلي.
تبقي قوقش ذلك المكان الجميل الذي يقع في الشمال الشرقي لمدينة الدمازين حيث تقع أمامه القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وأيضاً المجلس التشريعي وكثير من المباني، اصطحب كل هذا الإرث الجميل في النزوح الأول عام 1987 قدم ساكنوه من لهيب البندقية، والنزوح الثاني 1997 سكن المواطنون هذه الأرض الطرفية حملوا أصالتهم وثقافتهم وشغفهم معهم واستوطنوا في قوقش،  كدار بديل بنفس الجمال وقد كان  جارة هذه الدار  أهم مرفق وهو  السلخانة .
وبعد التمدد وتزايد المواطنين كنتيجة  للحرب المستمرة إلى لحظة كتابه هذا المقال والتي تدور رحاها في مناطقهم الأم، لقد أصبح هؤلاء المواطنون جزءاً من تاريخي وإرثي  لا ينفصل عني ولا يختلف، فهو منهل معرفتي ومهد صباي وشكل كل وجداني الذاتي . أستقر  هؤلاء المواطنون في قوقش والذي سمي لاحقاً بحي السلام كأمنية حلم العودة إلى الحياة  التي لا يعرفون بها مرض أو علة وأمراض عصرنا الحديث، لكن ظل قوقش هو الإسم السائد نتيجه لتسمية أفراد القوات المسلحة له، نسبةً لوجود السجن الحربي وأطلق عليه هذا الاسم قوقش . استمرت قوقش وهي تحشد المواطنين حتى صارت من أكثر الأحياء اكتظاظاً لأسباب عدة أهمها أن النازحين يجدون صورتهم في عيون بعضهم وتجتمع الأحلام والأماني وكالعادة ظلت ككل الأحياء تفتقد لأبسط الخدمات ولأن مواطني بلادي في تلك المناطق معروفون بالتعفف والبساطة، لم يطلبوا الكثير من السلطة الحالية ولا السابقة فقد كان مسعاهم الأمان لهم ولأطفالهم، والأرض كفيلة أن توفر لهم اللقمة ابتداءً من صناعة السعف وغيرها فقوقش فعلاً من مدن الملح وهكذا كانت الحياة، إلا أن التردي والإهمال كان قاصمة الظهر لهؤلاء البسطاء ولن نحمل الأمر إلى القدر كما يفعل منتسبو النظام ولكن المرفق الموجود بالمنطقة كان مصدر التلوث البيئي مما يصدره من روائح ومخلفات ذبيح ظلت متراكمة عشرات السنين، وقد تحرك ناشطو المنطقه في مبادرة *هموم المواطن* بعمل عظيم وتطلب الأمر منهم حشد الدعم المعنوي والمادي فهذا المكان به قذارة عشرات السنين التي شكلت جبالاً من مخلفات الذبيح التي لا يمكن تصورها وتطلب العمل جرافات كبيرة وعشرات الناشطين والمتطوعين من أبناء النيل الأزرق، وقد كان العمل شاقاً قاموا فيه بتهيئة المسلخ وأعمال إزالة جبال الأوساخ وردم وتجفيف مخلفات الدم والذبيح وأحدثوا فرقا نوعياً في مستوي البيئة،  وفي سبيل سعيهم لحل جذري للمشكله طرقوا كل الأبواب حتى مكتب الحاكم البرمكي وكان الوعد بأن يتم إنشاء مسلخ حديث ولكنه كان وعداً برمكيا لا أخلاق فيه، وبالفعل جاء الموعد المحدد للتنفيذ وكأن شيئاً لم يكن،
إنهم البرامكة  الجدد فآخر اهتماماتهم هو الإنسان وصحته ومحيطه، همهم الأول كيف يتسمرون ويستمرون في الكرسي ولو مات كل الناس فقط إرضاء السلطان الأموي هو الأهم ومقدار ما يكنز من المال،  تطورت عملية التردي فقد اختلطت مياه الشرب بدم الذبيح الصادر من هذا المسلخ فطالب أهالي قوقش بحقهم البسيط في إيقاف الذبح ولو لأيام وترحيل المسلخ في أقرب وقت فلا يمكن أن يشرب المواطنون ماء  مختلطاً بالدماء، وتوقف العمل بالمسلخ يومين فقط ورجع مرة أخرى للعمل بأمر السلطة.
السؤال هل هذا المسلخ مطابق للمواصفات والمقاييس البسيطة ناهيك من العالمية؟؟
بالتأكيد لا، إذا رأيت عزيزي القارئ كيف تذبح الأنعام لما آكل الناس في النيل الأزرق لحماً قط، وأصدقكم القول في هذا لو رأيتم الذباب الذي يستوطن في تلك المستنقعات من الدم لن تأكلوا لحماً يا مواطني النيل الأزرق ولو رأيتم كم الكلاب التي تجول وتتبول في ذلك المكان لن تأكلوا لحماً قط.
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات والمطالبات بعد أن قطع الناس الشك باليقين أن البرامكة لا وعد ولا أخلاق لهم، وقد كان أن قوبلت الاحتجاجات  بالشرطة  ولكنها لم تفلح أمام عزيمة هؤلاء الناس، وكان أن تدخلت القوات المسلحة بحكم قانون الطوارئ الذي يحكم الولاية، وكانت الكلمة لصوت مضادات الطائرات والدوشكا وكان العنف المفرط ضد مواطني حي قوقش وهذا العنف المفرط  لن يولد إلا عنفاً قادماً ،وسيتراكم الغبن داخل هذا المواطن البسيط.
فلذلك يا أيها الحاكم البرمكي
(دوقوا امبوا خوشلي ولا طشئ
إلا انقوا تصابا تفري)

فلا يمكن أن يحمل لكم نساء حي مدن الملح ورداً وهن يعتقلن بأمر البرامكة يقول المثل
( ميا قوقو نمشيئ )
هل تظن أيها الحاكم أن تمارس كل هذا الظلم والعنف  في شخص نسوة قوقش بإسم تصديك للتمرد؟ أبداً ما هكذا تورد الإبل ياحاكم الغفلة،
ولا يمكن للمعتقلين ال 14 الذين أكملوا أكثر من 15 يوماً أن يهدوكم ورداً في مقبل الأيام وانتم تصادرون منهم حق المطالبة بالحقوق والحياة الكريمة، وهؤلاء المعتقلون  الشرفاء والبسطاء  الذين أبسط اتهام لهم هو دعم التمرد،
هل كل من يصرخ يدعم المتمردين؟
سنصرخ جميعاً جميعاً ونطالب بحقوقنا
وكما يقول المثل
( بوونقو بييئ ولا فيئ )يا أيها البرمكي ،كما لا أظنك تحتاج إلى مترجم، فنحن الآن سنصرخ ولا تستطيعوا قتلنا لذلك أي تهم وأحكام عسكرية ستنال مواطني قوقش ستجد منا كامل المناهضة، سنستمر في كشف الأوضاع المزرية التي يعيشها أهلنا في النيل الأزرق،  سنلفت انتباه لجان حقوق الإنسان وكل الحقوقيين والداعمين لقضايا الإنسانية.

خارج النص :
إلى متى سيظل العنف من الجهات التي يفترض أن تكون حامية للشعب في كل الأعراف والمواثيق الدولية ؟
من قتل الفاتح ومرافقه ؟
من أغار علي بانت ؟
لماذا اعتقل محمود ورفاقه ؟

لقد أفصحت إرهاصات الحوار والتحرر فتم تحرير كل شئ للإنسان  إلا الإنسان.
أيها الأمويون والبرامكة هل تعقلون أم ستنكفؤون علي ذاتكم .

محمد قيسان
4/11/2016

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

*حسن البنا ليس أمام وليس بشهيد والا لكان ابليس بمنطق الإخوان المسلمين ولياً وتقياً*

Share this on WhatsApp*قيسانيات* *تحتفل جماعة الإخوان المسلمين هذه الأيام بذكري موت مؤسسها حسن البنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.