الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / شكرا.. عبد العزيز الحلو..!!

شكرا.. عبد العزيز الحلو..!!

عثمان ميرغني 

القائد عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، رفض الاجتماع مع وفد المجلس العسكري الانتقالي الذي زار “جوبا” أمس الأول السبت 27 يوليو 2019.. قال إنه يفضل التفاوض مع حكومة مدنية بعد نقل السلطة.
موقف الحلو أدهشني للغاية، إذ يبدو على النقيض تماما من مفاوضات أديس أبابا الأسبوع الماضي مع بعض الفصائل المسلحة في الجبهة الثورية.. هناك المطالب كانت تأجيل تشكيل المؤسسات الدستورية لحين توقيع اتفاق السلام.. رغم أن هذه الفصائل هي جزء لا يتجزأ من قوى إعلان الحرية والتغيير، بل إن بعض قياداتها شارك في المفاوضات مع المجلس العسكري قبل عدة أسابيع هنا في الخرطوم.
بصراحة؛ عبد العزيز الحلو – بموقفه هذا- يزيد من الثقة بأنه إضافة ثرَّة للمشهد السياسي السوداني، عندما ترسو سفينة السلام على بر الاتفاق ويُطوى ليل الحرب الطويل. الذي أفقد البلاد أنفسًا بريئة وجرح وشرَّد أضعافهم ودمر القرى الآمنة ومعها الأواصر الاجتماعية بين مكونات المجتمع السوداني الكبير.
من الحكمة أن يدرك الجميع، أحزابا وفصائل مسلحة أن التاريخ يكتب ما يدور على الساحة السودانية الراهنة.. المساومات التي تمتطي ظهر الواقع المأزوم وتحاول أن تملأ الشباك من أسماكه ستكلف الوطن كثيرا.. لأن المستقبل الذي من أجله هب الشباب في ثورتهم المجيدة ودفعوا من أجله الدماء رخيصة، سيتبدد في صحراء التيه السياسي والتنافس على المكاسب الضيقة.
كنا نحلم بأن تتسلم الإدارة المدنية الحكم كاملا منذ الأسبوع الأول بعد سقوط النظام المخلوع.. لتنتقل بسرعة من مربع الثورة إلى “بناء الدولة” فالحلم السوداني ليس مجرد الحصول على مقاعد الحكم، تلك مجرد (وسيلة!) لإنجاز الحلم، والمطلوب هو تغيير الواقع السوداني المتخلف الذي يطبع الإهانة على جبين كل سوداني عندما نقارَن بالأمم الأخرى..
موقف عبد العزيز الحلو يدفع بقوة من الموقف التفاوضي لقوى الحرية والتغيير في مفاوضاتهم المستمرة مع المجلس العسكري لتأسيس السلطة المدنية.. وهو ما يجب أن تفعله الفصائل الأخرى التي أهدرت عدة أسابيع من التفاوض في أديس أبابا، وكان أولى أن تُفسِح المجال لقوى الحرية والتغيير حتى تكمل إنجاز الاتفاق الدستوري مع المجلس العسكري وانطلاق مرحلة بناء المؤسسات الدستورية للحكم الانتقالي..
في تقديري، من الحكمة تعزيز موقف الحلو وتشجيعه بإجراءات تطبيع العلاقة على المسار الاجتماعي مع المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية، مثلا.. إرسال معونات إنسانية وتدشين برنامج إعادة إعمار بعض المرافق المهمة للمواطن، مثل المدارس والمستشفيات.. وبالطبع ستجد مثل هذه الخطوة دفعا قويا من رجال الأعمال والمنظمات الوطنية والأجنبية.. لا يجب أن ينتظر المواطن السوداني المتأثر بالحروب أكثر من هذا.. طالما أن الوطن في طريقه للتعافي الكامل من جراح الحروب الدامية..
شكرا.. الحلو.. قدَّمت درسا مفيدا للجميع.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.