تقرير زيارة وفد منسم لمفاوضات اديس اببا

قررت المجموعات النسوية السياسية والمدنية ( منسم ) إرسال وفد نسوي الي أديس أبابا يوم الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩ لمتابعة مفاوضات السلام ومعرفة ما يحدث، واستجلاء أسباب التأخير في الوصول لاتفاق بين قوي الحرية والتغيير والجبهة الثورية وكذلك فهم الرسائل الإعلامية السالبة التي تصدر والتي اصابت قوي الثورة بالتململ والقلق، وقبل هذا استجلاء أسباب غياب المرأة  من المفاوضات ومن كل الاجسام القيادية وآليات اتخاذ القرار منذ قيام الثورة رغم الدور العظيم الذي قامت به المرأة السودانية في الثورة السودانية.
حضرت منسم اجتماع ناجح صباح الاربعاء ٢٤ يوليو مع قادة قوي الحرية والتغيير وقادة الجبهة الثورية استمر لساعات وقد اتسم  النقاش بالشفافية والموضوعية والصراحة وإعلاء صوت الوطن ومطالب ثورة الشعب السوداني والمظالم التاريخية التي لحقت بمجموعات عديدة، والمواطنة الغير متساوية التي قادت لحمل السلاح.
تمت الإشارة لافتقاد الرأي العام للتمثيل النسوي في المفاوضات واتفق جميع المتحدثين على هذا القصور في المجموعات المشاركة الحزبية والمسلحة… اكدت منسم  الاصرار على مشاركة المرأة بنسبة 50% علي كل المستويات،  وعلى الحفاظ على اولويات مطالب الثورة وأولها تحقيق السلام الشامل … والتحقيق وتحديد مرتكبي جرائم مجزرة القيادة في 29 رمضان ومحاسبتهم .. ومحاكمة من اجرم وأفسد من النظام السابق والالتزام  بكل المواثيق الاقليمية والدولية….الالتزام بالقرار 1325 الخاص بمشاركة النساء في عمليات السلام ، واصلاح كل القوانين التي تنتهك حريات النساء وتقيد حقوقهن التي يكفلها الدستور والاتفاقيات الدولية. أبدى المتحدثون في الحركات المسلحة الرغبة في مساعدة منسم للوصول للنساء في مناطق النزاع وتسهيل الزيارات لهن. 
اتفق الجميع علي ان السلام هو أمنية عزيزه وغالية للكل وسيسعى الجميع لتحقيقها، وعلي ضرورة توافق جميع المناضلين /ات علي إكمال أهداف الثورة.
التقي وفد منسم في الأيام اللاحقة علي هامش الاجتماعات بالسيد مالك عقار وعُقدت اجتماعات منفصلة مع السيد منٍي أركو مناوي والسيد جِبْرِيل ابراهيم ورفاقه والسيد عبدالعزيز آدم الحلو ورفاقه. 
حمٌَلونا جميعهم التحايا للمرأة السودانية أينما وُجدت وشكروا الأمهات والاخوات والبنات علي دورهن المقدر في الثورة وترحموا علي شهداء وشهيدات الوطن عبر الحقب منذ تكوين الدولة السودانية وتمنوا الصحة للجرحي والعافية والسلامة للمفقودين وكل ضحايا العنف. أكدوا علي حرصهم علي السلام والعمل من اجل تحقيقه وأكدوا علي رغبتهم في الوصول لما حملوا السلاح من اجله وهو الحرية والسلام والعدالة والمواطنه المتساوية ووطن جديد مبني علي أسس جديدة يحقق الرفاهية والانصاف لمواطنيه.

مقابلة القائد منٍي أركو مناوي

التقي وفد المجموعات النسوية السياسية والمدنية ( منسم) في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا القائد مني أركو مناوي الأمين العام لنداء السودان ونائب الجبهة الثورية وقائد حركة تحرير السودان والسيد التوم هجو صباح يوم الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٩.
حيٌا الرفيق مناوي المرأة السودانية وتحدث عن دور المرأة في حياته ممثله في أمّه وأخواته ووصف المرأة انها الأقوي في مجتمعاتهم وأشار الي العادات الصعبة في مجتمعاتهم وتحدث عن ضرورة كسر الحواجز للوصول لمجتمع واعي متسامح. أشار للضغط والإرهاق الذي سببته حركتهم للنظام البائد.
أوضح أهمية التفاوض في أديس أبابا لإعادة الثقة بين رفقاء النضال، وأوضح افرازات الحرب التي أنتجت 26 معسكر للنازحين في تشاد وأشار لحجم شهداء الحرب في دارفور وحجم الحواكير التي تم إجلاء اَهلها منها وإسكان مجموعات سكانية اخري بها.
أوضح رغبتهم في الوصول لاتفاق سلام عادل يخاطب جذور الأزمة ويقوم بترتيبات أمنية لترتيب وضع جيش الحركة وآلياتها وعودة النازحين وتحقيق المواطنة المتساوية وإشراك أبناء النازحين.
تحدث السيد التوم هجو ان مفاوضات اديس أبابا كانت مهمة لتنقية الأجواء وتوحيد الرؤي لتحقيق متطلبات الثورة، وأوضح حجم الهجوم الشديد الذي واجهه حتي من شقيقاته نتيجه طرحه مشاكل الجبهة الثورية في الإعلام.
تحدث وفد منسم عن أهمية السلام وإشراك النساء عموماً والنساء في مناطق النزاعات في تحقيقه، والابتعاد عن المحاصصات السياسية وتحقيق أهداف الثورة في الوصول لوطن الرفاه الذي ينصف كل مواطنيه

لقاء حركة العدل والمساواة

التقى الوفد كذلك بقائد حركة العدل والمساواة د. جِبْرِيل ابراهيم وأربعة من قادة الحركة مساء الخميس 25 يوليو.
تحدث د. جِبْرِيل عن واقع مجتمعاتهم المحافظة وان النساء تقع علي عواتقهن مسئوليات جسيمة وان الأوضاع بدأت في التغيير الآن بعد حصول النساء علي التعليم والعمل. وأشار الي أهمية ان يصل صوت النساء فلن ينمو مجتمع بنصفه فقط وأشار للحوجة للتنمية المتوازنة وضرورة مكافحة الفساد.
أشار الي ان اتفاق اديس الذي تم يفضي لتكوين مفوضية السلام وتعيين رئيس وزراء خلال شهر وإشراك النساء في المفاوضات وفِي السلام، وبشر بحضورهم في وقت قريب للسودان.
اشار الي أهمية مشاركة النازحين واللاجئين والمجتمع المدني في مفاوضات السلام وأشار الي ان الشيء المهم هو بناء السلام ونتوقع دور كبير للمرأة.
أشار للحواكير التي تم احتلالها بآخرين تم تجنيسهم بتاريخ سابق وأشار الي ان الجميع قد سئم الحرب وسئموا التشرد، وأنهم مع ضم جنودهم للجيش وإعادة هيكلته وضرورة خروج الجيش خارج المدن وتبقي الشرطة فقط داخل المدن.

تحدثت عضوات منسم عن أهمية السلام ورجوع كل أبناء السودان 
للوطن للمساهمة في بنائه.

لقاء الحركة الشعبية شمال جناح الحلو

كما التقي وفد المجموعات النسويه السياسية والمدنية ( منسم) القائد عبدالعزيز آدم الحلو قائد حركة وجيش تحرير السودان شمال والرفاق 
ابكر آدم اسماعيل باحث وكاتب ومدير التدريب القيادي والسياسي وعبدالله ابراهيم عباس نائب رئيس وفد التفاوض 
وسيلا موسي كافي سكرتير الشئون السياسية 
وعمار آمون دلدوم السكرتير العام والجاك محمود آدم الجاك عضو وفد التفاوض 
وذلك صباح الجمعه 26 يوليو 2019
حيٌا القائد عبدالعزيز كنداكات السودان علي الدور الكبير الذي لعبته المرأة في الثورة، وطلب نقل التهاني للأمهات والاخوات والبنات على دورهن لخلق السودان الجديد، وأنهم يعتبرون ان المرأة مهمشة المهمشين وان النساء حليف أساسي للحركة. 
ذكر بأنهم يقومون عن طريق معهد التدريب السياسي بنشر الوعي والتعريف بالحقوق والسلام 
أوضح القائد عبدالعزيز بأنهم يودون تحرير السودان من الجوع والمرض والفقر والأمية وان التحرير عملية مستمرة لتحقيق الرفاهية وتسهيل الحياة للمواطن.
وفِي إجابته علي السؤال لماذا حملوا السلاح ؟ ولماذا لم يوقعوا علي الاتفاق أمس؟ أوضح ان السودان به صراع رؤي: سودان قديم وسودان جديد، القديم يفرق بين المواطنين علي أساس اللغه، الدين، الثقافة، والجهة، واشار الي ان التدهور الاقتصادي الذي حدث من تضخم وكساد وانعدام سيولة غير مسبوق عالميا ونحتاج للبحث عن اسم له.
أشار الي ان انفصال الجنوب تم لتعنت الإسلاميين وإصرارهم علي فرض الشريعه التي تفرق بين المواطنين وتجعلهم درجات مختلفة في وطنهم، وشرح حضوره لاجتماع معهم في مصر رفضوا فيه إلغاء الشريعه وفضلوا انفصال الجنوب علي ذلك.
اشار الي أخطاء روٌاد الاستقلال في مهمة التأسيس الوطني علي قبول الاخر والتنوع، واشار الي مواصلة النخب المتعلمة نفس الخطأ وأنهم فرضوا سياساتهم بالقوة وشرعوا للعنف. اشار الي أهمية ان تبدأ التنمية من الريف وليس الصورة المشوهه الآن.
اشار الي ان قتل ٢٠٠ من المواطنين السلميين في ساعة زمن لم يفعلها هتلر ولا نيرون.
أوضح انهم يرغبون في السلام واشار الي ان هذه المظالم أدت لنشوء الحركات المسلحه والتي بدأها البجا منذ ١٩٥٨والفونج ١٩٦٤ويوسف كوة ونهضة دارفور فقد قدموا مطالبهم المشروعة ولكن تم قمعهم. واشار الي غياب الضمير السياسي الذي يحتج لأطفال غزه ويهمل أطفال الوطن واشار الي ان تواطوء الاعلام أدي لخلق فجوة بين المواطنين. 
لذا ذكر باننا نسعي لتأسيس وطن علي أسس جديدة يحترم ويساوي بين كل مواطنيه.
وذكر انهم يعتبروا ان قوي الحرية والتغيير تنازلت وتركت المجلس العسكري يتحكم في الثورة رغم مطالبة المواطنين الثوار وكل القوي الدولية بمدنية الحكم، فالسلطة مصدرها الشعب وعودة الجيش للبركس تمت في أكتوبر.

أبدوا رغبتهم في السلام وبانهم سيتفاوضوا مع الحكومة بعد تكوينها للتأكد من حل جذور النزاع والمضي في بناء السودان الجديد.
أكدت عضوات منسم حرصهن علي نفس المبادئ وعلي حل جذور النزاع وبناء سودان يساوي بين كل مواطنيه ويقدم الدعم للأكثر حوجه بين المواطنين وفق الأسس العلمية المعروفة، وبان جميع قوي التغيير ستنفذ برنامج الحرية والتغيير الذي يقود لبناء السودان الجديد.

بعد رجوع اعضاء منسم نؤكد استمرارنا في الاتصالات بكل القوي السياسية لضمان مشاركة متساوية للنساء في الفترة الانتقالية وبعدها، وان يكون خطاب النوع الاجتماعي جزءاً أصيلاً من كل الخطاب السياسي وقوانين ودستور السودان.

المجموعات النسوية السياسية والمدنية ( منسم) 
السبت 27 يوليو 2019