الخلاص من نظام الإنقاذ الشمولي

إذا كان هدف قوى الحرية والتغيير من هذا الاتفاق هو الطموح إلى ولوج القصر الذهبي ودوائر القرار واقتسام السلطة عبر تفادي أية مواجهة مع جنرالات متعطشة للدماء، فلقد توفق تحالف الأصم والصادق الى حد ما. أما إذا كان الهدف منه كما يزعمون هو تحقيق مطالب الثورة  الرامية الى “الخلاص من نظام الإنقاذ الشمولي” وإحداث تغييرات جذرية في البنى المؤسسية للدولة والمجتمع وفقا لمبادئ وقيم ديمقراطية، فلقد أخفقوا وهم أول من يعلم ذلك.  فلا أمل في تحقيق الحرية والسلام والعدالة مع أعداء الحرية والسلام والعدالة، ولا خير يرجى من منفذي جرائم الإبادة ومجزرة القيادة، عملاء الخليج ومرتزقته، حلف الشر والغدر والطغيان.  كم من اتفاق أبرمه النظام، نظامهم، ليلقي به عرض الحائط؟ كم من يد صافحوها ليلووها ويكسروها دون أن تفارق الابتسامة وجوهم الغادرة؟ كم من وعود سلام أبقوها حبرا على ورق؟  
عبثا يحاول البعض تسويق زواج الثورة بالجنجويد على أنه انتصار مثلما تفعل الساسة العرب غداة كل مصيبة.  فإذا كانت الشراكة مع حميدتي ومليشياته المتوحشة انتصارا فليرشحوا البشير لجائزة نوبل للسلام.

الدكتورة عائشة البصري