الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *تبديل العجين بالدقيق من نفس نوع العجين  في المشهد السياسي السوداني جنرالات الحرب  حميدتي و البشير أنموذجاً*:

*تبديل العجين بالدقيق من نفس نوع العجين  في المشهد السياسي السوداني جنرالات الحرب  حميدتي و البشير أنموذجاً*:

لقد تعسَّكر السودان بجنرالات فشنك متواجدون في  المجلس العسكري الإنقلابي و في معظم القوات النظامية الأخرى التي صارت بلا أسنان  و تعسَّكر أيضا  بالأطفال الذين صاروا ضباطا مرتزقة و مع ذلك يراهن المستهبلون على هذه العسَّكرة بخطابات سياسية ملتوية سيدفعون ثمنها في القريب العاجل لأن الثورة السودانية لم يكن هدفها عسَّكرة مظاهر الحياة في السودان و إنما كان هدفها مدنيتها و تحقيق العدالة و إرساء القيم الديمقراطية و مراعاة حقوق الإنسان  و المدهش في الأمر هو  أن تخوض بعض القوى السياسية المسلحة  التي قدَّمت نفسها كقوى ثورية سودانية ضد المظالم التاريخية في السودان و ضد المجرم المطلوب دوليا و سودانيا عمر البشير تخوض مع الخائضين  الذين لم يقدموا للسودان غير الخطاب السياسي الموغل في الأكاذيب لأكثر من ستين عاماً و قد  تناست هذه القوى الثورية السودانية و أقصد بذلك حركة تحرير السودان قيادة القائد مناوي و حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة د. جبريل إبراهيم   بأن تبديل مجرم الحرب الجنرال  عمر البشير  بجنرالات الحرب  حميدتي و برهان و بقية أعضاء المجلس العسكري الإنقلابي فيه خيانة عظمى للثورة و لجميع  الشهداء و لضحايا الإبادات الجماعية في جنوب السودان سابقا و في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق.

إنَّ إتباع سياسة رزق اليوم باليوم  أمر لا يمكن له أن يؤسس لدولة مؤسسات و لكنها ستكون  الطريق الأقصر لتأسيس دولة المحاصصات و الجاكات السياسية القديمة التي سيَّطر عليها المركز السوداني لسنين عددا مخلفا بسببها  الدمار الشامل للبلاد و للمواطنين .

إنَّ التركيز على خطاب المركز و الهامش في هذا الظرف التاريخي الذي يمر به شعبنا السوداني الثائر  يعتبر خطاب حق أريد به باطل الحق نعم هنالك مظالم تاريخية لا ينكرها إلا مكابر و الباطل هو إن المجلس العسكري الإنقلابي لا يمكن له أن يقود برد هذه المظالم لأن قياداته نفسها جزء من المنظومة المجرمة  التي تسببت في صناعة  الأزمة السودانية  في الثلاثين سنة الأخيرة من عمر السودان. 

الفريق في عصرو حميدتي مصنوع في المركز كذراع عسكري للدولة المركزية الكيزانية وهو بالضرورة من المجرمين و لذلك فإن محاولة تقديمه كمسيح منقذ  جديد في السودان أمر أكثر من غريب.

إنَّ إستخدام خطاب المركز من قبل الذين يناصرون حميدتي فيه تضليل للناس لأنهم في السابق كانوا يستخدمون نفس هذا الخطاب ضد حميدتي نفسه بإعتبار إنه ممثلا لأجندة المركز التي عطَّلت قدرات السودان لأكثر من ستين عاما هي عمر ما يُسمى بالإستقلال و قد كانوا محقين في تحليلهم لظاهرة حميدتي.  

نحن الآن أمام مسرح اللامعقول  السوداني بل هو مسرح للعبث السوداني  عندما نقرأ الخطاب السياسي للذين حاولوا  أن يجعلوا من حميدتي مركزاً للأحداث و للكون بوعي أو بدونه فهنالك ثلاثة خطابات متداولة في تقديري الخطاب  الأول يعتبر بأن حميدتي من ضمن المنظومة المجرمة و لابد من محاسبته أسوة بالبقية و هذا هو الخطاب السياسي القديم الذي تعامل مع الجنجويد منذ ظهورهم الأول على مسرح الأحداث في السودان بفعل عقلية الدولة المجرمة و الخطاب  الثاني حاول أن يصنع من حميدتي بطلا رغم عِلم هؤلاء بأن هذا الكلام غير صحيح للأسباب التي ذكرها الخطاب الأول  و الخطاب الثالث وهو من أكثر من  الخطابات  السياسية مدعاة للحيرة و الدهشة  وهو أن حميدتي من الهامش السوداني و أن الذين يقفون ضده يفعلون ذلك ليس بسبب  لإرتكابه لجرائم ضد المواطنين السودانيين في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق بل لأنه من إقليم دارفور و هنا لابد أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

لقد إرتكبت قوى إعلان الحرية و التغيير أخطاء لا تُحصى ولا تُعد أثناء سير المفاوضات مع المجلس العسكري الإنقلابي فلم يشعر الكثير من السودانيين/ات  بأن الوفود التي تفاوض بإسمهم تمثلهم أجمعين و تعبَّر عن قضاياهم لذلك كانت الجماهير التي صنعت الحدث متقدمة عن قياداتها المفاوضة بل عن جميع قيادات الأمر الواقع  فغاب الشباب و الشابات و غابت المرأة السودانية و غابت القوى المهمشة و غاب أهل الوجعة …الخ  و مع ذلك فإن المعالجة ستظل  ممكنة في داخل قوى إعلان الحرية و التغيير نفسها لا خارجها عندما تلجأ قوى ثورية سياسية مسلحة إلي المجلس العسكري الإنقلابي.

من حق حركة تحرير السودان قيادة القائد مناوي أن تتقدم بمشروع هيكلة للدولة  هدفه إعطاء القوى السياسية الثورية المسلحة نسبة كذا في الحكم لمعالجة كذا وكذا و لكن يجب عليها أن تقدم هذه الرؤية للجهة المتحالفة معها وهى قوى نداء السودان ككتلة لكي تقدمها لقوى إعلان الحرية و التغيير الحليف الآخر أي حليف الأمر الواقع  مع أن الهدف الأسمى حاليا يتمثل في إستعادة الحكومة المدنية الإنتقالية التي إختطفها المجلس العسكري الإنقلابي و ليس المحاصصة بأي حال من الأحوال فهذا كلام سابق لأوانه و من السهل جدا الوصول فيه إلي حل.

الملخص نريد أن  نقول إن الثورة السودانية المتراكمة منذ خمسينات القرن الماضي و التي شارك فيها المناضلون الشرفاء الذين إختاروا النضال المسلح كوسيلة من أجل التغيير الجذري في السودان و شارك فيها الشعب السوداني قاطبة بنضاله السلمي المتراكم لم يكن هدفها تبديل العجين بالدقيق من نفس النوع  أي تبديل جنرالات الحرب بجنرالات حرب آخرين و إنما كان هدفها حرية و سلام و عدالة و حكومة  مدنية من أجل الحاضر و كل المستقبل.

برير إسماعيل

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.