الأربعاء , مايو 8 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / فعلها شعبنا العظيم مجددا، و جعل من مليونية الشهداء التي دعت لها قوى الحرية و التغيير في الثلاثين من يونيو 2019م

فعلها شعبنا العظيم مجددا، و جعل من مليونية الشهداء التي دعت لها قوى الحرية و التغيير في الثلاثين من يونيو 2019م

الهبباي سوداني مدرب 
جرب هدم و جرب علا
ما بالصدفة و لاها لعل 
فيكم ريحة من الشبيحة
خلو البلطجة روحو يللا
كل العالم عين بتاوق
صورة و صوت و كتاب و مجلة
فعلها شعبنا العظيم مجددا، و جعل من مليونية الشهداء التي دعت لها قوى الحرية و التغيير في الثلاثين من يونيو 2019م ، مليونيات فاقت كل التصورات الجامحة التي كانت تتوقع نجاح المليونية. خرجت جماهير الشعب السوداني من كل فج و من كل ناحية ، و غطت الخرطوم و ام درمان و بحري سيول من البشر. و لم تتأخر جماهير الاقاليم الباسلة، فخرجت مدني و سنار و بورتسودان و الأبيض و زالنحي و كسلا و القضارف و عطبرة التي لم تكتف بواجب خروجها المحلي فأرسلت قطارها ليصل الخرطوم تماما في الواحدة بعد الظهر بتوقيت الثورة. و التعداد للمدن السابق يأتي على سبيل المثال لا الحصر، لان المشهد كان اكبر من الوصف، ليس من حيث العدد فقط غير المسبوق و لكن من حيث المضامين، فمجددا اتسع المعنى و ضاقت العبارة و عجزت الكلمات عن الوصف. فالمجد و الخلود للشهداء السبعة الذين ارتقوا برصاص الغدر و الخيانة، و الشفاء العاجل و البهاء لمئات الجرحى و الانتصار المؤزر لشعبنا. 
ما حدث اليوم ، أكد إرادة شعبنا و وحدته خلف مطالب ثورته ، و اصراره على سلطته المدنية، و رفضه القطعي للمجلس العسكري الانقلابي و انقلاب القصر، كذلك حدد طبيعة الاصطفاف السياسي و الخارطة السياسية ، و لخص بصدق طبيعة توازن القوى، و وضع قوى الحرية و التغيير امام مهام واضحة لا يصح تجاوزها أو التقصير في الوفاء بموجباتها. و الدروس المستفادة من هذه الحشود المعلمة، يمكن ايجازها فيما يلي:
1- ان الشعب السوداني موحد خلف اهدافه،  و هو مصر على سلطته المدنية، و مثابر على دعم قيادته المنظمة، و مؤكد بأن قوى اعلان الحرية و التغيير هي من يمثله. فخروجه و بهذا الكم المهول في المليونية التي دعت لها هذه القوى، يفوق اي تفويض شعبي انتخابي نالته اي قوى حكمت السودان ديمقراطيا منذ الاستقلال. و هو بذلك حسم سؤال المشروعية و ألقم المجلس العسكري الانقلابي و قوى الثورة المضادة حجرا كبيرا لن يستطيعوا ابتلاعه.
2-  ان الشعب السوداني قد حدد عدوه بوضوح، و هو المجلس العسكري الانقلابي الذي اصر على أن يواجه هذا الشعب العظيم بالرصاص الحي اليوم ايضاً، و ان يمنعه من الوصول للقصر الجمهوري الذي هو رمز لسيادة الشعب لا سيادة المجلس الانقلابي. فالمجلس الذي يقف حجر عثرة في سبيل تحقيق ما يطلبه الشعب من سلطة مدنية، هو بالحتم العدو الذي لا يصح باي حال من الأحوال اعطاءه مشروعية و تحويله لشريك في السلطة الانتقالية. و يترتب على ذلك أن تطالب قوى الحرية و التغيير الوساطة ، بأن يقوم هذا المجلس المجرم بحل نفسه ليتقدم من القوى النظامية من اياديه غير ملطخة من الدماء ليشارك بتسليم السلطة و تمثيل القوات النظامية فيها، بل الافضل ان تقوم السلطة السيادية المدنية الواجب اعلانها بحل مجلس الانقلاب بنفسها.
3- ان الاساس في عملية التغيير هو إرادة الشعب،  و ان الوسيلة هي عمله المنظم، و ان فض الاعتصام لم ينقض الاصل، بل تعرض لأحد و سائل العمل المنظم التي سرعان ما تجاوزها شعبنا و شحذ أدواته الاخرى من عصيان مدني و مواكب هادرة يستحيل قمعها او هزيمتها. و هذا يقدم درسا مجانيا لمجلس المجرمين الحاكم بأن شعبنا الواعي و المنظم، قادر على الانتقال السلس في استخدام أدواته و وسائله المنظمة، و ان الاعتداء الغاشم على الاعتصام لن تحصد نتائجه و لن يحدث تحولا جذريا في توازن القوى كما توهم المجلس العسكري الانقلابي.
4- ان جميع مناورات المجلس العسكري الانقلابي لم تغير في طبيعة الخارطة السياسية بالمستوى الذي اراده، فلا الاغتيال بدم بارد للشهداء في فض الاعتصام، و لا الاستباحة و الاذلال و محاولة نشر الرعب التي اعقبت ذلك ، و لا عسكرة الشارع و نشر الجنجويد، و لا القصف الاعلامي و بث الاكاذيب و الشائعات، و لا قطع الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعي، و لا محاولة قسم قوى الحرية و التغيير ، و لا حشد السواقط الاجتماعية و فلول النظام قيد الهزيمة و التصفية، من الممكن ان تغير حقيقة انتصار شعبنا الحتمي و علو كعبه و امتلاكه لزمام المبادرة و نفيه لاي مشروعية لهذا المجلس المجرم الذي ليس له مشروعية بالأساس، و تأكيده لمشروعية القوى التي تمثله. 
5- ان الشارع الثائر وحده هو من يحدد من يمثله، و هو قد اختار قوى اعلان الحرية و التغيير و نزع اي شرعية من قوى الثورة المضادة التي هي عدو لهذا الشارع، و هو يشكل الضمانة الرئيسة لعزل المجلس العسكري الانقلابي و قوى الثورة المضادة التي يحميها و يناور بإسمها و يريد اشراكها في سلطة ثورة قامت بالأساس ضدها، و هو كذلك الضامن لوحدة قوى اعلان الحرية و التغيير و المانع من انتصار تيارها التسووي الراغب في تمرير مشروع الهبوط الناعم. و هذا يحتم إقصاء المجلس العسكري الانقلابي و قوى الثورة المضادة قولا واحدا دون مجاملة او تردد.
6- أن شعبنا لن يتنازل عن دماء شهدائه، و انه يعمل من اجل القصاص لهم ” الدم قصاد الدم  ما بنقبل الدية”. و هذا يحتم التمسك بتشكيل اللجنة  الدولية المستقلة للتحقيق في فض الاعتصام، و المطالبة بتوسيع اختصاصها ليشمل كل الجرائم التي تم ارتكابها من قبل المجلس العسكري الانقلابي.
7- أن ما بعد مليونيات اليوم ليس كما قبله، لانها اسست لميلاد توازن قوى جديد و هدمت كل ما بناه المجلس العسكري الانقلابي على ساقين من رمال، و اعادت انتاج لحظة ثورية جديدة لن يغفر لنا التاريخ أن اضعناها مجددا. فالمبادرة في يد قوى اعلان الحرية و التغيير، و عليها ان تنتهز هذه الفرصة دون تردد لفرض شروط الشعب السوداني الذي توحد خلفها ، و الا تساوم بهذا التفويض.
فالمطلوب هو المحافظة على الكتلة الحرجة التي كونتها مليونيات اليوم بالطريقة المناسبة، توطئة لتوظيفها في الزحف الجماهيري لاستلام السلطة لا انتظار تسليمها من قبل المجلس العسكري الانقلابي الذي لن يسلمها و لن يقبل بشراكة فيها لا تعطيه الحق في التعطيل على اقل تقدير. و  على قوى اعلان الحرية و التغيير ان تعلن سلطتها السيادية المدنية فورا و تترك فيها عدد من المقاعد للعسكريين، و ان تشترط بان يتم التمثيل للعسكريين من خارج المجلس المجرم. و ان تفاوض لاحقا بإسم هذه السلطة السيادية للمطالبة بتمكينها من انفاذ سلطتها المستلمة عبر زحف الجماهير لا تسليمها السلطة، و ان تبدا بالفعل بإصدار قراراتها و ليكن حل المجلس العسكري الانقلابي اولها و إعادة المفصولين من القوات المسلحة و الحاقهم برتبهم. كذلك عليها ان تعلن بطلان جميع القرارات التي اتخذها المجلس العسكري الانقلابي بوصفه سلطة امر واقع انقلابية لا مشروعية لاي قرار اتخذته منذ 11 أبريل 2019 تاريخ انقلاب القصر الذي نفذته اللجنة الأمنية لنظام المخلوع البشير.
و الخلاصة هي ان شعبنا اليوم منتصر ، و هو قد أكد بأنه مصمم على استكمال ثورته، و انه موحد خلف قيادته و موحد لها كذلك، و أنه قد صنف عدوه و نزع عنه اي مشروعية و منعه من تحقيق مشروعه الرامي لكسر إرادة الشعب و تمزيق و حدة  منظومته القائدة للحراك الثوري، و انه يضع كامل ارادته خلف هذه القوى القائدة التي عليها مفارقة دائرة التردد و الانطلاق قدما و بخطوات واثقة في تنفيذ إرادة شعبها و اعلان خطوات تتناسب مع هذا النصر الجديد.
و قوموا الى ثورتكم  و تسلموا سلطتكم بانفسكم  و اعزلوا عدوكم  فإرادة شعبكم غلابة و نصره الشامل قادم لا محالة

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.