السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
IMG-20161101-WA0115.jpg

المحماليه الجديده

 

IMG-20161101-WA0115.jpg  المحماليه الجديده
================
////نعيم عابدين

من الأقوال المأثورة حقا أن حركة الشعوب تبدأ بالنظافه و تنتهي بالصحافة

و لا نستغرب من الشعوب التي تعرف قيمة و محبة اوطانها و لا نقلدها لكن حتي نعي كيف يمكن لفكرة صغيرة ان تتطور و تكبر حتي تعم أرجاء واسعه و هنا اذ اندهشت جدا لأحد الأصدقاء جمعتني به الصدفه و هو كان قادما من احدي دي غرب أفريقيا و هي بوركينا فاسو حيث يخرج كل الشعب عند الساعه 11 ليلا لنظافة بلده و يفلح بذلك شاب صغير و ينجح في تلك المبادرة حتي أصبحت عادة يومية بل أصبحت تشكل سلوك جديد للشعب البوركيني و يقال أنك إذا ذهبت الي ذلك البلد ستصاب بالدهشة لخروج جموع الشعب بمختلف الأعمار و لمدة نصف ساعه فقط و يقومون بكل عمليات النظافه ثم يعودون إلى منازلهم في قمة الهدوء ..فقط ستتفاجأ لانك ستجد الشوارع نظيفه جدا و لن تجد احد ( عامل نظافه)

لذلك لم أتردد في كتابة هذه السطور موضحا الإشكاليات المؤرقه و التي يجب علينا جميعا الانتباه لها جيدا و معرفتها و الاعتراف بها ثم تحليلها و العمل علي إصلاحها و تفادي الأضرار الناتجة منها ثم طرح حلول جزرية و العمل علي إنجاح الحلول بالاستمرارية و التفاني و نكران ذات  .
مدينة الأبيض من المدن الجميلة جدا و ذلك الجمال نابع من عبق انسانها الجميل و المتحضر و الواعي.. و كم نتمني رؤية مدينة الأبيض رائعة و زاهيه و نظيفة و خالية من الأوساخ و النفايات و الأتربة و الرمال المتكدسه التي غطت معظم شوارعها و التي كانت سابقا تزهل الناظرين ..لم تكن فقط مجرد نظافه و إنما كانت الشوارع تنظف و تزرع عليها الزهور بالأخص شارع البستان سابقا ..و الملفت للنظر انه يستطاع إنشاء طرق جميلة و بمواصفات عالية الجوده و تشمل حتى الإنارة الحديثة لكن و بكل أسف يتم تركها بلا نظافه حتي تجتاحها الرمال فتطمسها و تدثر ملامحها و هذه هي الحقيقة .
و المدهش أن البعض يعتقد أن عملية كنس الأتربة و الرمال في غاية الصعوبة و التعقيد ..لكنني أقول أن الكنس الترابي ليس بتلك الصعوبة التي يتخيلها البعض سواء الجهات الرسمية او الشعبية .

و إذا أردنا معرفة خطورة تغطية الرمال لشوارع وسط المدينة بشكل أكثر دقه يمكننا ملاحظة ذلك أثناء مرورنا بالقرب من اى إحداها-اى الشوارع خصوصا أثناء الليل (المسائيات)حيث من السهل جدا مشاهدة الضباب الترابي الذي يغطي سماء وسط المدينة و من خلال مشاهدته يخيل للناظر أنها عاصفه رملية كثيفه لكنها ليست كذلك و إنما هي الرمال المتكدسة علي الشوارع المسفلته و التي تتناثر في الهواء بفعل حركة السيارات و المشاة أيضا – و بسبب الإهمال و عدم تنظيفها نلاحظ أن معظم شوارع وسط المدينة قد تغطت كليا بالرمال ولا يظهر منها إلا جزء قليل مثل شارع سوار الدهب -و أمام الجزارة الكبيرة سابقا الملاحظ أن الظلط قد اختفي تماما و أن الرمال و بفعل مرور السيارات و الناس قد شكلت طبقة ترابية أخفت ملامح الشارع نهائيا و عندما تصب أمطار فإن الشارع يصبح عبارة عن وحل و طين يعيق حتى السير علي الأقدام و إن كان في وسطه ..و هنا ينتج التزاحم بين بين الناس و السيارات لأن كليهما لا يريد الغطس في تلك الاوحال الطينية المعيقة للحركة و في هذه الحاله تكمن المضايقه و لن تستطيع التقدم خطوة للأمام بفعل الطين و الوحل طبعا.

أيضا يوجد هناك شارع لا تستطيع السير علية إلا بحذر شديد و هو شارع النهود  ( شارع الدكاترة) إذ تغطت معظم اجزاءة عدا شريط ضيق من الأسفلت وسط الشارع و لا يسمح بمرور عربتان في آن واحد إلا بمباصرة و حذر رغم انه من أضيق الشوارع الرئيسية لكنه مكتظ دائما بالمرضي و أسرهم .
هذه الرمال التي تغطي معظم الشوارع الرئيسية هي في حالة ازدياد دائم و أصبحت تهدد و تعيق حركة المرور و تسبب الكثير من الحوادث ناهيك عن ما تسببه من أمراض الجهاز التنفسي و الحساسيات و التهابات العيون و غيرها .
هذا توضيح بشكل عام عن الإشكاليات التي تسببها الرمال المتكدسة علي شوارع وسط مدينة الأبيض مهددة بزوال تلك الطرق و اختفائها و حجم ما تسببه من إعاقات للإنسان و صحته و تشل حركة المرور و تسبب الحوادث بشكل مباشر .

و من المعيب حقا أن المحلية تناست واجباتها تماما من أعمال نظافه و غيرها و اجتهدت أكثر في جوانب تحصيل الأموال ..هذه الميزة التي أصبحت ترتبط بالاذهان حتي أعتقد بعضنا انه عندما نسمع اسم المحلية فإننا نربطها  بالجبايات و الكشات و المطاردات

لا ليس هكذا هو هدف المحليات يا مسؤليي ضباط الإدارة ،
المحلية التي كانت تساهر الليالي من أجل الإنسان و صحته أصبحت تغلق أبوابها منذ الساعه الرابعه عصرا و هذه في حد ذاتها كارثة
و سابقا عندما كنت أخوض حوارا مع أحد الضباط الإداريين السابقين قال لي : ان الضابط الإداري المتواجد في مكتبة متسيب ‼ اندهشت جدا لهذا التعليق و قلت كيف يعقل هذا

فأجاب أن الضباط الإداريين مكانهم العمل في الشوارع ..ليلا و نهارا
في كل الأوقات ..حتي أوقات الراحه تقسم بينهم-أي الضباط الإداريين مثل الجيش تماما ..أما اليوم فأصبح الضابط الإداري ينام منذ الساعه التاسعه و بكامل نعومته و يهتم أكثر بتغيير سيارته و المثير انه عندما تمت دعوة الضبابط لاجتماع ما حضرو بسيارات لا يمكن ان يتم شراءها بواسطة موظفين حكوميين إطلاقا و السؤال الهام .
ينام الضباط الإداريين و  الشوارع متسخه ‼ ينام و أطنان من النفايات في قلب السوق ..ينام و الشوارع قد تغطت تماما و اختفت بسبب الرمال ..
ينام الضباط الإداريين لماذا
لا يوجد ما يبرر هذا النوم و هذا الكسل
فقط لأن المحلية انشغلت أكثر بجمع الأموال ( التحصيل)  و تركت مسؤلياتها و كان هذا المواطن بلا حقوق . 

يجب علينا المعرفة التامه ان هذا السودان ملك حر للشعب السوداني وأن الحكومات هي خادمه لشعبها .. وهو المالك الحقيقي للأرض و الوطن و التاريخ

من الغريب حقا أنك إذا ساقتك الظروف الي قلب السوق فإنك ستعود بألم في الصدر و انا شخصيا أشعر و كأن صدري قد احترق و ذلك بسبب الغبار المتصاعد بكثافة و اين؟بقلب السوق ،
رغم كل هذا الاضمحلال و التراجع في تقديم خدمات للمواطن و الذي يستحقها بجدارة إلا أن محليتنا تهتم بأشياء أخري رغم هيافتها و تتشجع لسن عقوبات جديدة مثل قانون التنمية الحضرية ذاك القانون الذي سوف يفرض في مقبل الأيام و هو قانون فقط لجلب المزيد من الأموال للمحلية لانه سيفرض غرامات ماليه و هو الهدف الأساسي للمحماليه  ( المحلية همها الماليه ) و تتفنن في جمعها دون مراعاة لطريقة الجمع ..
و من المرتقب ان قانون التنمية الحضرية و عبرة سوف يقومون بإزالة جميع السياجات الخارجية للمنازل رغم أن الأسر ليس لديها مكان للترفيه و كثير ما يحمل هذا القانون من غموض ..

قانون التنمية الحضرية ترقبوني قريبا

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.