مدرسة الوطن الجميل

…
خرجنا من دافنة استاذنا على محمود حسنين تقبله الله في أعلى عليين، سالني طفل تحاشيته مرارا” داخل المقابر ( غفر الله لي) 
راجع الاعتصام يا خال  التفت لارفض فوجدت شافع فائق التهذيب في عمر ابنائي يواصل حديثه انا واخوي الزول الجينا معاهو فات، فاجبته بالايجاب ، بعد ما ركب هو وأخوه سألني مرة أخرى معانا شباب جو معانا ممكن نشوفهم يرجعو معانا
طبعا” اجبتهم وكنت اظن انه سيحضر من هو شاب استطيع ( لجهلي وقلة حيلتي ) ان اتحدث معه
خاب ظني وهو يحضر من هم في عمره
وتوكلنا على ميدان الاعتصام
الجابكم الدافنه شنو
والله يا عمك جابو الزول دا وقالو كان معذب الكيزان الحرامية ومات وماشين يدفنوه قلنا نعزو وجينا مع عمك كدا
لله دركم فلقد قمت بما تكاسل البعض عنه غفر الله لهم ولنا 

وبلا مقدمات
قال لي أحدهم
      نحن خيمتنا مدرسة
والله قالها بكل فخر الأرض وكانما حيزت له الدنيا وما فيها
لم أفهم في البداية وقلت ليهم كيف يعني
تناوبو في الإجابة كل يذيد ما يراه
استاذ منذر عامل لينا مدرسة في الخيمة بتاعتو
فصول عربي وحساب ودين ورسم
انا كويس في الدين علشان قريت خلوة في سنار
وانا كويس في الرسم والعربي
يا زول الحساب ساهل والأستاذة تمام بس صوتا واطي اخوي ما بسمع
استاذ منزر جاب لينا استاذات لباقي الحصص
…
يا ريت لو كنتو معاي وشفتو الفخر الكان بتكلم  بيهو الشباب ديل عن الدراسة والتعليم 
ملعون ابو الكان السبب
ملعون ابو السرق حقهم وخلاهم يسرحو من خور  لي خور  لي سوء ظن لي بواقي طعام
لعن الله من حرمهم أهلهم وتعليمهم وصحتهم ومستقبلهم ثم شد غطاء السرير علي ابناءه ليلا” وتدثر وثيره وتمتم بأن الحمد لله الذي اعطي دون أن يشعر بأن كل ما اكتنزه من مال هو لهؤلاء
بالجد بكيت لمن غلبتني السواقة
فاوقفت العربة جمب برج الفاتح لاقش  انهمار دموعي بالدس
فسالني أحدهم
برج الليبي ( هكذا اسماهو لي) دا بتاع الكيزان الحرامية مش
بكيت وانا احكي لهم عن جنينة الحيوان
التي بيعت فقط لأنها تذكر احد الحيوانات بماضيه
قلت ليهم نشتري ليكم عيش ( لاقنع نفسي بانني ساهمت مع استاذ منزر) قالو لي لا مافي داعي
اي والله قالو لي مافي داعي 
قالو لي بتاع البوكس البجيب العيش لي الخيمة الجمبنا قال لينا كل يوم شيلو الدايرنو
ياالله يا بتاع ( بوكس العيش) ياخ
لعن الله البشير وأسرته  وكل من اثري على حساب ملايين الغبش في بلادي
لعنة الله على المؤتمر الوطني الحقير الئي أفقر الشعب واهانه
لعنة الله على كل من ناصر او ايد اي سياسة ساهمت في سلب الحقوق ومنعت هؤلاء الأطفال من أبسط حقوقهم
اما انتم
لله درك استاذ منزر الما بعرفك
لله دركن الاستاذات الما بعرفكن
لله درك ( بتاع بوكس العيش) الما بعرفك 
لله در كل من ابدع وبادر وقدم في تلك الجمهورية الجميلة جمهورية الاعتصام .
حفظ الله وغطى كل أطفال بلادي 

واترحم على روح كل شهداء 19 سبتمبر العظيمة ولكل شهداء بلادي