الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / حتي يعلم الجميع …

حتي يعلم الجميع …

حتي يعلم الجميع …

       تفاجأت بأحد رواد (الفيس بوك ) يدخل علي في  خلوتي من خلال (الماسنجر) ويسألني سؤال لطالما كان هو مفتاح الانفراج السياسي ، للدولة السودانية ، والخلاص من براثن هذه الحكومة الفاسدة ، التي كانت نتائج فسادها يراه القاصي قبل الداني ، وانقل اليكم السؤال بحزافيره :
الأستاذ غالب: لماذا لا يقوم المثقفين من الحاملين هم الوطن بدعوة الشعب السوداني ، ليوم ينزل فيه الشعب الي الشارع وتحديد ذلك اليوم بعد شهر او شهرين ، وسوف يستجيب الشعب باذن الله.

    ووعدته بالرد علي السؤال الذي آليت علي نفسي ان أحق فيه الحق :
اخي الكريم :
   ان القيادات التي تراها في الأسافير ، والمواقع الاسفيرية او الإعلامية ،  ليست كما تظنها وهي مجزاءة لكتل وكيانات وجبهات ، وكل يقاتل بافكاره ، ومناهجه ، متزرعين بالمواثيق ، والدساتير التي يكتبونها ويفصلونها حسب اهواءهم .. وأفصل الأمر لك بنظام الكتل .

الكتلة الاولي : ( الكتلة السلمية ) وهي : تظن أن حكومة البشير باطشة لا يمكن أن تقاتلها يد بيد ، ولا سلاح بسلاح ، وهي تتخذ مسارها الأسافير ، وصياغة المناشير ، واستغلال الفرص لتعرية النظام ، والمخاطبات علي الشارع ، وهؤلاء عرفوا مقدراتهم وساروا عليها ، ولا يمكنهم تحريك الشارع لوحدهم .

       والكتلة الثانية :  (الهلامية والمندسين تحت ظل القيادة ) وهي : تنادي بالخروج والاصطفاف واقتلاع هذا النظام .. وهم قابعون في بروجهم العاجية محصنيين انفسهم ، وذويهم  يوم العركة والصراع ، وهم علي ارض الواقع قلة قليلة ، ولا يشكلون الا أنفسهم وتجدهم يشكلون ثلة من الاسرة ، والجيران والاصدقاء .
   والغريب في الأمر حتي يبينوا لك مقدراتهم تجدهم يوصفون لك التحركات المعارضية بصورة العارف والمدرك والمستشار ، فيتصل بعضهم بمجموعة من الاصدقاء ليحذرهم من الخروج ؛ لان هنالك عمل تظاهري حتي يقنعهم بانه مؤثر ، وذو صلة باي حدث جاري أعده ونفذه مجموعة تبحث عن مطلب ، فيخلقون لأنفسهم هالة مصطنعة .
   الكتلة الثالثة : ( القيادات التي ولدت قيادات ) وهي : الكتلة المستند عليها الشعب ومشيدا عليها آماله وامانيه العراض في التغيير .. وهي كتلة من كبار  القيادات ، تعمل بترابط إعلامي وثقافي ، وإجتماعي ، متواصل مع نظام (البشير ) الأ من رحم ربي بينهم ، فتجدهم في المناسبات الفخيمة ، يتسامرون مسامرة الاخوة  ، والاصدقاء ، وتمتلي بهم القروبات والمداخلات ، والمباركات ، حكومة ومعارضة ، وكل ذلك يوضح ان المقتول من الشعب ، والمعذب من الشعب ، والمغتصب من الشعب ، وليس من ابنائهم ولا اخوانهم ولا ابناء خيلانهم ، واي تنظيم ياتي لتغيير الوضع غير مؤثر ولا يهمهم في شئ فهم علي ظهوره قابعون  !!! واي عمل تطبقه كياناتهم  يكون علي معرفة ودراية من جهابذة جهاز الامن ، ومن ثم النظام ، واذا تم مباركته تجدهم امامه ، ابطال يهتف لهم الجهلة والموالين !! وهؤلاء هم سبب الأزمة ، واهدار الذمم لهذا الوطن الجريح ، فعلاج الرأس هو القطع .
    الكتلة الرابعة : ( بين هنا وهناك) ، وهذه الكتلة التي ارتضت بيع الوطن بدراهم معدودات ، تقاتل بغرض تثبيط الهمم ، وزرع الفتن ، مقابل خدمات ، وماديات ، ومعظمهم من المناضلين والمعتقلين السابقين ، او الجالسين علي الكيبورت والأسافير ، الذين ضغط عليهم  جهاز الأمن في المعتقلات وعجنهم كما تعجن الخبز والكيك ، فخرجوا ابطال في زمرتنا ، وفي حقيقتهم عملاء ماجورين لعصبة البشير ، وهؤلاء الذين يضعون العراقيل ، باحاديث مفرغة ، جزء يحذر من المستقبل مستدلا بماحدث في سوريا ، والعراق ، وليبيا ، واليمن ، وجزء يشجب عودة الاحزاب والطائفية البغيضة ، ويعدد سلبياتها حتي يضعف الخروج ، وجزءا آخر ، يخلق الفتن والقلاقل بين المناضلين المتبقين علي ركب القضايا ، ويسئ لحزب قصاد حزب آخر ، وهذه الكتلة  يحركها جهاز الامن ببوصلة ويفتح لافرادها المجال ، ليعلوا ويرتفعوا حتي يحدثوا شرخا بعدما تم تسويقهم إعلاميا من قبل النظام الفاسد ؛ للهدم في جدار القوة الوطنية النزيهة المثابرة
        الكتلة الخامسة :  كتلة تكون  الجبهات العسكرية التي لا تملك عملا تنظيميا يحرك الشارع ، وامسوا يعايشون ضغوط خارجية متواصلة بسبب تنازل حكومة (البشير ) عن الاراضي السودانية ، والتودد للقوة العالمية بكافة السبل لرفع الحظر الاقتصادي عن الوطن ، حتي تتدفق السيولة ، وتزيد المفاسد ، ويضمنوا السير اطول مدة فترة في سدة الحكم ، فيضمنوا عدم المحاسبة والمعاقبة لما أقترفوه من جرائم ، وآثام ، فكان لهم ما ارادوا ، وإحتفال الحوار الاخير خير دليل ، فبعد عودة الرئيس المصري تلقي (50) الف طن من السكر بعد الازمة الطاحنة التي ضربت مصر ،     وتلقي الرئيس ادريس دبي (15) مليون كتاب مدرسي بقيمة (4) دولار للكتاب كما تلقي الرئيس ( موسفيني ) (200) طن من الدقيق الذي شكل ازمة داخلية ، وكل ذلك علي حساب الوطن والمواطن ، المغلوب علي امره ، اذا المعارضات المسلحة رغم صمودها ، تجد الضغط والمضايقات حتي انشغلت بنفسها ، بعد ما زرعت الحكومات المجاورة العراقيل في دربها ،  بعدما انحازت الحكومة لصالح مواطنيه .
      الكتلة السادسة : الجبهات السلمية والحركات الشبابية ، وهذه انكوت بنارالتفرقة ، وتشعبت بالخلافات ، والدسائس والصراعات الداخلية بحثا عن القيادة والسيادة ، وتم اختراقها وتفتيتها لتيارات تصارع نفسها ، حتي ابتعدت عن الساحة ، والبعض الذي صمد تجده شحيح الموارد ، ولا يملك حق التنقل ، ورفع المعلومة ، ومواصلة النضال ، وتطارده يد البطش أينما حل .
الكتلة السابعة : ( الاغلبية الصامتة ) هي : الكتلة التي علي وشك الانفجار وما هي الا قنبلة موقوتة وصاحب السؤال من ضمنهم يبحثون عن الخروج لدحر هذا النظام ، تنقلوا بين الكيانات المتصارعة فلم يجدوا غير الإختلاف والدسائس ، ففضلوا الانتظار للخروج مع اي فئة كانت ، وهم كثر يعشقون الوطن ويحبون التغيير ، ولم يجدوا حائط صلدا يضعون عليه ظهورهم وينطلقوا للامام .
       هذه حصيلة ربما سهونا عن البعض ، ولكنها تبقي الشرائح المؤثرة والمحركة للشعب حتي يقتلع هذا النظام الباطش الفاسد و( فاقد الشئ لا يعطيه ) ونحن نفتقد معينات الترابط والتوحد ، هذه الكتل فقدت المصحح لمسارها  تفرقت بها السبل ، وتشتت الكلمة ، واندثر المحتوي ، وافرغ في الهواء .
     لا يوجد قادة يخرجون يحملون اكفانهم علي كتوفهم من اجل الله والوطن ، وحتى  المواطنين لا يثقون في القيادات المعارضية ، بعد ان شاهدوا المسامرة والمصاهرة بين القيادة المعارضية والحكومية ، ولا توجد اسرار لعمل منظم يخلق التوعية ، ويوصل الفهم ويقنع نفسه ، قبل ان يقنع المجتمع !! وهؤلاء الذين عجنهم جهاز الامن وخبزهم بأيديه الآثمة اصبحوا صخرة تتفتت تحتها كل المخططات رغم قلتها او ندرتها .
    ويبقي في نهاية الأمر يا صديقي ، الرهان الأعظم علي الله الجبار ، وعلي الشعب الذي ذاق عظائم الأهوال ، والاغلبية الصامتة ، ونجوم تختفي وتظهر من ابناء الوطن الابرار .
والله متم نوره …

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.