الا رحم الله على محمود حسنين واسكنه فسيح جناتة

على محمود حسنين فى
ذمة الله وذاكرة التاريخ
والوطن

أفنيت عمرك فى الحياة مناضلآ ومدافعآ عن اعظم بلاد الله السودان

يا فارس الثوار فى يوم الوغى ومروع البشير والكيزان

يا راحلآ عن صحبة وعيونهم دمعآ يترحم لوعة الكتمان

قد كنت يا على المكارم مشعلآ تجلو الطريق الصعب للثوار

انت الذى قد عشت فينا رائدآ بالحب والأخلاق والإحسان

لم ينكسر يومآ شكيمة عزمكم ابدآ ولم تعبآ بفعل جبان

قد كنت نبعآ فى التعامل قدوة والكل يذكركم بطيب لسان

يتزاحمون لحمل نعشك كلهم وقلوبهم حرى من الخفقان

شبحآ على الكيزان عشت مزمجرآ  كالليث كالبركان كالطوفان

حملتك اجنحة الملائكة قمة ومضيت الى الفردوس والريحان

واسكنه يا الله مع الشهداء ابلغ رحمة وارزقه الفردوس طيب جنان .

الا رحم الله على محمود حسنين واسكنه فسيح جناتة ، يعتبر المحامى على محمود حسنين من الاتحاديين الأوائل الذين وهبوا حياتهم وحبهم للوطن ، عاش ومات من اجل هذا الوطن ، كان مناضلآ جسورآ ضد الديكتاتوريات ابتدآ من انقلاب مايو فى العام ١٩٦٩ ، الذى جاء ب” جعفر نميري ” الى سدة الحكم وقف المناضل آنذاك موقفآ قويآ ، وتأسيسه مع الشريف حسين الهندي الجبهة الوطنية فى الخارج رفض المساومة والمصالحة او مهادنة الأنظمة الديكتاتورية أمن بالديمقراطية منهجآ . وسطر لاسمه مناضل بأحرف من نور كان نزيهآ شريفآ عفيف اليد واللسان لم تتنازعه الدنيا فى نضاله فكان صلبآ كصلابة الجبال .

فهو من مواليد ١٩ مايو ١٩٣٨ ، وخريج جامعة الخرطوم ولدية بكالوريوس فى القانون وماجستير القوانين جامعة نورث سترن فى شيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية وهو محامى منذ العام ١٩٦٣ ، تقلد بعض المناصب فى مسيرته المهنية فمنها منصب رئيس الجبهة الوطنية العريضة بالانتخابات المكونة فى العام ٢٠١٠ بهدف إسقاط نظام الانقاذ كما شغل ايضآ منصب نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وهو احد ابرز المناضلين من اجل  الديمقراطية وحقوق الانسان  .

وكذلك الحال عندما جاء الإسلامويون الى سدة الحكم  فى العام ١٩٨٩ ، بانقلاب عسكري ادى الى نهاية الديمقراطية الثالثة ، ايضآ وقف  على محمود حسنين مدآ عنيدآ جسورآ  فكان دائمآ كثير الظهور على الشاشات مفندآ  مزاعم النظام وكان اخرها رغم سقوط البشير ضد المجرم ” حاج ماجد سوار ”  على قناة الجزيرة فلقن  ” حاج ماجد سوار   ” درسآ فى الانضباط والمعرفة والتمسك بالديمقراطية وكان من المبشرين بالثورة .

كان حلمه الاول والأخير ان يدفن على ارض  السودان وهاهو يستجيب الله لدعواته، وعند وصوله لمطار الخرطوم بعد زوال حكم الطاغية البشير قام بتقبيل ارض المطار فكان حقآ مشهدآ يقتصرة القلب دمآ ، بحكم خلفيته القانونية اسند اليه ملف مقاضاة سدنة نظام البشير بداء يقوم بمقاضاة الخونة الاسلاميين هو والمحامي
” كمال الجزولى  ” العضو النافذ فى الحزب الشيوعي السوداني  ، وجه تهمة قتل المتظاهرين للمخلوع البشير وكما وجه تهمة الإرهاب ل”على عثمان ” والمشاركة الجنائية لقتل المتظاهرين ل”صلاح قوش “
افترش ارض الاعتصام والتحف سمائها حبآ لهذا الوطن رغم انه قد تجاوز من العمر عتية .

خسر السودان احد مناضليه وخسر الثوار بخسارته الشئ الكثير الا رحم الله ابو محمود واسكنه فسيح جناته والهم اهله وزويه الصبر والسلوان  ، هديتنا الوحيدة له ان نتمسك بالديمقراطية قلبآ وغالبآ  ونحن  بإذن الله على منهجه وطريقه سائرون  .

إنا لله وإنا  إليه راجعون

الكاتبة : رحيل فضل الله