الأحد , مايو 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *عبدالحي يوسف ومحاولة استغلال الدين كدرقة للحماية بعد أن كان غطاءً للقتل والفساد والاستبداد* …

*عبدالحي يوسف ومحاولة استغلال الدين كدرقة للحماية بعد أن كان غطاءً للقتل والفساد والاستبداد* …

*لا يجب السماح بنقل مركز ثقل الحوار من قضايا الفساد والقتل إلى جدال الشريعة والدين*.

*مبارك أردول* 

يلاحظ خلال الأيام التي أعقبت سقوط نظام الإسلام السياسي الشمولي، والذي حكم البلاد لثلاثين عاماً، واتسم حكمهم بالفساد المالي والأخلاقي وانتشار القتل والحروب وتدمير الاقتصاد وتشريد المواطنين بين نازحين ولاجئين وشباب افترستهم أسماك البحار هاربين من جحيمهم، وتعطيل دولاب الدولة وتحويلها لمرتع لمحسوبيهم والاستبداد السياسي وتكميم الأفواه ضد كل مخالف لهم، وامتطائهم للدين وفتاويه للقتل والسحل والاستبداد، ساعدهم بذلك عصبة ممن اطلقوا على أنفسهم علماء السودان يزينون ويفتون لهم السوء.

من نراهم الآن يتشدقون باسم الدين والشريعة مرة أخرى في محاولة يائسة للتشويش والتغطية على الجرائم والفساد والأموال التي سرقوها.

علماء النظام السابق أمثال عبدالحي وغيرهم غير مؤهلين أخلاقياً للدفاع عن هذا الدين ولا أيّة عقيدة فهم قادة وعتاة الفساد والمؤطرين والمتواطئون مع زمرة المجرمين في حق الشعب السوداني، فلن يتحولوا بعدما أسقطناهم إلى دعاة الفضيلة وحفظ الشرائع الربانية.  

لم يتحرك هؤلاء النفر عندما قتل العشرات من أبنائنا العزل برصاص نظامهم وحكومتهم، ولكنهم يعتقدون مخطئين أن الاوضاع كما كانت وهنالك من يحابونهم ويحمونهم من حكم القانون والمحاكمة، ولكن هيهات.
يجب مسائلة هؤلاء عن مصدر أموالهم في محاكم علنية للثراء الحرام والمشبوه وكذلك محاكم الفساد؟ وعن ماهية مصادر كسبهم التي جعلتهم يمتلكون هذه الثروة الضخمة ومن أين لهم بها؟ فلا يجب الصمت عليهم فهؤلاء خطر على الأمن القومي عموما والامن الاجتماعي على وجه الخصوص بما يمتلكون من أموال ومنابر ظلت تقف دوماً ضد حق الشعب السوداني في وطن عادل ومستقر وشعب غير مستباحة حقوقه.

فلا يجب القبول بنقل مركز ثقل الحوار من نقاش وبحث قضايا الفساد والاستبداد والتي تمس حياة المواطن مباشرة من حريته وسلامه وعدالته إلى قضايا الشريعة وجدال الدين وفقه المذاهب، فإننا إن قبلنا بذلك فقد قبلنا بالنقاش في حلقة دائرية أو ما يعرف ب(تشتيت الكورة) وسنكون حينها فريقين متساويين، يطرح كل منا آراءه وحجته ويدافع عنها، وهم حتماً سيزايدون بصوت عالٍ لإخفاء شيء ما، وسيكون النقاش نقاش أفندية أو فقهاء دين بدلاً عن مواطنين وضحايا مقابل عصابة مجرمين وفاسدين.

هذا النقاش الذي يحددون هم موضوعاته سيحجبنا من النقاش والتطرق إلى القضايا الحقيقية التي وقفت خلفها حكومتهم باسم الدين، وإن مناداتهم بالشريعة تحجبنا عن محاسبتهم ومساءلتهم عن الأرواح التي سقطت بسلاحهم والأموال التي يحتفظون بها في حساباتهم وبيوتهم، ولذلك في المقام الأول يجب أن نعلم أن هؤلاء غير مؤهلين للنقاش عن أي أمر سوى محاسبتهم وتجريدهم من تلك الأموال التي نهبوها والقصور التي ابتنوها والأرواح التي أزهقوها، والدين والشريعة لن يكونا الآن درقة للحماية وتعبئة وتجييش البسطاء بعدما كانا وسيلة وغطاء للفساد والاستبداد طيلة الثلاثة عقود الماضية.

ما فائدة الشريعة التي يحدثونا عنها الآن والتي لم تمنعكم من الافساد والاستبداد طيلة عقود حكمكم؟ لا تقبلوا بتغيير مركز ثقل الحوار إلى القضايا المقدسة، وليس ذلك من خوف أو ضعف بل لأنه يصرفنا عن المواضيع التي نحن بصدد إثارتها معهم، اكمالا لثورتنا الظافرة، وحتما ستعقب مناقشة القضايا هذه إجراءات ومحاكم تبيّن للمواطن كيف أن من يتحدثون باسم الدين مجرد كذبة وقتلة ومجرمون كمن هم في السجون حاليا.

في الختام علينا أن نعلم أنهم يتطرقون لذلك لسببين:
الأول:  هو إخفاء للأثر والأدلة وبالتالي التهرب من  الملاحقة وتصوير محاسبتهم انه استعداء للدين والشرع، والثاني: هو أنهم يريدون العودة للحياة مجدداً كأن شيئا لم يكن باسم حماة ودعاة الدين والحافظين لحدوده، ولكن في الحقيقة لا يوجد خطر على الدين أكثر منهم.

28ابريل2019م

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.