*لا مساومة حول مدنية السلطة الإنتقالية*

💢* *تصريح صحفي للحزب الشيوعي السوداني** 

صرح د.على الكنين الناطق الرسمي المكلف لصحيفة الميدان بأن سكرتارية اللجنة المركزية ناقشت، في اجتماعها أمس الأحد 28/4/2019، العملية التفاوضية الجارية بين المجلس العسكرى الذى وضع يده على السلطة بعد انهيار الحكم الدكتاتوري، وقطع الطريق أمام تكملة أهداف الانتفاضة وبين اللجنة التفاوضية لقوى الحرية والتغيير، المفجر الحقيقى لانتفاضة شعب السودان، للتوصل لانحياز المجلس العسكرى لانتفاضة الجماهير بتسليم السلطة لمجلسها المدني ممثلا للشعب، والرجوع لمهامه الأساسية لحماية الوطن، حدوده وسيادته. 
لكن أصبحت سمة هذه المفاوضات المماطلة وعدم قناعة المجلس العسكرى بالانحياز لهذه الانتفاضة العارمة، بل أصبح يتحاور أحيانا مع فئات أخرى معادية لها، مثل المجموعات المنسلخة من المؤتمر الوطني الهالك، بالرغم من اعترافه بأن قوى الحرية والتغيير هي ممثل هذه القوى التي تملك الشارع وتملأ ساحات الاعتصام وتقوم بالمواكب والمظاهرات في كل مدن وقرى السودان.
إن ممارسة المجلس العسكرى وإصراره على أن يكون السلطة العليا، وقيامه بتصريف مهام البلاد والاستمرار في تفعيل سياسات النظام البائد، وتصريحاته بالإبقاء على مؤسساته الإقتصادية والعدلية والأمنية و على الاتفاقيات التي تمس سيادة الوطن، والارتباط بالمحاور العسكرية الاقليمية، وعدم تصفيته لجهاز الامن القمعي وإعتقال رموزه الذين مارسوا التعذيب حتى حد القتل، والتصريح بضم مليشيات النظام السابق العسكرية مثل الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية للقوات النظامية،  كل ذلك مؤشر على انفراده بالسلطة وممارستها دون مشاركة القوى التي تقود الإنتفاضة في اتخاذ القرار، ويوحي على نيته فى إدخال البلاد فى دورة حكم عسكرى انقلابي جديدة وإعادة الحلقة الشريرة.
إننا ننادي ونأمل بأن يكون الاعتصام قد حقق هدف الإنتفاضة قبل الدخول في الإضراب السياسي والعصيان المدني وأن تكون الفترة الانتقالية فترة حكم مدني مؤسسي يمهد الطريق لحكم ديمقراطي ولسودان يسع الجميع، وهذا مبتغى الجماهير ولن يتأتى إلا بتسليم السلطة لمجلس سيادة مدني، صلاحياته لا تتعدى القيام بالأعمال السيادية التشريفية منها والديبولماسية ولحكومة الفترة الانتقالية التنفيذية، يراقبها ويحاسبها ويشرف على أدائها مجلس قوى الانتفاضة التشريعي الانتقالي، ذات البرنامج والمهام المتعلقة بحل قضايا ثلاث عقود من حروب ونزاعات قبلية واقتصاد في الهاوية وتحقيق العدالة فيما أرتكب من جرائم وانجاز العدالة الانتقالية، وندخل رحاب سودان ديمقراطي بعد أن يحدد أهله كيف يحكمونه في مؤتمر دستوري وتختم الحكومة الانتقالية فترتها الزمنية المحددة بأربعة سنوات بانتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها كل أهل السودان.
*عاشت انتفاضة شعب السودان والمجد والخلود لشهدائها والشفاء العاجل لجرحاها*