السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *خطاب رئيس الحركة الشعبية حول الراهن السياسي، وتطوُّرات الإنتفاضة الشعبية**

*خطاب رئيس الحركة الشعبية حول الراهن السياسي، وتطوُّرات الإنتفاضة الشعبية**

*الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال SPLM-N*

*خطاب رئيس الحركة الشعبية حول الراهن السياسي، وتطوُّرات الإنتفاضة الشعبية** 

*إلى جماهير الشعب السوداني، وقوى الإنتفاضة الحية :* 

         تحية الثورة والنضال،

هذه هي الإنتفاضة الثالثة في عمر السودان المُستقِل والتي نجحت في خلع ديكتاتور بعد دماء وتضحيات، ولكن كل مرة تقفز قوى الظلام سواءً في لبوسٍ خضراء بإسم الجيش، أو في قفاطين صفراء بإسم الدين – وذلك لقطع الطريق أمام أحلام وتطلُّعات الجماهير المشروعة في الحرية .. والسلام .. والعدالة .. والمساواة والتغيير.
لقد مر 63 عاماً على ما يُسمَّى بإستقلال السودان، تحوَّلت خلالها البلاد وبسبب إستهتار النُخب السابقة التي تقدَّمت الصفوف للقيادة إلى حقل تجارب لنظريات وبرامج عشوائية لا رابط بينها سوى المصالح الحزبية والإقليمية الضيقة والتحيُّزات العنصرية القميئة … ديكتاتورية مدنية ماضوية إنكفائية، تعقُبها ديكتاتورية عسكرية همجية … حروب أهلية وتدمير للنسيج الإجتماعي، تهجير، تنزيح قسري، تدمير للمؤسسات، ونهب مُنظَّم، وما يتبع ذلك من إفلاس مادي وفكري تام.
كنا نتوقَّع أن يكون الفريق/ البرهان ومجلسه، وبعد أن أدوا دورهم في خلع الطاغية قد تعلَّموا من تجارب ودروس الماضي ليقوموا بإلغاء الشريعة الإسلامية لمنع إستغلال الدين في السياسة، ثم تسليم السلطة فوراً للمدنيين من أهل الدِربة والدراية بشؤون الحكم في قوى الحرية والتغيير، على أن يعودوا إلى ثكناتهم لأداء واجباتهم المنصوص عليها في الدستور كجيش وأجهزة أمنية تابعة للدولة. لكن لاحظنا أن المجلس العسكري قد وضع مصداقيتهِ على المحك من خلال المماطلة والتسويف والتعنُّت، ليثبت أنه لا يعدو كونه جناح عسكري لنظام المؤتمر الوطني البائد، بل يحاول المجلس يائساً تجريب المجرَّب، والإستماع لفلول النظام والأصوات القادمة من الخارج، بدلاً عن الإستماع والإستجابة لصوت الجماهير التي صنعتهم، أو تنفيذ ما يريده المحتجّون وتحقيق الأهداف التي ثاروا من أجلها.
إن الشعب السوداني مفجر الثورة قادر على إدارة  شؤون البلاد وإصلاح ما دمَّرته الإنقاذ بإسم الدين تارةً، وبإسم العروبة تارةً أخرى دون حاجة لوصاية من أحد، و لا يجوز لأي كان أن يستهين بهذا الشعب الجبَّار، وهو الذي أنجب جون قرنق ديمبيور – محمود محمد طه – يوسف كوه مكي – ومنصور خالد. فأرفعوا أيديكم عن هذا الشعب، وعليكم أن تكفّوا عن قتل تطلُّعات هذا الشباب الحي، وأحلام أجيال عصر الحداثة.
رسالتنا لجماهير الإنتفاضة ألاَّ تسمحوا هذه المرة لأي كان بعرقلة وتعويق عملية التغيير التي بدأت عجلتها في الدوران … عليكم بالإستمرار في المقاومة السلمية بكل ثقة ومواصلة الإعتصامات والإضرابات حتى يتحقَّق التغيير كاملاً، ولن تخسروا شيئاً بالإستمرار في الإضراب غير الفقر والبطالة وبيوت الأشباح وخطب شيوخ الضلالة وكبار الضباط الذين يدافعون عن الظلم والإستبداد، والمشاريع الرجعية التي أقعدت السودان عن النهوض وعطَّلت مسيرته نحو آفاق النمو والتقدُّم.
بالمشاركة في الإنتفاضة السلمية يتحقَّق التغيير بكُلفةٍ أقل، وسيُكتب للبلاد مستقبل واعد وسودان جديد تسوده قيم ومباديء الحرية .. والسلام .. والعدالة .. والمساواة، وفرص وافرة للترقِّي وتحقيق الذات وبناء وطن يسع الجميع.
نؤمن بأن هذا  السودان مؤهَّل ومحمَّل بكل أسباب النماء والتطوُّر لتحقيق مجتمع الرفاه، وذلك ليس بـ(يوتوبيا)، وإنما مسألة حتمية لما لديه من موارد مادية ذاخرة وبشرية خلَّاقة، وكل مقومات الدول التي حققت النمو، والفرق أن تلك الشعوب قد تركت الخبز لخبَّازه، وإنصرف كلٌ لأداء دوره بناءً على مبدأ فصل السلطات وإتجاه البشرية العام للتخصُّص بُغية الإتقان والتجويد. 
إن هذا الشعب قد دفع من ماله وإبتعث الآلاف من أبنائه إلى الخارج لإكتساب العلوم والمعرفة لقيادة عجلة التنمية البشرية والإقتصادية، وتمكيننا من اللِّحاق بركب العالم المُتقدِّم، فليترك لهم الفريق برهان الفرصة للقيام بدورهم.
لقد شكَّل الإعتصام لوحةً وطنية زاهية جمعت كل ألوان الطيف السوداني، ومثَّل ملحمةً حقيقية تخطَّت كل الحواجز الوهمية التي رسختها قوى السودان القديم، وبعثت الأمل في تجسير الهوَّة وتوحيد الإرادة السياسية والوجدان الوطني السوداني على طريق بناء وحدة عادلة وسلام شامل ودائم.
لقد واتتكم الفرصة لإحداث تغيير حقيقي، شريطة مواصلة النضال وإستمرار المد الثوري للحيلولة دون تسلُّل أصحاب الأجندة الرجعية وعناصر الثورة المُضادة لخلط الأوراق وتعطيل المسيرة بإجهاض الثورة. وبما أن المُعاناة قد إستمرت لثلاثة وستون عاماً، يتعيَّن عليكم توطين أنفسكم على مقاومة الطغمة الحاكمة حتى لو كلف ذلك ثلاثة سنوات.

النضال مستمر والنصر أكيد،

*القائد/ عبد العزيز آدم الحلو* 
رئيس الحركة الشعبية لتحرير
       السودان – شمال

      24  أبريل 2019

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.