الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / في أول حوار له بعد عودته من منفاه الإجباري (2_____2 )

في أول حوار له بعد عودته من منفاه الإجباري (2_____2 )

في أول حوار له بعد عودته من منفاه الإجباري
رئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين في حوار الثورة ومستقبل الوطن :___
عانيت الأمرين في الغربة وهي سجن متسع ، ولكنها أتاحت لي عرض القضية السودانية للمجتمع الدولي.
أثناء غربتي أسست الجبهة الوطنية العريضة وهي ليست حزب بل وعاء شامل يقوم على عدة مباديء.
منفاي كان إجبارياً وهددت من بالقتل من رئيس جهاز الأمن السابق لموقفي المؤيد للجنائية .
جيل الشباب الحالي مقتدر وأفضل منا وتصدوا للنظام السابق بصلابة وإبداع عجيب.
ثورة 19 ديسمبر عظيمة ولم تحدث مثلها ثورة في السودان وهي معلم من معالمه .
القيادات السياسية تفتقر للديمقراطية وإحتكرت المناصب العليا في الأحزاب ومنعت الشباب من الوصول إليها.
المرأة السودانية أثبتت أنها أقوى نساء العالم وأقولها بالصوت العالي يجب أن تقود هذه الأمة .
أحداث متسارعة ، وأمور كبرى تحدث في البلاد منذ السادس من أبريل الماضي وإلى هذه اللحظة ، من خلع لرئيس سابق وتعيين لإثنين على رأس أعلى قمة أضحت تحكم البلاد والعباد ” المجلس العسكري” وتغييرات جذرية حدثت في السودان في بنيته  السياسية والأمنية والإقتصادية وخلافه ، كثيرون إختاروا بلاد الله منفى لهم ، بعضهم عاد وآخرون آثروا البقاء ريثما تتضح لأمور وتنجلي حقيقتها وتبين الحقائق.
من عادوا للوطن الذين و   الأستاذ علي محمود حسنين  مكث في الغرب عشر سنوات كاملات من عمره وعمر الإنقاذ التي حين أوان عودته وجدها ماض قريب من تأريخ السودان ، حمل الرجل حقائبه ويمم وجهه شطر الخرطوم ومنها رأساً لأرض الإعتصام أمام بوابات القيادة العامة.
ذهبنا وجلسنا إليه وتحدث الرجل عن كل ما جرى له في  هجرته وإلى آوان عودته ورؤيته وما يأمله في المستقبل المرجو الذي تنتظره هذه البلاد .
حوار : الرشيد أحمد
بداءاً حمدلله على السلامة ؟
الحمدلله وبارك الله فيكم وكتر خيركم أخي .
سنوات عشر
وماذا عن سلامة الوطن ؟
كنت في شوق بارح للوطن ، وسعدت غاية السعادة أن تطأ قدماي أرضه  ، بعد غياب لعشر سنوات ، كنت في الغربة وأعاني الأمرين فيها ، وهي سجن ولكنها أتاحت لنا حرية الحركة والتواصل مع كل فصائل القوى السياسية السودانية وعرض القضية السودانية في المجتمع الدولي ، وجميع السودانيين في دول المهجر وهم كثر ، كل هؤلاء في هذه الدوائر الثلاث ، وكنا نستغرق وقتنا ليل نهار ، وكنت أعمل لقضية الوطنية ما لا يقل عن 20 ساعة في اليوم ، أحملها على ظهري وأجوب بها بلاد الله وأبشر بسقوط النظام وكنت على الدوام منتظر هذا اليوم وأراه قريباً بينما كان غيري يراه بعيداً .
القضية الوطنية
نود منك تفصيل للعشر سنوات التي قضيتها في الخارج ، ماذا فعلت فيها ؟
كل وقتي ويومي كلها خصصتها للقضية الوطنية ، لم يكن لي عمل أرتزق منه ، كنت متفرغاً وكان أكلي وشربي يأتياني  من السودان ، وكانت لي بعض العقارات بعت بعضاً منها  والإيجارات تحصل وترسل لي في الخارج ، وهذه هي التي تقويني على معاشي ، عملت في مجالات عدة لبلدي منها الإتصال بالداخل مباشرة مع كل أقاليم السودان ، ومع كل القوى السودانية هنا ، وتجميع السودانيين في دول المهجر ، كنا نلتقيهم ونتفاكر في أمر الوطن ، إهتممنا بالسودانيين الوافدين من السودان هرباً من النظام  بعدد عبورهم البحر الأبيض المتوسط وبعد مخاطرات والبعض الآخر يكون قد مات غرقاً وأصبح طعاماً للأسماك ، كنا نستقبلهم وندعهمهم بمذكرات وتأييدات حتى يحصلوا على إقامات في هذه البلدان ، كنا نتصل بالدول المختلفة ونشرح لهم القضية الوطنية ، ونطلب منهم عدم التدخل في الشأن السوداني دعماً لنظام الإنقاذ ، وأكدنا لهم أن قضيتنا سودانية وأن شعبنا ووحده هو القادر على إزالة هذا النظام، ولم نطلب منهم عوناً ، بل نريد مهم تفادي خطرهم وألا يدعموا هذا النظام ، هذا ما طلبناه من المجتمع الدولي ، زرت معظم الدول في أوربا وغيرها وإجتمعت مع كافة المسوؤلين فيها  .
في أثناء غربتي أسست الجبهة الوطنية العريضة وهي ليست حزب سياسي وهي وعاء شامل يقوم على ثلاثة مباديء أولها إسقاط النظام ، والثاني عدم التحاور مع النظام مطلقاً ، والثالث  المحاسبة والمحاكمة لكل من أجرم في حق الوطن أو المواطن ، أعددنا في الجبهة مشروع دستور إنتقالي ، وقانون للمحاسبة الفساد السياسي ، والإقتصادي والإعلامي وقانون لإعادة بناء الأحزاب السياسية لأنها القوى التي تدعم النظام الديمقراطي والأحزاب التي تتخذ الديمقراطية وغير قادرة على حماية النظام الديمقراطي ، ونريد إنشاء أحزاب تقوم على المؤسسية بعيداً عن الطائفية والتوارث القيادي ، هنالك منهج كامل وكل هذا ضمناه ، وهي ليس مشروعات سياسية فحزب إنما قوانين مفصلة تفصيل دقيق مصاغة صياغة قانونية محكمة ، أعددنا البديل لهذا النظام ، في كافة الجوانب ، كنا نعد وننتظر سقوط النظام وكنا جاهزين ببديل متكامل ليزيل هذه التشوهات التي أحدثتها الإنقاذ التي أوقعت فيها الشعب السوداني ، لأننا كناعلى يقين أن هذا النظام سيسقط ومنتظرين هذا اليوم والثورة وجاهزين لما بعدها ، وجئنا للبلاد بعد تحقق نبؤءاتنا وقامت ثورة جامعة قادها شبابنا مقتدر وجلهم ولد في الإنقاذ ولكنهم تحصنوا بالعلم والقدرة والصلابة وتمكنوا أن يتحصنوا بالعلم عبر الإطلاعات الواسعة وهذا جيل مقتدر وخير من جيلنا الذي كان يتلقى المعلومة عبر المدرس أو الكتاب ، وكل أبواب المعرفة فتجحت لهم وتصدوا بها لهذا النظام في صلابة وإبداع عجيب ، لاحظت أن هذه الثورة كان فيها إبداعات في الهتاف والتنظيم والأداء وإنتهاءاً بالإعتصام الذي جمع ما لايل عن سسبعة مليون سوداني في صعيد واحد.
محاسبة الطغاة
إن جازت التسمية منفاك الذي إخترته بالخارج وأكملت فيه عشر سنوات هل كان إختياراً أم إجبارياً ؟
كان إجبارياً لأن لم أكن أرغب أن أبارح وطني ليوم واحد ، حاربت الإنقاذ لمدة تجاوزت العشرين عاماً ، كنت هنا بالداخل ودخلت المعتقلات ، وتعرضت للأذى كثيراً وأنا بالداخل ، وأخيراً هددت بالقتل المباشر من قبل جهاز الأمن وعن طريق رئيسه وذلك لموقفي المؤيد للجنائية ، ولم أؤيدها للقضية السوادانية فحسب بل كوعاء لتحقيق العدالة الدولية سواء كان على السودان أوغيره ، وظللت أدعو لتكوين مثلها منذ أن تخرجت في جامعة الخرطوم في بداية الستينيات ، لتحاسب الطغاة في بلادهم لأنهم عادة لا يخضعون للمسأئلة فيها لأنهم يتحكمون في القضاء والنيابة والتشريعات ويصنعون لأنفسهم الحصانات المتعددة ، وكان لابد من البحث عن محكمة جنائية دولية تحاسبهم  على جرائمهم ، ولم أكن مبتدعاً فقد قامت محاكم نورمبيرج سنة 1949م عنما حكمت على الطغاة من نازيين وغيرهم ومحاكم طوكيو ، وبعدها لاحقاً قامت محاكمات أروشا في تنزانيا لمحاكمة قضايا مجرمي رواندا ، ومحاكم  يوغسلافيا ، المفهموم هذا موجود في العالم ولكن الجنائية الدولية تمتاز على هذه أ بديمومتها  وأنها ثابتة وليست عرضية تكون وفقاً للحالات، النظام لم يرضى هذا وأعتقلني أكثر من مرة لهذا الرأي وجاء التهديد المباشر بالتصفية الجسدية إذا أيدت المحكمة الجنائية وكانت التهديد جاد وواضح ، وكان لابد من ترك البلاد ليس خوفاً من العقاب ، ولكن أردت الخروج لتكون لي مساحة لدفع المسيرة الوطنية والنضالية وأن أفعل ما فعلت وهو أثمر مع جهد الأخرين في هذه الثورة .
نسيجة وحدها
ثورة 19ديسمبر كيف تراها؟
ثورة عظيمة لم يحدث مثلها في السودان ، لأسباب منها أنه بدأت في الريف ولم تبدأ في العصمة لأن معظم الثورات السابقة كانت تبدأ في الخرطوم ، هذا يميزها عن الثورات السابقة ، هذه المرة الثورة يقودها شباب مطلع صلب قوي ومدرك ولم تقدها القيادات السياسية ، وهذه كان لها مواقفها والثورة جاءات لتراكمات لنضالات عدة من بينها نضالات الأحزاب ولكن قيادتها البارزة هي الشباب حتى الذين ينضوون في الأحزاب ، وهي ثورة شبابية صرفة ، المعلم الثالث أن الثورة قادتها المرأة السودانية وهي في الماضي كانت تشارك جزئياً ولكن هذه المرة قادت الثورة ولها دور إيجابي ولم تكن تابعة ولكنها قائدة ، وهي أثبتت أنها أقوى نساء العالم مطلقاً وحق لها القول بالصوت العالي أن تقول أنها تقود هذه الأمة ، المرأة الآن إنتزعت حقها بيدها وأصبحت صاحبة قرار وموقف وهذا بسبب هذه الثورة ، والثورات الماضية أخذت ايام معدودة ، أكتوبر كانت تسعة أيام ، وأبريل أيضاً أيام معدودة وهذه إستغرقت أربعة أشهر ولا وزالت مستمرة بصلابة وقوة وشراسة ، وإنتهت بإعتصام شامل أمام الجيش ، وحدد المعتمصمين موقفهم وهو إسقاط النظام كما قالت إمرأة ” تسقط بس ” هذه المقولة قالتها إمرأة عظيمة وأصبحت هذه الجملة شعار الثورة السودانية ، هذه الثورة معلم من معالم الأمة السودانية ، أعادت للإنسان السواني ثقته وعزته وكبريائه وكرامته ، وبعد أن كنا في ضياع ودولة متسولة ، نحن ندعي مطمئنين أننا أصبحنا أمة راشدة رائدة قائد
ة قوية ومن الأن فصاعداً لن تكون يدنا هي السلفى بل العليا ، ونستطيع توجيه شعبنا لإستثمار كل قدراته ، وسنكون قريباً دولة إقتصادية كبرى نقدم المنح لمن يحتاجها .
قيادة الشباب
الشباب ظلموا منكم أنتم شيوخ السياسة ، لكنهم فعلوا ما لم تفعلوه وأسقطوا الإنقاذ ، ماذا أنت قائل ؟
التعميم ليس صحيحاً ، أنا شخصياً كنت مع الشباب وقاتلت الشباب في حزبنا وغيره ، ولم أعمل إلا معهم وفي كل المجالات ، ولغتي شبابية ، لكن بوجه عام ولأن القيادات السياسية تفتقر للدميقراطية ولأن مؤسساتها ليست ديمقراطية صحيحة إتحكرت القيادة العليا ومنعت الشباب من أن الصعود إليها ، لذلك ظلوا بعيدين عن موقع إصدار القرار ، هذا عيب في تكوين الأحزاب السياسية ، لذا عملنا قانون تنظيم الأحزاب ، وهو يفتح المجال للشباب ، وقلنا لاي يجوز أن يتسنم الحزب رجل لأكثر من دورتين ، والدورة أربعة سنين ، وأن لا يصبح الشخص رئيساً لحزب لأكثر من ثمانية سنوات ، وكذلك المناصب العليا في الأحزاب قلنا أن الأحزاب لا تقوم على أساس طائفي أو ديني وطالبنا أن يتدرج الأمر فيها من القيادة وفتحنا القيادة للشباب ونتوقع عند إجازة القانون أن يتصدر القيادة الشباب عبر الأسس الديمقراطية داخل الأحزاب وهذا لنتدارك فيه الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها الأحزاب حيث تصدرهاالذين توقف عطائهم ونضب معينهم ولم يعودوا قادرين على قيادة المراحل الحالية.

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.