ما بعد البشير …

   الجريف العتية تنطلق في سيرها علي ركاب المجد ، وتطوي زمان الصبر في إبطيها ، وتغرد وحيدة كما غرد الأطباء فلم يجدوا الا أنفسهم بين زخم الصمود وعذاب الوعود ، والمسير علي خطى الجدود ، فما هانوا ولا استكانوا ، وكان لهم ما ارادوا ، ولو جزءا قليلا .
    وها هم سكان منطقة الجريف ، يتحسسون خطى من سبقوهم ، ويسوقون عجلتهم لحماية ارضهم وعرضهم ، وكل ينادي بحقوقه ، ولا نشك في أن ما ضاع حق وراءه مطالب .
      نحي كل من خرج ينشد حقه بلا خوف ولا رهبة من طواغيت النظام المستبد الظالم ، بقيادة بشيرهم السفاح المجرم المطلوب دوليا” ، وهو يغتصب كل من تقع عليه عينه ، مستندا علي معاونيه وقتلته الماجورين ، مشرعين أسحلتهم في وجه المواطن الأعزل ، الذي لا حول ولاقوة له **

وكما قال واصل بن عطاء:

حتّى متى لا نرى عدلاً نُسَرُّ به **
ولا نرى لولاة الحقّ أعوانا **
مستمسكين بحقٍّ قائمين به **
إذا تَلَوَّن أهل الجور ألوانا**
يا للرّجال لداء لا دواء له**
وقائد ذي عمى يقتاد عميانا**

   وتبقي المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار ، سنظل نسلب كل يوم حقوقنا وممتلكاتنا ، وتبقي اعادتها   تحتاج منا كل يوم لدماء ، وكأننا نقدم القرابين ، والكرامات من دماء شعبنا لأجل إعادة جزءا بسيطا” مما سلب ، وتدور رحاها وتستمد مشتهاها وهذه الحكومة المأفونه بسنانها  وتجبرها تستغل الصمت المذل ، فالقابعون الصامتون الذين لم يصلهم بطش الطاغية ظننا انهم بعيدين عن مداه وهم أقرب اليه طالما انه يعيشون تحت سقفه ،  فلا يوجد طامع يكتفي بالمطامع .
  بعض الاخوة نسال الله لهم الهداية ، يظنون ان الثورة والاقتلاع هي طريقا اخر الي سوريا والعراق واليمن وهم لا يريدون هذا المصير ، وكانهم يمتلكون المستقبل في اياديهم ، واصبحوا ( بله الغائب )  آخر بلا شعور .. الم تعلموا ان الله يرى .. ولو اراد الله لنا مصيرا آخر لكان .. الم تسمعوا سبحانه وتعالي كلما في قوله : ( اوقدوا نارا للحرب اطفاءها الله) .. يا سبحان  الله .. علينا أن نقف مع العدل وننبذ الظلم ، بعيدا عن التنبؤ بالمستقبل ، ولو كانت القراءة للاحداث علي هذا المنهج فيجب ان لا ينفذ العدل في القادة واصحاب المناصب العالية الرفيعة ، فمن جراء هذا ستحدث المصائب الجسام ، علينا ان نرتقي بمفاهيم الحياة ، ونستوعب العبر والدروس ، من الذين سبقونا .
  طالما نحن صامتون اليوم علي الظلم الذي يعانيه اخواننا ، غدا ستقع علينا الواقعة ويصمتون هم ايضا .
     يجب ان نكون يدا واحدة مع الاطباء .
    ويجب ان نكون اهلا وعزوة للجريف .
     وكلنا اطفال هيبان .
وكلنا المشردين من جراء السدود .
    وكلنا من المتضررين من الفساد ، والعنصرية ، والقبيلية ، وضحايا استعمال الاسلحة الكيمائية ، وضحايا النفايات السامة المدفونة في الشمالية .
  وتبقي الحقيقة هي أن ننادي بالحق ، في كل بقاع وطننا الحبيب ، ونقتلع هذا النظام الفاسد الظالم  .
    و المستقبل بيد الله ..