الأحد , مايو 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / سلمية.. و الحساب ولد

سلمية.. و الحساب ولد

#الهدف
#الهدف_آراء_حرة

شيء من حتى! 

د. صديق تاور كافي

سلمية.. و الحساب ولد

حافظ الشارع السوداني المنتفض لثلاثة أشهر ويزيد، على صموده و تماسكه وسلميته، رغم العنف المفرط و آلة القمع المتوحشة لنظام الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة. وهو ما جعل هذه الثورة العارمة تحقق ضربات موجعة لهذا النظام، وتهز كرسيه بقوة، جعلته يتخبط في ردود أفعاله، ويكشف عن كرهه اللامتناهى للسودان وشعبه، بعد أن تيقن باستحالة تراجع هذا المد أو توقفه عند منتصف الطريق.

وفي مرات كثيرة يحاول هذا النظام المنهار أن يرهن وحدة البلد وأمنها واستقرار مواطنيها، ببقائه واستمراره، متوعداً الناس بانتشار الفوضى والنزوح وانفراط عقد البلاد، أسوة بمصير بلاد أخرى معروفة. وهذه نبرة ظل يرددها هؤلاء منذ أن استقر حكم البلد على أيديهم. كثيراً ما رددوا من باب التهديد (لا مانع أن نجعلها صومالاً آخر، تجربة الصومال ليست بعيدة، بعد لبنت ما بنديها للطير، …إلخ)، إلى أن انتهى الحال بما تضمنته خطابات عمر البشير  من تحذيرات بمصائر سوريا وليبيا وهكذا. ليبقى السؤال هو من أين يمكن أن تأتي هذه الفوضى (الفزاعة) لا سمح الله؟! من هو صاحب المصلحة في نشرها بين الناس.. ولماذا؟!
بكل تأكيد فإن هذه الفوضى لن تأتي من هذه الألوف التي ظلت تملأ الشوارع طيلة الأشهر الماضية. وهذا التأكيد يقرره الواقع المعاش، من خلال التطبيق العملي لشعار (سلمية.. سلمية، ضد الحرامية). طيلة هذه المدة ورغم احتشاد الناس في الشوارع، ليلاً ونهاراً، شيباً وشباباً، رجالاً ونساء، وهم لا يعرفون بعضهم من قبل، لم تحدث حالة مشاجرة واحدة بين أي إثنين منهم، لم تحدث حالة سرقة أو نشل واحدة، لم تحدث حالة تحرش واحدة،… بل العكس تأتي (جركانات) مياه الشرب وصواني الطعام من المنازل القريبة، وتفتح البيوت أبوابها تلقائياً لإحتضان من يطاردهم العسس،  ويتم إسعاف من يحتاج إلى إسعاف، حتى ولو كان من كتائب الظل، ويحني شاب ظهره لرفيقته كيما تطال السور وهكذا وهكذا. يحدث هذا في الظرف الذي تهاجمهم آلة النظام بكل وسائل القمع والقهر والتنكيل والتقتيل، وتدخل عليهم داخل مساكنهم ومساجدهم ومستشفياتهم، بل وفي خيمة العزاء. كل ذلك لم يخرج هذه الجموع من طورها ويجعلها تلجأ لردة فعل مماثلة أو حتى أعنف بمنطق ( البادئ أظلم)، ولو فعلت لوجدت المبرر لفعلها، ولكنها لم تفعل لإدراكها التام أن هذا ما يريد النظام وآلته الأمنية استدراجهم إليه، حتى يختلط الحابل بالنابل وتضيع الحقيقة، ويصيب الناس اليأس والقنوط.
إذاً فمصدرالفوضى الحقيقي هم من يروج لها ويصورها كمصير محتوم للبلاد إذا ما غاب عنها عمر البشير ونظامه ومنظومته. وحتى لا نسوق الكلام على عواهنه، دعونا نؤشر الآتي:
أولاً: منذ بداية هذا الحراك هناك مجموعات ظلت تأتي بسلوكيات غاية في الفوضى والاستفزاز دون أن تجد أي رادع، من أي جهة رغم إنكار الجميع لتبعيتها لهم، ولا حتى مجرد الوعد بالتقصي والتحقيق. من هؤلاء مجموعات القناصة الذين كانوا يتواجدون على أسطح البنايات العالية، ويستهدفون المواكب بقنص المتظاهرين.  والذين تخفوا فى أزياء القوات النظامية، والملثمين الذين يلبسون أزياء مدنية، ويستخدمون سيارات مكشوفة بدون لوحات، ينطلقون أحياناً من دور المؤتمر الوطني، مدججين بالمسدسات والبنادق، يستهدفون المتظاهرين السلميين،  والمندسون بين المتظاهرين يمارسون القتل خارج القانون. هذه المجموعات والتي تتحرك نهاراً جهاراً تعمل لمصلحة النظام و حزبه بالتأكيد، ولا تتبع لغيره.

ثانياً: الذين يطاردون المتظاهرين السلميين،  في شوارع الأحياء وداخل البيوت، رغم ما أعلنه النائب العام من أن ذلك لا يجوز،  ويدخلون المساجد (بأحذيتهم) لملاحقة الفتيات، ويتسورون المنازل، ويقذفونها بالبمبان، بل يقذفون المستشفيات أيضاً. ويقتحمون داخليات الطالبات،  وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنهم أو عن تصرفاتهم. 

ثالثاً: من يوظفون حالة الطوارئ لقمع الاحتجاجات الشعبية السلمية، رغم ما أعلنه رئيسهم من أن القصد منها هو الاقتصاد ومحاربة الفساد. هؤلاء يتصرفون خارج القانون ولمصلحة منظومة المستفيدين من النظام فقط. ومثلهم الذين يدهسون المتظاهرين السلميين بالسيارات ويستخدمون سيارات المطافئ والإسعاف للتخفي. 

إذاً فهذه الممارسات الإنتهاكات يسأل عنها منظومة جماعة الإنقاذ فقط، و الفوضى التى يروجون لها من باب تخويف الناس من مصير بلدان أخرى، هم من يسعى بقوة لجر البلد إليها. فالمستقبل أمامهم مظلم، والخوف من فقد السلطة ومن الحساب على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب السوداني، وسوء سيرتهم عند الخارج، يجعلهم يهربون للأمام، وتلك حماقة لن تؤدي إلا لزيادة الإحتقان ضدهم.

إن الذين يهتفون بالسلمية ضد الحرامية، و بالسلام والعدالة، لا يمكن أن يكونوا دعاة فوضى، بل هم الأكثر حرصاً على الأمن والاستقرار  وسيادة حكم القانون وسلامة البلد. والذين يتمادون في غيهم عليهم أن يدركوا أن الثورات لا تتوقف قبل بلوغ نهاياتها، ووقتها سيكون (الحساب ولد).

#موكب3ابريل
#موكب6أبريل
#على_طريق_الاضراب_العام_حتى_اسقاط_النظام
#تسقط_بس

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.