اكتوبر لم تحاور …
هكذا هي النهايات السعيدة فحكومة (البشير) بوثبتهم التي صنعو ها واحتفلوا بها فرحيين مستبشريين مهلليين !! وأطلقت زفرتها للمعارضات ونطقت كفرا وقالت هذا هو لسان حالي ، فيا ايتها المعارضات ماذا انتم معنا فاعلون ؟
بعد ان ضربنا بوجودكم عرض الحائط ، وشرعنا في تهميشكم بلا التفاتة ، وانبرينا نعقر الزبائح فرحين بالمغانم ، حبا وكرامة ، وانتم تتفرجون فاتحين أفواهكم ، صاغرين مما نحن فاعلون !!.
اما لسان حالنا فيقول : نعم لا يوجد حوار ولا وثبة علي ارض الواقع ، ولكنها مسرحية زينوها بافكارهم ، ومثلوها مع انصارهم ، واسموها (سودان الجرح النازف) ، وانتهت فصولها ، وفض سامرها ، وانتم في صمتكم تنظرون !! واستمرأتم السكوت والمواربة ، ونزلتم في وادي الصمت المخيب ، الذي تعودناه منكم ، وعدتم كما تعود الحية الي جحرها ، يوما تكذبونهم ، ويوما علي حالكم تضحكون ، ويوما تنددون بما ساقوه علي شعبكم المسكين ، وما هم باراءكم بمنصتين ، ولا لحديثكم ساءلين ، فقد قضي الامر ، وانتهي الميعاد .
حكومة البشير تعلم جيدا ويعلم شاردها وواردها ، وصغيرها قبل كبيرها انهم فاسدون ، سارقون مغتصبون ،كاذبون ، منافقون .. فماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ، وماذا يضير الشعب ، والحركات ، والجبهات ، طالما انكم علي منهجكم سائرون .
هاهو المنهج العقيم المتبع سابقا يرتد إيابا ، شعارات تنديدية تنتشر ، واساءات تغييرية تشتعل ، وفي الحقيقة لا يوجد جديد ، سوي صراع بلا مصارع ، وضغوطات بلا ضواغط ، وإتلاف يتوسده الإختلاف .
ولاندري أنسعد بمساندة شعوب العالم لمجتمعنا السوداني من جراء ما يعانيه من حكومة البشير وصحبته المتأسلمين من ظلم وقهر واستبداد وفساد ، ام نحزن من حكومات نفس الشعوب ، الذين ينظرون لفوائد شعوبهم التي لا يراها بمنظار السياسة والقيادة ، مسقطين هؤلاء الساسة منظار الإنسانية التي تحس بها شعوبهم المثقفة المستنيرة ، التي ارتدت ثوب الحرية ، وتحصنت برداء الديمقراطية ، فأمنت شعوبهم بالحقوق والحق أحق ان يتحقق ، ولم تهتم حكوماتهم بأراهم سوي إعلاميا ، ورمت بكل ما ينشدونه هباء منثورا ، ودعمت حكومة البشير وصحبته من المتاسلمين بمفهوم المصلحة المستقبلية لا تفقهها شعوبهم ، وتبقي مصالح شعوبهم في وجود الاسوء لوطنه هو الأنفع لوطنهم ، والافضل لوطنه ، لا يتطابق معهم في الكيفية ولا الشكلية ، ولا المواصفات ، وتبقي سياسة ( المغفل النافع لمصالحهم خيرا من الذكي نافع لوطنه ) .
واخيرا ها هي اكتوبر مرت مرور الكرام ، كما مر من قبله سبتمبر ، وكل شهور العام ، وتبقي الشواهد التاريخية نبراسا وعلم ، فأكتوبر خرجت بقادتها الميامين ، يحرسونها مثل الأم التي تحرس اطفالها ، ويشكلون لها درعا وفداء ، وملاذا” آمنا لشعبهم ، واعتلوا صفوفها الامامية ، ولم ينتظروا العالم الخارجي ليغطي الخيبات او يزيد الضغوطات ، او يحمي الطلقات .
اخرجوا لنخرج ، او اصمتوا لنسكت ، فلا يوجد صليل بلا سيوف ، ولا صهيل بلا خيول .
( اللهم ذرني اتبع من يدلني ولا يذلني ، ومن ينصحني ولا يفضحني )
الثورة تقاد من الرسن وليست من الذيل …
Ghalib Tayfour