السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *عن الثورة السودانية أتحدث*

*عن الثورة السودانية أتحدث*

*بقلم: د.أحمد بابكر*

الثورة في جوهرها هي عملية تفاعلات مستمرة يفترض أن تقود إلى تغيير عميق في بنية الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، أي أن هدفها بشكل مبسط ومختصر هو التغيير نحو الأفضل لحياة الناس.
والثورة السودانية التي تتفاعل الآن في الشارع، وفي النفوس وفي الوعي الجمعي والفردي هي الاستجابة الطبيعية لأكثر من 60 عاماً من تراكم الفشل والتردي والتكلس الذي أصاب حركة التطور الوطني.
إذاً هذه الثورة، عظيمة القسمات، استثنائية الطبيعة، ونبيلة الأهداف، لأنها لا تستهدف تغيير حاكم أو تغيير سطحي إنما تستهدف تغيير جذري وشامل يضع البلاد في طريق التطور الصحيح، الذي يضمن دخول البلاد والشعب السوداني في مرحلة تليق بطموحاته وامكاناته، وكذلك بتطلعه في المساهمة الإيجابية في الإنسانية، والخروج من دور الأزمات والتسوُّل والحروب والفقر ومعسكرات النزوح و{تمليش} و{عسكرة} المجتمع.
أي أنها ثورة تستهدف إزالة كل عوامل وكوابح إكمال عملية التطور الوطني الديمقراطي باتجاه الدولة الوطنية الحديثة. 
مما سبق، علينا فهم الحمل الثقيل والكبير الذي تحمله هذه الثورة في طياتها، ويمكننا كذلك فهم تطاول أمدها وتمددها واتساعها رويداً رويداً في نفوس الناس أولاً، ثم تحوُّل هذا التمدد إلى مشاركات وانتماء فعلي على الأرض.
عمق هذه الثورة يفسر لنا صبرها وجلدها وقدرتها على التأقلم ومن ثم تجاوز الصعاب التي تقابلها.
عمق هذه الثورة نستطيع عبره فهم ما يُعرف بالمد والجزر الثوري، وهو ببساطة ارتفاع نسق الحراك وفي بعض الأحيان تراجعه قليلاً.
عمق هذه الثورة يفسر لنا حالة الصراع التي تكتنف كل شيء حتى داخل النفس الواحدة للبعض، لأنها مليئة  بطرح التساؤلات حتى تلك التي يخاف البعض من طرحها ومناقشتها حتى على المستوى الذاتي.
عمق هذه  الثورة، أنها ستبدأ رويداً رويداً في تجميع وكشف كل من لا مصلحة له في تغيير حقيقي، وهذا مهم جداً لأصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير، لأنه سيتم استخدام كل الحيّل والكذب والتضليل في البداية بحجة الخوف على الثورة والثوار وعلى البلد ثم يعقبها الانكشاف النهائي بالهجوم المباشر وفرز الخنادق الواضح والصريح وكل ذلك في مصلحة الثورة والتغيير.
لذلك فهم طبيعة هذه الثورة وخصوصيتها مهم جدا لإستمرارها، وتفويت الفرصة على التكتيكات المضادة التي تبدأ عادة بشكل ناعم وباستخدام بعض شعارات ومطالب الثورة، وتنتهي بتكتيكات حادة وصريحة في نهاية المطاف.
الحفاظ على سلمية الثورة والصبر وممارسة التوعية والتنوير المستمرين بأهدافها وأهميتها على المستوى الخاص والعام، والوصول لكافة الناس ومشاركتهم، هي الضمانة اللازمة لنجاح هذه الثورة في تحقيق انتصارها النهائي.

*#احمد_بابكر*

*27/مارس/2019*

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.