الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

دولة الرجل الواحد …

دولة الرجل الواحد …
   
        يحق للمشير كل الحق أن يرغي ، ويزبد ، وأن يهدد ويتوعد ، وان يؤدي واحده من أبدع وأجمل رقصاته امام الجمع الغفير من طلاب المدارس الصغار  ، والعاملين بدواوين الحكومه الذين اقتيدوا كالقطيع للساحه الخضراء ، فقد حقق المشير أقصي أمانيه  ، وغايته  ، ومبتغاه ، إذ جعل من الحوار المضروب ، والذي ظن الناس أنه جاء تحقيقالرغبة شعبية عارمة في الحد من سيطرته المطلقه علي كل مجريات الامور  ، وتقليل سلطاته التي لا حدود لها ولا أول ولا آخر .
         والمدهش في امر الاحتفال البائس انه جاء بتدبير،  وتخطيط ، واعداد المتهم (محمد حاتم سليمان) المتهم بالاستيلاء علي اموال الشعب والمنعقده محاكمته هذه الأيام ؛ والأدهي والأمر انه تولي تقديم الرئيس بلا خجل ، او حياء ، بل وارتضي الرئيس أن يقدمه للناس هذا اللص الحقير في ظاهرة لا تحدث الا في دولة المشير لكن لا عجب فهذه هي اخلاقهم  ، وهذا هو سلوكهم الذي لا تحكمه أخلاق  ، ولا مبادئ.
       لقد تحدثنا كثيرا وبينا ان أمر الحوار المزعوم لا يعدو ان يكون كارثة من كوارث الانقاذ ،  ومؤامرة من مؤامراتهم القذره التي لا تنتهي .
         قالوا عن الحوار المزعوم أنه يعبر عن ارادة الشعب ، ولا ندري أي شعب يعنون ، أهو الغالبية العظمي المتهكمه علي ما جري ؟؟
    ام الممانعون وهم القوي الشعبيه والسياسيه الحيه. أم قطيع الشياه من الأقليه التي شاركت في المسرحيه التافهه من الذين انغمسوا في مستنقع العفن بوعي ، او دون وعي ، تحقيقا لمنافع ذاتيه لا تساوي شيئا بحساب المكاسب الدنيويه الزائلة .
        ما أن انتهي الحفل وتفرق الناس ، حتي اتضحت حقيقة الامر بجلاء  ، عندما بدأت المخرجات التي باهوا وبشروا ، بها وما يزالون وتتلخص في امور أقرب ما تكون الي حكايات ألف ليله وليله .
        الذين اعتقدوا انهم قد حققوا عبر الحوار العار، مكاسب  تاريخيه ، خاب ظنهم فقد استطاع المشير أن يلتف علي مخرجاتهم ، بل وغنم منها ما لم يحققه من قبل ، فهو الذي يعين  رئيس الوزراء ثم يعفيه ، ويقيله متي ما اراد ، وهذه لعمري ، واحدة من  الغرائب إذ أن الجهاز التنفيذي بأكمله سيكون تحت رحمته ، وتصرفه ثم أن جهاز الأمن ستزداد سلطاته ، وتحت اشرافه المباشر دون مساءلة من الاجهزة الرقابيه والتشريعيه ، وبالتالي تزداد قبضته .
      وكذلك يحتفظ حزبه بالاغلبيه الميكانيكيه وبالتالي تنبثق من المخرجات والوثيقه مشاريع الدستور التي ستجيئ نصوصه ، وفق ما تشتهي رياح سفن المشير ، ويكون لديه الآتي:
       أولا : كل الجهاز التفيذي رئيس الوزراء وحكومته تحت رحمته واشرافه .
        ثانيا :جهاز الأمن يظل هو المتحكم فيه بلا مساءلة او رقابه ، وهو القائد الأعلي للقوات المسلحه ، والشرطه  ، وكل القوات النظاميه الأخري  ، ثم ان مجلس (ابراهيم احمد عمر ) سيكون باغلبيته الميكانيكيه خير معين له في التشريع واعداد مشروعات القوانين الاستبداديه ، التي تتماشي مع مشروعه التسلطي وارواء نهمه السلطوي ،
   يا للعجب!! رجل يختزل الأمه في شخصه يعبث بأحلام شعبه ، ويخادع ويتلاعب بمصير الامه ، ويحرمها حقوقها المشروعة في الحياة الحرة الكريمه ، بل بسببه تحاصر البلاد وتفقد كل اسباب التقدم والرفاه .
      هل هذا هو الهدف الذي من أجله جاء الحوار النكبة؟ وهل هذا ما بشر به هؤلاء الفجرة ؟.
      نحمد الله الذي جعلهم يتعجلون الأمر ويصرحون بأهدافه  ، حتي يعلم الناس انهم  تحت حكم لم يمر علي الوطن من قبل ، فالحوار أسفر عن وجهه القبيح  ، بملك عضود علي رأسه رجل معتوه هو مالك الدولة ، وشعبها ، وثرواتها ، ومقدراتها ، وملكها المتوج ورئيسها الآمر الناهي ، والذي لا يملك أحد في طول البلاد وعرضها ، أن يراجعه او ينتقده ، او يتجرأ بالوقوف في وجهه ، فالرجل تلبسته حالة مرضيه خطيرة ، وهو يقول: أنا الدولة ، والدولة أنا .
   
   صباح اليوم صدر تصريح من ( كبر) حرامي سوق المواسير اكد فيه رفض الوطني لمنصب رئيس الوزراء ، واردفه الحزب الحاكم بان له الحق بالاحتفاظ باغلبية المجلس الوطني ، وتتوالي التصريحات تباعا ، تؤكد ما ذهبنا اليه وبذلك القم (السنوسي) و(كمال عمر) وسبعه زايد سبعه ، وكل الأفاكين ، والكذابين والواهمين  ،والحالمين القموا حجارة من النوع الممتاز حتي يكفوا عن مواصلة الدجل ، والتبجح زورا ، وبهتانا بأهمية الحوار الصفري .
كذلك ارتفعت بعض الأصوات الضعيفه مطالبه بالرضوخ للأمر الواقع  ، حتي لا يحدث لنا ما يحدث في اليمن وسوريا وهكذا تتري المصائب والعجائب ، وحدث التراجع سريعا وهذه احزاب لا يعتد بها ، ولا وجود لها مثل حزب الناصري الذي صرح بهذا التصريح (مصطفي محمود)

والامر لله من قبل ، ومن بعد ، ولاحول ولاقوة الا بالله .
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) (47) الانبياء

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.