السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *حول الإضراب العام والعصيان المدني*

*حول الإضراب العام والعصيان المدني*

 

*مساحة حوار*

*حول الإضراب العام والعصيان المدني*

د.أحمد بابكر

تدور في هذه الأيام حوارات وتساؤلات كثيفة حول الإضراب العام والعصيان المدني. ..
جل التساؤلات تتحدث عن إمكانية نجاحه في ظل هذه الظروف الخاصة بعدم وجود نقابات وسيطرة النظام على الموجود منها. ..
والبعض كذلك يطرح وجهة نظره من زاوية أن الثورة تحتاج لاستمرارية التظاهر وليس (انهائه)حسب فهمه للإضراب العام والعصيان المدني. .
هناك رؤية أخرى تنظر إليه من زاوية أن الكثير من المواطنين يعملون وفق  رزق اليوم باليوم .
وهناك  الخوف  من الفشل ومدى انعكاسه على حركة الشارع والانتفاضة بشكل عام. .
والمقال في جوهره  دعوه لمناقشة وجهات النظر أعلاه وسوف ابتدر هذا الحوار بإضاءات، عسى أن نتوصل عن طريق التفكير الجمعي إلى تفاهمات ورؤى واضحة تجاه الإضراب العام والعصيان المدني، لأنه الصيغه المهمه  في الظفر والنصر الحاسم على نظام الإنقاذ   المتفسخ والمتهالك.
معلوم بالضرورة الآتي :
1.ان نظام الإنقاذ عمل على تجريف الحياة النقابية والسياسية وتجفيفها وذلك لحمايته واستمراريته،وذلك بالعنف  والتمكين،واستطاع تصفية القطاع العام  والسيطرة على كل مفاصل البلاد مما جعل هناك فارق درجي وليس نوعي في الواقع الحالي مقارنة بالواقع إبان  ثورتي اكتوبر ومارس/أبريل المجيدتين.

2.في ظل سيطرة النظام على كل مفاصل البلاد استطاع الشعب السوداني من الانتفاض بشكل استثنائي ومذهل فاجأ به النظام وأنصاره وبعض الذين أصابهم اليأس والقنوط من قدرة هذا الشعب العظيم على الثورة ضد النظام والمذهل أكثر هو استدامة زخم الثورة وتصاعدها وبطرق مبدعة وغير تقليدية  ذلك هو دخول فئات ظن النظام أنها تمثل ثقافته الاستهلاكية،بل وامتداد الثورة إلى الريف.

3.ان الثورة أصبحت ثقافة وحالة  اجتماعية تداخلت مع تفاصيل حياة الجميع حتى الأطفال،وهي حالة من الصعب بل المستحيل أن
تتراجع أو تنتهي. 
4.ان من يقود هذه الثورة فعليا على الأرض هم شباب  خبروا أساليب النظام القمعية وحيدوها لدرجة أن أجهزة النظام القمعية أصابها الهلع الخوف والارتباك والذي انتقل الى مجمل مفاصل النظام.

باستصحاب المعطيات أعلاه يمكن التعاطي مع زوايا الرؤية المختلفة للإضراب العام والعصيان المدني.
السؤال الأساسي الذي يجب الإجابة عليه بداية. .
ماهو الإضراب العام والعصيان المدني،وهل يعني الجلوس في البيوت وعدم التظاهر؟
بدون الدخول في تعريفات أكاديمية وللتبسيط، الإضراب العام والعصيان المدني هو آليه لشل كل مؤسسات الدولة وبالتالي انهيار النظام وذلك من خلال عدم التعامل مع مؤسساته جميعها وعصيان ومقاطعة وتحدي قوانينه .
هل يتعارض المفهوم أعلاه مع استمرارية التظاهرات؟
بالتأكيد لايتناقض ذلك مع استمرارية التظاهرات، بل يعززها وينقل نتائجها إلى مستوى أعلى في التأثير على النظام وفي إنجاز أهداف الثورة.
إذا الإضراب العام في جوهره، هو تعزيز للعمل الجماهيري ومستوى أعلى في تحدي السلطة الغاشمة.
في الشق المتعلق إمكانية نجاح الإضراب العام والعصيان المدني في ظل  تجفيف النقابات وتحويلها لأجسام كرتونية  ضمن السلطة مهمتها تمرير قراراتها والتصفيق لرأس النظام .
نقول أن الكثير من الناس كانوا يعتقدون في استحالة قيام الثورة واستمراريتها لعدم وجود نقابات بنفس صيغة مارس/أبريل ولكن رغم ذلك ثارت الجماهير  بالشكل الذي تجاوز مارس أبريل بسنين ضوئية من حيث زخم المشاركة والتمدد والوعي.
هناك عامل مهم أن هذه الثورة تميزت بسيطرة الشباب  المطلقة من الجنسين واستطاعوا التعامل بطريقة مبدعة،لماذا نستبعد أن يقدم نفس هؤلاء الشباب صيغ مبدعه في تنفيذ وتطوير آليات الإضراب العام والعصيان المدني، لأن التجربة أثبتت انهم يتعاملون مع المعطيات المتوفرة بمرونة عالية واكسابها زخم وطاقة جبارة ومنتجة.
هناك تخوف من البعض من آثار وتداعيات فشل تجربة الإضراب العام والعصيان المدني على مجمل الحراك.
الواضح أن الثورة أصبحت ثقافة، وكان ذلك نتيجة ممارسة آلياتها من تظاهرات واعتصامات واحتجاجات ولذلك تصاعدت وتطورت أشكالها، نفس هذا القانون ينطبق على العصيان المدني والإضراب العام،ولذلك يجب طرحه وممارسته بشكل متدرج تزامنا مع تصعيد التظاهرات،حتى يصبح بدوره ثقافة ومفردة أساسية في قاموس وتفكير الثوار .
التدرج في التجربة نفسه سوف يعطي الفرصة لانضمام قطاعات كثيرة مهمة وكبيرة كانت من تداعيات الاقتصاد الطفيلي وهي قطاع  الأعمال الهامشية التي تستوعب شريحة ضخمة  (سايقي الرقشات والامجادات . .ستات الشاي وووالخ)    ويعطي  الفرصة في تطوير آليات  تنفيذه،لأن التجربة والممارسة هي الأقدر على تقديم نموذج منتج وواقعي.
خاتمة :
أن الإضراب السياسي العام  والعصيان المدني ضرورة لاستكمال الثورة وإسقاط النظام،  لأن حال اكتماله وتنفيذه بشكل فعال يمثل الضربة القاضية للنظام والتي تعجل بسقوطه توطئة لتفكيكه بشكل كامل وشامل.
هذا المقال هو رؤية لمزيد من التداول حوله واغناء المفهوم بكثير من الرؤى والخبرات التي يمكن الاستفادة منها.

#احمد_بابكر

25/فبراير 2019

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.