*بيان حول مقتل الأستاذ أحمد الخير أحمد عوض الكريم*

*نشطاء حقوق الإنسان السودانيين* – *النرويج*

ظللنا نتابع بشكل يومي دقيق منذ 13 ديسمبر 2018، تقارير من جهات متعددة أبرزها لجنة الأطباء المركزية عن حالات إصابات المتظاهرين في السودان. بالإضافةً إلى متابعة حالات الإعتقال والحجز التعسفي.
في يوم الخميس 17 يناير 2019، قالت *المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه* أن قرابة *50* إنسان قد *قتلوا* إلى جانب الكثير من الجرحى، فيما تم اعتقال المئات من المحتجين. وفي 24 يناير تم تسجيل حالتي قتل إضافيتين، وتم أمس السبت 2 فبراير، الإعلان عن وفاة الأستاذ *أحمد الخير أحمد عوض الكريم* بتاريخ الجمعة 1 فبراير 2019، وفق ما يلي:

*أولا*:
قرابة الساعة السابعة من مساء أمس السبت أعلنت *الشرطة السودانية* أنه:
“بتاريخ 31/1 شهدت محلية خشم القربة احداث شغب و تم التحفظ علي عدد من المتهمين المشاركين. ،تم التعامل معهم بصورة حضارية وإحضار وجبة الإفطار يوم الجمعة عند الساعة الحادية عشر صباحا ،، وبعد صلاة العصر تناولوا وجبة الغداء. عند تحركهم *من محلية خشم القربة لرئاسة الولاية كسلا* ،، ظهرت *حالات تسمم* للذين تناولوا وجبة الغداء بما فيهم ضباط يتبعون الولاية. تم الذهاب بهم لمستشفى كسلا التعليمي لتلقي العلاج وإجراء اللازم ،، في هذه اللحظة توفي المرحوم احمد الخير احمد الي رحمة مولاه. تم تحويله المشرحة المستشفي وللتشريح بالقضارف. *التقرير المبدئي* اشار الي أن *سبب الوفاة حالة تسمم* وللتأكد أكثر تم اخذ عينات من الأمعاء والدم والكليتين. أكد هذه الوقائع بعض الذين تناولوا معه الطعام ،، و*لا يوجد أي سبب خلاف ذلك*. وحتي تتضح الرؤية تماما تحرك وكيل النيابة الأعلي بالولاية والمتحري ومدير الطب الوقائي بوزارة الصحة لمزيدا من التحريات”.
إنتهى بيان الشرطة (*مرفق*)

*ثانيا*:
جاء بيان “*لجنة أمن ولاية كسلا*” الصادر في نفس السبت 2 فبراير كما يلي:
“- بتاريخ الخميس 31/12/2019م مساءاً وقعت أحداث شغب بمحلية خشم القربة حيث تم *التحفظ* على عدد من المتهمين المشاركين في المظاهرات تم التعامل معهم بصورة حضارية.
– في صباح الجمعة الموافق 1/2/2019م تم إحضار وجبة فطور ، وبعد صلاة العصر تناولوا وجبة الغداء وفي المساء تم ترحيلهم *من محلية خشم القربة لرئاسة مباني جهاز الأمن بولاية كسلا* ، وفي أثناء الترحيل ظهرت حالات تسمم للذين تناولوا وجبة الغداء بما فيهم الأستاذ / أحمد الخير أحمد عوض الكريم وضباط يتبعون للولاية.
– تم إسعافهم لمستشفى كسلا التعليمي لتلقي العلاج وإجراء اللازم و*بعد الكشف* على الأستاذ/ أحمد الخير أحمد *إتضح* أنه قد *فارق الحياة*.
– تم تحويل الجثة لمشرحة مستشفى القضارف وكان تقرير الطبيب الشرعي كالآتي: (*بالكشف عن الرأس لم تثبت معالم تجمع دموي بالفروة والجبهة خالية من الكسور والمخ سليم في الإصابات الظاهرة – الجبهة والأنف سليم من الإصابات والكسور الظاهرة – الصدر والبظن والأحشاءسليمة وتجويف وعظام الحوض سليمة – تم أخذ عينات دم وعينة كبد وعينة من الكليتين ومحتويات معدة وأرسلت لولاية الخرطوم. الأطراف سليمة من الإصابات ولم تثبت بها كسور ظاهرة*).
– بتاريخ اليوم 2/2/2019م بعد منتصف النهار تم تحريك *وكيل النيابة الأعلى* بالولاية و*المتحري* و*مدير الطب الوقائي* بوزارة الصحة لمزيد من التحريات.
– حيث تم تدوين بلاغ بالرقم 62/2019م تحت المادة 51/إجراءات بالقسم الأوسط  كسلا. التحري مستمر.
– سيتم *توضيح سبب الوفاة* بعد *ظهور نتائج الفحوصات* التي أرسلت لولاية الخرطوم.
إنتهى بيان لجنة الأمن (*مرفق*)

*ثالثا*:
كتب الطبيب العمومي د/ *محمد علي محمد الحسن*، بيان *الفحص الأولي للجثمان* كالآتي:
“المتوفي المذكور في العقد الخامس من العمر يبلغ طوله حوالى 170 سم بعد الكشف الظاهري عليه تبين وجود *كدمات في الظهر* و*الفخذ الأيمن* لا توجد آثار جروح قطعية أو نزيف لا يوجد أثر إنقطاع في الحبل الشوكي بالرقبة لم يتم العثور على آثار ظاهرية تدل على سبب الوفاة عليه *يحول الجثمان* لأقرب مستشفى به *إختصاصي* لتشريح لتحديد أسباب الوفاة”.
إنتهى مقتطف بيان الطبيب العمومي (*مرفق*)

*رابعا*:
في تقريره الشرعي بتاريخ 2 فبراير 2018، كتب *د/ عبد الرحيم محمد صالح* في مشرحة ولاية القضارف:
“- الجثة عليها قميص بيجي كم طويل به تلونات أشباه *دماء* وتمزق شرط من الخلف بطول 4 سم. وبنطلون أسود وفنلة داخلية بها تلونات أشباه *دماء* في الخلف و*متسخة*.
1 – *تكدم* بعموم الظهر متداخل مع *سحجات أربعة* 3×2 سم وحوالى *خمسة عشر* سحجة صغيرة 1×1 – 1×0.5 سم أبعادها. وبعض *التكدم* خطي.
2 – تكدم بـ*خلفية العضدين* متداخل مع *سحجة* 2×2 سم بخلفية الأيسر وحوالى أربعة 1×1 – 1×0.5 سم بخلفية الأيمن (سحجات).
3 – تكدم متداخل بـ*الإلية اليمنى* وشامل معظمها وبـ*لون بني مزرق* مع إمتداد التكدم بأعلى *أمامية الفخذ الأيمن*.
4- تكدم بـ*أمامية وخلفية الساقين* متداخل بعضه خطي وملتف (*بوسط الساقين*) مع سحج بخلفية *وسط الساق اليمني* 3×2 سم *مسودة*. و*بلون أحمر غامق* وبعضها بـ*لون بني* و*أحمر غامق*.
5- بالكشف وتشريح الجثة تبين أنها تعرضت لعنف جنائي موصوف بالإصابات بالكشف الظاهري”.
إنتهت مقتطفات تقرير أخصائي الطب الشرعي (*مرفق*)

*خامسا*:
في *تسجيل صوتي* لـ*سعد أحمد الخير* شقيق الأستاذ القتيل أحمد الخير أحمد، ذكر أنه “*توجد آثار تعذيب وضرب* في *الذراع اليمين* للفقيد و*الكتف الأيمن* وفي *الأيادي*، في *المعدة* و*الظهر* وفي *الإليتين* وفي *فتحة الدبر* حيث توجد فيها *آثار دم*”.

*سادسا*:
جاء في بيان *نقابة أطباء السودان الشرعية*- *المكتب الموحد للأطباء*، بتاريخ 2 فبراير 2019، أنه:
“لقد تم إعتقال المعلم أحمد من منزله بخشم القربة بتاريخ *٢٧ يناير* من قبل عناصر الأمن ليتم تعذيبه طيلة هذه الفترة ليسلم جثمانه فجر اليوم إلى مشرحة القضارف”.

*سابعا*:
قام الفقيد في 3 يناير 2016، بـ*طعن إداري* في *إجراءات تكوين نقابة المعلمين* وسجل *بلاغا* تحت المادة 47 تحريات، بتاريخ 28 مارس 2016، قبل أن يقوم بشطب البلاغ وكيل نيابة كسلا، الزاكي حسن الزاكي، بتاريخ 4 أبريل 2016 والذي أيده قرار وكيل النيابة الأعلى، عند الإستئناف لديه بتاريخ 18 أبريل 2016، لعدم كفاية البينة ولعدم الإختصاص. (*مرفق* صورة من الخبر الصحفي)

*مما ورد أعلاه نتوصل إلى التالي*:
1- بمقارنة بياني الشرطة والأمن، نجد أنهما *إختلفا* في ما يتعلق بالترحيل، حيث أشار بيان الشرطة إلى “عند تحركهم من *محلية خشم القربة* لـ*رئاسة الولاية كسلا *”، بينما أشار بينا الأمن إلى أنه “تم ترحيلهم من *محلية خشم القربة* لـ*رئاسة مباني جهاز الأمن بولاية كسلا*”. وبهذا *يثبت قانونا* أن أحدهما -بالضرورة- قد أدلى بـ*معلومات كاذبة*.
2- لم يرد في أيٍّ من بياني الشرطة أو الأمن إشارة *لكدمات، سحجات، أو إشارة لدماء*، مثلما ورد في كل من تقرير الطبيب العمومي والخبير الشرعي. وبهذا يثبت *قانونا* أن كِلا الجهتين قامتا بـ*إخفاء معلومات تضر بسير العدالة*.
3- جاء في بيان نقابة أطباء السودان الشرعية أن الإعتقال تم بتاريخ *27 يناير* بينما جاء في كل من بياني الشرطة والأمن أن الإعتقال كان بتاريخ الخميس *31 يناير*.
4- *الدماء على فتحة الدبر تشير إما إلى إغتصاب بشري متعدد أو الإغتصاب بفعل آلة حادة*.
5- إستهداف الشهيد أحمد الخير أحمد عوض الكريم لم يكن بسبب مشاركته في *ممارسة حقه الدستوري بالتظاهر* ضد الحكومة، وإنما بسبب موقفه الرافض لـ*تزوير إنتخابات المعلمين* بخشم القربة.

و*بناءا عليه*؛
1- نطالب كافة الأجهزة التشريعية والتنفيذية السودانية بـ*فتح تحقيق شامل*، يتقصى بالفحص الدقيق أداء كل من *أجهزة الشرطة والأمن* في السودان.
2- ندعو *منتسبي الجهات العدلية* في السودان، لإتخاذ *ما يتوجب* عليهم للوقوف *إلى جانب الحق*، بإتخاذ *مواقف مشرفة* تفضي إلى *إزالة الإحتقان الحالي وإنهاء عهد الذل والإستبداد*.
3- نطالب رئيس الجمهورية *عمر حسن أحمد البشير* بـ*التنحي الفوري عن سدة الحكم*، حقنا للمزيد من دماء الأبرياء، ومنعا للمزيد من إنتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
4- نحث *تجمع المهنيين السودانيين* بضرورة توحيد الجهود لتعجيل الخطوات صوب *الإعتصام المدني الشامل* بغية إنهاء عبث وسوء إستخدام السلطة.

*نشطاء حقوق الإنسان السودانيين – النرويج*
أوسلو – الأحد 3 فبراير 2019

http://sudanhr.org/

info@sudanhr.org

https://www.facebook.com/sudanhr